التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الاستشراق على الإنترنت بقلم الأستاذ سراج فتحي

الاستشراق على الإنترنت   
            بقلم الأستاذ سراج فتحي
كان أول مقال يكتب حول موقع مركز المدينة المنورة لدراسات وبحوث الاستشراق للأخ الأستاذ الفاضل سراج حسين فتحي رئيس قسم الوسائل التعليمية بكلية المعلمين بالمدينة المنورة، والكاتب بصحيفة المدينة المنورة، وهاهي المقالة التي كتبها الأستاذ سراج كما نشرت بصحيفة المدينة المنورة يوم الخميس 22رمضان1420هـ،  الموافق 30 ديسمبر 1999م. 
       "الاهتمام بالدراسات الاستشراقية وإيجاد وعي بما يقوم به المستشرقون كان في مقدمة اهتمام قلة من أبناء العالم الإسلامي في العصر الحاضر، هذه القلة ما تزال تجاهد لإقناع الآخرين من أصحاب المؤهلات العالية والمراكز الحساسة بأهمية وخطورة هذه الدراسات، ومدى تأثيرها على المجتمعات الإسلامية شرقاً وغرباً. وقد جابه المهتمون المختصون من المسلمين بهذا النوع من الدراسات الصعاب والعقبات التي كادت أن تكون حاجزاً قوياً يحول بينهم وبين الذود عن دين الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
       أعرف واحداً ينتمي إلى هذه القلة الصابرة المجاهدة، ونحسبه كذلك والله حسيبه، وهو الصديق العزيز الدكتور مازن صلاح مطبقاني الذي بذل الكثير من الجهد والكثير من الوقت والمال في سبيل توفير أكبر مساحة ممكنة من الاهتمام لدى أبناء الأمة الإسلامية بدراسات المستشرقين، فهو لا يغادر مؤتمراً إلاّ وينوي حضور مؤتمر آخر، ولا ينتهي من تأليف كتاب أو ترجمة مقال إلاّ وفي جعبته مؤلف آخر. وقد منّ الله عليه بطاقة عقلية وفكرية كبيرة مما أعانه على تخطي العديد من الصعاب والعراقيل، وهو من خلال الأزمات التي مرت به يقف شاكراً لله على الابتلاء محتسباً ذلك عنده طالباً الأجر منه سبحانه وتعالى.
       عندما أتحدث عن الدكتور مازن مطبقاني فإنما أتحدث عن شخص أعرف عنه الكثير، فالعلاقات التي تربطني به أكبر من مجرد صداقة عابرة، أو صداقة مصلحة، أو زمالة عمل، إنها علاقة المؤمن بأخيه المؤمن، علاقة مبنية على مبادئ سورة العصر، فهي تمتد ما بين التواصي بالحق، والتواصي  بالصبر، وقد عايشته وعانيت معه مواقف عديدة وكان فيها صابراً معتمداً على بره راضياً بحكمه وقضائه، ولذلك فإن الله سبحانه وتعالى أكرمه بالتوفيق وأمده بعونه ، وفتح أمامه أبواباً لم تكن على الحسبان،وهو دائماً يتذكر قوله عز وجل (والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا)
ومن الأخبار السارة والتي تضم للجهود التي بذلها الدكتور مازن مطبقاني مؤخراً قيامه بإنشاء موقع على شبكة الإنترنت يدور حول الدراسات الاستشراقية، وهذا الموقع يحتوي على زوايا عديدة، وهو فرصة لكل مهتم بهذا المجال، بل لكل مسلم يريد أن يعرف ماذا يقول الآخرون عن دينه وماذا يخططون، حيث سيجد فيه بغيته، فهو يوفر له الصور المتعددة لاهتمامات المستشرقين، وأخبار المؤتمرات والندوات والمطبوعات التي تهتم بهذه الدراسات.
وإذا كان الدكتور مازن قد بذل جهوده الشخصية الذاتية في هذا المجال وتمكن بفضل الله من إنشاء هذا الموقع،  فمن الضروري مساندته والوقوف إلى جواره ، فالعمل كبير جداً ، وهو يحتاج إلى مجموعة عمل تتكامل فيما بينها، وتتعاون للوصول بهذا الموقع إلى الأفضل، ومطلوب من المختصين في الدرجة الأولى أن يكونوا يداً واحدة مع الدكتور مازن، فلعل الله أن يكتب لهم أجر المجاهدة ونصرة هذا الدين بأسلوب معاصر ورائد عن طريق الإنترنت.
وأخيراً أرجو من الله عز وجل أن يمدّ الدكتور مازن مطبقاني بعونه وتأييده، وأن يوفقه لما يحبه ويرضاه، وأن يرزقه الإخلاص.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الطبعة: الرابعة. الناشر: دار المعارف بالقاهرة (تاريخ بدون). عدد صفحات الكتاب: 219 صفحة من القطع المتوسط. إعداد: مازن صلاح المطبقاني في 6 ذو القعدة 1407هـ 2 يوليه 1987م بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة : يتحدث فيها المؤلف عن معنى التاريخ، وهل هو علم أم فن، ثم يوضح أهمية دراسة التاريخ وبعض صفات المؤرخ وملامح منهج البحث التاريخي. معنى التاريخ: يرى بعض الكتاب أن التاريخ يشمل على المعلومات التي يمكن معرفتها عن نشأة الكون بما يحويه من أجرام وكواكب ومنها الأرض، وما جرى على سطحها من حوادث الإنسان. ومثال على هذا ما فعله ويلز في كتابه "موجز تاريخ العالم". وهناك رأي آخر وهو أن التاريخ يقتصر على بحث واستقصاء حوادث الماضي، أي كل ما يتعلق بالإنسان منذ بدأ يترك آثاره على الصخر والأرض.       وكلمة تاريخ أو تأريخ وتوريخ تعنى في اللغة العربية الإعلام بالوقت، وقد يدل تاريخ الشيء على غايته ودقته الذي ينتهي إليه زمنه، ويلتحق به ما يتفق من الحوادث والوقائع الجليلة. وهو فن يبحث عن وقائع الزمن من ناحية التعيين والتوقيت، وموضوعه الإنسان والزمان، ومسائله أحواله الم...

وأحياناً على بكر أخينا إذا لم نجد.. وما أشبه الليلة بالبارحة

                                      بسم الله الرحمن الرحيم                                  ما أصدق بعض الشعر الجاهلي فهذا الشاعر يصف حال بعض القبائل العربية في الغزو والكر والفر وعشقها للقتال حيث يقول البيت:   وأحياناً على بكر أخينا إذا لم نجد إلاّ أخانا. فهم سيقومون بالغزو لا محالة حتى لو كانت الغزوة ضد الأخ القريب. ومنذ أن نزل الاحتلال الأجنبي في ديار المسلمين حتى تحول البعض منّا إلى هذه الصورة البائسة. فتقسمت البلاد وتفسخت إلى أحزاب وفئات متناحرة فأصبح الأخ القريب أشد على أخيه من العدو. بل إن العدو كان يجلس أحياناً ويتفرج على القتال المستحر بين الاخوة وأبناء العمومة وهو في أمان مطمئن إلى أن الحرب التي كانت يجب أن توجه إليه أصبحت بين أبن...

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية

                             يردد الناس دائما الأثر المشهور :(من تعلّمَ لغةَ قوم أمن مكرهم أو أمن شرَّهُم) ويجعلونها مبرراً للدعوة إلى تعلم اللغات الأجنبية أو اللغة الإنجليزية بصفة خاصة. فهل هم على حق في هذه الدعوة؟ نبدأ أولاً بالحديث عن هذا الأثر هل هو حديث صحيح أو لا أصل له؟ فإن كان لا أصل له فهل يعني هذا أن الإسلام لا يشجع على دراسة اللغات الأجنبية وإتقانها؟ وإن كان صحيحاً فهل الإسلام يحث ويشجع على دراسة اللغات الأجنبية وإتقانها؟         لنعرف موقف الإسلام من اللغات الأخرى لا بد أن ندرك أن الإسلام دين عالمي جاء لهداية البشرية جمعاء وهذا ما نصت عليه الآيات الكريمة {وما أرسلناك إلاّ كافة للناس بشيراً ونذيراً } (سبأ آية 28) وقوله تعالى { وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين } (الأنبياء آية 107) وجاء في الحديث الشريف (أوتيت خمساً لم يؤتهن نبي من قبلي، وذكر منها وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة). فهل على العالم كـله أن يعرف اللغة العربية؟ وهل يمكن أن نطالب كلَّ...