لقاء مع الدكتور عبدالملك مرتاض: أجراه: مازن مطبّقاني

 


            لمْ يُعْرف لِلأدَب الجَزَائرِيِّ أيُّ شَأن إلّا مع مَطلَع هَذَا القَن

المدنية المنورة، ع ٩١٠٩في٢٨ شوال ١٤١٢هـ (ملحق ألوان من التراث عدد4 السنة 16)

       عرفت الدّكتور الأديب عبدالملك مرتاض؛ أستاذ الأدب العربيّ في جامعة وهران الجزائريّة، في أثناء إعداد بحثي حول ((جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريّين ودورها في الحركة الوطنية الجزائرية)) من خلال كتاباته حول الأدب الجزائري"، وأعجبت بغيرته الإسلامية، ومعرفته الواسعة بتاريخ الأدب الجزائريّ؛ وبخاصّة في فضح ممارسات الاستشراق الفرنسي في الجزائر؛ الرّامية إلى محاربة الشخصيّة العربيّة الإسلاميّة للشّعب الجزائريّ؛ من خلال القضاء على مقوماتها الأساسيّة: اللغة العربية والدين الإسلاميّ.

      واتّصلت بالدّكتور مرتاض كتابيّا؛ عندما بدأت أعدّ العدّة للكتابة حول نشاطات الاستشراق الفرنسيّ في الجزائر؛ أُستشيره حول الموضوع ومراجعه؛ فلقيت منه تجاوبا كريما يدلّ على كرم في الطبع، وإخلاص لرسالته كعالم واديب. ولمّاً علمت بوجوده ضيفا في ((مهرجان الجنادريّة للثّقافة والتّراث)) حرصت على لقائه، والإفادة منه.

المهرجان إثراء للثقافة في العالم العربيّ الإسلامي

· ما انطباعاتكم عن مهرجان الجنادريّة والندوات الأدبيّة الّتي انعقدت فيه؟

- لا يوجد، في الزّمن الرّاهن؛ أي فعاليّة على مستوى العالم العربيّ قادرة على ضم خيرة المثقّفين العرب: من مبدعين ونقاد ومؤرخين، غير مهرجان الجنادريّة الثقافي. وإنّيّ حضرته للمرّة الأولى؛ فلاحظت تنظيما محكما، وبرمجة للأنشطة الثقافية دقيقة وبعود ذلك إلى عاملين اثنين:

اولهما: سحاء الإمكانات، وضخامة الوسائل المسخّرة لهذه التظاهرة الثقافية العربيّة الكبرى.

وثانيهما: تمرّس الفريق القائم على هذا المهرجان، على مثل هذا النّشاط، وتعوّده عليه، وإخلاصه له.

وبهذه المناسبة فإِنِيّ أشِكر وأهنئ، في الوقت ذاته، كل أولنك الذين سهروا من الحرس الوطني على راحتنا: فضحّوا من أجل أن يسعدونا بتوفير كل ما كنا نفتقر إليه، فجزاهم الله أحسن الجزاء. وإذا لم تكن من فائدة تجنى من هذا المهرجانِ عدا تعرّف الأدباء على الأدباء، أو تجديد اللقاء بعضهم ببعض: لكان كفاه فخرا وفضلا؛ فكيف إذا جاوز ذلك إلى المناقشات والمحاورات الرصينة من حول القضايا والموضوعات التي برمجت في فعاليات المهرجان، وقد بلغت ست إِشكاليات تنوّولت بأقلام مختصين، ونوقشت من قبل مثقفين مرموقين، من هنا وهناك، من أقطار العالم العربيّ، يضاف إليها المحاضرات الّتي كانت تلقى بعد صلاة العشاء بقاعة الكونتيننتال، وبعض المحاضرات الأخرى التي كانت تقدّم بفندق قصر الرياض؟

إننا في الحقيقة عشنا أسبوعا ثقافيّا حافلا بالفعاليات المفيدة والمتنوعة.

وإذا كان لنا من ملاحظة حول هذا النشاط المفيد فهي أنتا كنّا نؤثر لو خصص وقت أطول للجلسة الثّقافيّة الأدبيّة حتى يمكن إثراء تلك الندوات بمناقشة الحضور في القاعة. هذا شيء والشيء الآخر: وهو ملاحظة نقدّمها في شكل رغبة أو التماس من المنظّمين الذين كنّا نودّ منهم لو استطاعوا طبع الأوراق الّتي قدمت في هُذا المهرجان الحافل. وألاحظ آخِرا أن الأوراق كان ينقصها، في بعض الأطوار، شيء من الاختصاص

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية