التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المرأة في الغرب: مدنيّةً قادت إلى التوحش

                                  بسم الله الرحمن الرحيم
                                      
        التقيته مصادفة في مطار جدة القديم(جداً) وهو يهم بوضع حقائبه لدى موظف قسم الأمانات فسلّمت عليه لسابق معرفتي به حينما كنّا مبتعثين للدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية. وقلت له هل يا ترى لو وضعوا خزانات وعليها مفاتيح يستخدمها المسافرون بأنفسهم دون الحاجة لانتظار موظف الأمانات الذي قد لا يكون في مكانه، أليس هذا أفضل ونحن بذلك نوفر يداً عاملة يمكن أن تؤدي عملاً آخر؟ فقال لي لا ليس ما تقول أفضل، فهذه حضارة الغرب التي جعلت الآلة تحل محل الإنسان في كل شيء تقريباً فقست مشاعرهم ، وأصبح تعاملهم مع الآلة أكثر من تعاملهم مع البشر . انظر إليهم آلات لبيع القهوة، آلات لبيع الشاي والحساء والعصير والمرطبات، آلات لبيع الصحف 000آلات آلات آلات000
          تذكرت هذا الحوار حينما قرأت خبر المرأة الألمانية التي ألقت بطفلها من ارتفاع عال . كم تتحمل هذه المرأة من اللوم؟ كيف وصلت إلى هذه الحال من تحجر المشاعر وقسوة القلب ؟إنها نتاج هذه الحضارة المادية ، فلا سبيل إلى توجيه اللوم إليها وحدها .فقد عاشت بين أبوين طغت المادة على حياتيهما فما أن بلغت السادسة عشرة من عمرها حتى طالباها بالإسهام في تكاليف معيشتها بينهما ، فعملت وكدّت حتى تدفع أجرة إقامتها معهما وتكاليف طعامها وشرابها.وبعد أن تدفع فلا شأن لهما بحياتها تأتي متى شاءت وتخرج متى شاءت ويزورها من تشاء000الخ.
         وحتى عندما تعمل المرأة فإنها تشارك زوجها نفقات المنزل كما يشارك الزوج وربما زيادة عن الرجل .وقد روت إذاعة لندن في أحد برامجها قصص نساء تملكهن حب الانتقام من الرجال فبعد أن تنفق المرأة على الرجل زمنا طويلاً  تكتشف في يوم من الأيام  أنه يخونها .وقد ارتكبت بعض هذه النسوة كثيراً من الحماقات بزعمهن أنهن ينتقمن من الرجال.
    ولم تكن قصة المرأة الألمانية فريدة من نوعها فقد نقلت إلينا صحف الغرب ووسائل إعلامه قصصا أخرى اذكر منها المرأة التي خنقت طفليها بالوسادة ثم خرجت إلى حديقة المنزل لتسمر مع زوجها وكأنّ شيئاً لم يحدث. وكذلك قصة المرأة الأمريكية التي ألقت بطفليها في النهر وادعت أن رجلاً أسود هو الذي قتلهما وأخذت تتصنع البكاء والحزن عليهما أمام كمرات التلفزيون حتى افتضح أمرها.
          إن اهتمامنا بما يقع في الغرب إنما هو للتأكيد على مكانة المرأة في الإسلام ومحاولة تجنيبها ويلات العمل ومشاقه. فإن المرأة التي تخضع لقسوة العمل ومتطلباته ثم تعود إلى المنزل لتواجه متطلبات الزوج والأطفال وعليها أن تقدم إليهم مشاعر الحنو والعاطفة والرحمة لاشك أنها ستفشل في ذلك لأنها هي نفسها في حاجة إلى من يرعى شؤونها ويقدم إليها تلك المشاعر التي من المفروض أن تكون هي نبعها.

          فهل تنتبه مجتمعاتنا الإسلامية إلى هذه القضايا وتسعى إلى التخفيف عن المرأة لتتفرغ أكثر لبيتها وزوجها وأطفالها حتى يتجنب الوصول إلى هذه المرحلة الخطيرة التي وصل إليها الغرب.وليس هذه دعوة إلى تعطيل طاقات المرأة كما يقول الداعون إلى خروج المرأة ولكن للإفادة من هذه الطاقات فيما خلقت من اجله.ولا ننسى أن المرأة المسلمة على مر التاري كان لها دور رائع . وقد سئل عالم فرنسي ما الذي هزم فرنسا في الجزائر فقال: " إنها المرأة الجزائرية ". وقد تحدث الأستاذ عبد الحليم الخفاجي- صاحب كتاب(حوار مع الشيوعيين في أقبية السجون) - عن دور المرأة في مصر عندما تعرضت الحركة الإسلامية للاضطهاد في العهود السابقة فقدم صوراً رائعة لجهاد المرأة المسلمة.فهل نعتبر مما يحدث في الغرب.أو ننتظر أن تطالعنا المجلات التي أصبحت متخصصة في أخبار الجريمة عن جرائم مماثلة في مجتمعاتنا ؟والله الهادي إلى سواء السبيل.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الطبعة: الرابعة. الناشر: دار المعارف بالقاهرة (تاريخ بدون). عدد صفحات الكتاب: 219 صفحة من القطع المتوسط. إعداد: مازن صلاح المطبقاني في 6 ذو القعدة 1407هـ 2 يوليه 1987م بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة : يتحدث فيها المؤلف عن معنى التاريخ، وهل هو علم أم فن، ثم يوضح أهمية دراسة التاريخ وبعض صفات المؤرخ وملامح منهج البحث التاريخي. معنى التاريخ: يرى بعض الكتاب أن التاريخ يشمل على المعلومات التي يمكن معرفتها عن نشأة الكون بما يحويه من أجرام وكواكب ومنها الأرض، وما جرى على سطحها من حوادث الإنسان. ومثال على هذا ما فعله ويلز في كتابه "موجز تاريخ العالم". وهناك رأي آخر وهو أن التاريخ يقتصر على بحث واستقصاء حوادث الماضي، أي كل ما يتعلق بالإنسان منذ بدأ يترك آثاره على الصخر والأرض.       وكلمة تاريخ أو تأريخ وتوريخ تعنى في اللغة العربية الإعلام بالوقت، وقد يدل تاريخ الشيء على غايته ودقته الذي ينتهي إليه زمنه، ويلتحق به ما يتفق من الحوادث والوقائع الجليلة. وهو فن يبحث عن وقائع الزمن من ناحية التعيين والتوقيت، وموضوعه الإنسان والزمان، ومسائله أحواله الم...

وأحياناً على بكر أخينا إذا لم نجد.. وما أشبه الليلة بالبارحة

                                      بسم الله الرحمن الرحيم                                  ما أصدق بعض الشعر الجاهلي فهذا الشاعر يصف حال بعض القبائل العربية في الغزو والكر والفر وعشقها للقتال حيث يقول البيت:   وأحياناً على بكر أخينا إذا لم نجد إلاّ أخانا. فهم سيقومون بالغزو لا محالة حتى لو كانت الغزوة ضد الأخ القريب. ومنذ أن نزل الاحتلال الأجنبي في ديار المسلمين حتى تحول البعض منّا إلى هذه الصورة البائسة. فتقسمت البلاد وتفسخت إلى أحزاب وفئات متناحرة فأصبح الأخ القريب أشد على أخيه من العدو. بل إن العدو كان يجلس أحياناً ويتفرج على القتال المستحر بين الاخوة وأبناء العمومة وهو في أمان مطمئن إلى أن الحرب التي كانت يجب أن توجه إليه أصبحت بين أبن...

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية

                             يردد الناس دائما الأثر المشهور :(من تعلّمَ لغةَ قوم أمن مكرهم أو أمن شرَّهُم) ويجعلونها مبرراً للدعوة إلى تعلم اللغات الأجنبية أو اللغة الإنجليزية بصفة خاصة. فهل هم على حق في هذه الدعوة؟ نبدأ أولاً بالحديث عن هذا الأثر هل هو حديث صحيح أو لا أصل له؟ فإن كان لا أصل له فهل يعني هذا أن الإسلام لا يشجع على دراسة اللغات الأجنبية وإتقانها؟ وإن كان صحيحاً فهل الإسلام يحث ويشجع على دراسة اللغات الأجنبية وإتقانها؟         لنعرف موقف الإسلام من اللغات الأخرى لا بد أن ندرك أن الإسلام دين عالمي جاء لهداية البشرية جمعاء وهذا ما نصت عليه الآيات الكريمة {وما أرسلناك إلاّ كافة للناس بشيراً ونذيراً } (سبأ آية 28) وقوله تعالى { وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين } (الأنبياء آية 107) وجاء في الحديث الشريف (أوتيت خمساً لم يؤتهن نبي من قبلي، وذكر منها وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة). فهل على العالم كـله أن يعرف اللغة العربية؟ وهل يمكن أن نطالب كلَّ...