جامعة طيبة ... أمل مبارك

 

 

       تذكرت وأنا استعرض أسماء الكتاب الأفاضل الذين تناولوا هذا الموضوع المثل الشائع (لا عطر بعد عروس) إنها حقا لزمرة مباركة تلك التي تضم الأستاذ الجليل والشيخ الفاصل والكاتب المبدع والكاتبة المخلصة فهذه أسما وهم (مع حفظ الألقاب) محمد حميدة، وعاصم حمدان، ويوسف حواله، وصالحة السروجي، وعبد المؤمن نعمان، وعبدالله دبور، ومحمد الرويثي وعائص الردادي. وكثير غيرهم

    لقد كتب هؤلاء جميعاً وأجادوا وأبدعوا في الحديث عن أهمية إنشاء جامعة متكاملة في المدينة المنورة وألخص فيما يأتي بعض الأفكار التي قدموها بين يدي اقتراحهم. لعل أول ما يلفت الانتباه إلى أن كلية التربية بالمدينة المنورة لم تعد تحتمل قبول الأعداد المتزايدة من خريجي الثانوية فقد تجاوز عدد الطلبة فيها السبعة آلاف طالب منهم ما يقارب الألفي طالبة. وهذا العدد الفحم قد أدى إلى سلبيات كثيرة نترك الحديث عنها إلّا واحدة وهي أن نسبة عدد أعضاء هيئة التدريس إلى الطلاب تجاور المئة إلى واحد وهو مما يضع عبئاً تقيلا على اهل أعضاء هيئة التدريس ليس في القاء المحاضرات فحسب، ولكن في الامتحانات والتصحيح والمراقبة.

    ومما ينبغي ذكره ابضاً اتساع نطاق منطقة المدنية التعليمية حيت تعد من أكبر المناطق التعليمية فعندما يتعذر وجود جامعة تضم عدة تخصصات فإن أبناء/ المدينة ينطلقون إلى الجامعات في المناطق الأخرى مما يشكل ضغطاً متزايداً على هذه الجامعات

      ولا شك أن الكتاب الأفاضل قد حمدوا وجود مؤسسات التعليم العالي المختلفة في المدنية المنورة وهي: الجامعة الإسلامية التي تضم خمس كليات هي كلية القرآن الكريم وكلية الحديث والسنة وكلية أصول الدين وكلية الدعوة وكلية الشريعة: فالملاحظ أن هذه الكليات تهتم أساسياً بجال العلوم الشرعية واللغة العربية فقط فأين الهندسة والطب والعلوم الادارية والاقتصاد والعلوم الحية التطبيقية

    كما أن نظام الجامعة الأساسي لا يسمح للسعوديين باحتلال اكثر من ١٥% من مقاعد الدراسة بينما بقية المقاعد مخصصة لأبناء العالم الإسلامي.

      أما كلية التربية فتقدم التخصصات المختلفة لتحرج معلمين للمراحل الدراسية المختلفة وقد ثبت أن وجود الكلية في المدينة قد جذب إليها كثيراً من الطلاب الذين لم يلتحقوا بها لرغبتهم في مهنة التعليم، بل لقربها من مناطق سكنهم حتى إنه أصبح يطلق عليها "كلية رضى الوالدينٌ وإنه حقاً لاسم جميل ورائع. لقد قرن القرآن الكريم بين التوحيد والاحسان إلى الوالدين. (وقضى ربك ألا تعبدوا الا إياه وبالوالدين إحساناً) وقد ورد في الحديث الشريف أن الرسول من الله عليه وسلم طلب من شاب أن يرضي والديه قبل أن يذهب إلى الجهاد. وكلية الدعوة التي تتبع جامعه الإمام محمد بن سعود الاسلامية لا تضم من التخصصات سوى الدعوة والإعلام وما قيل عن الجامعة الاسلامية ينطبق على هذه الكلية. أما كليه إعداد المعلمين فهي مخصصة في الأساس لتخريج معلمي المرحلة الابتدائية ولا تتجاوز تخصصاتها المواد الدراسية. ولم يفت الكتاب الأفاضل أن يذكروا أن اقبال المدينة المنورة أو أنها في وسط هذه المرحلة المباركة من المشروعات الضخمة من العمران والتوسع مما يؤدي إلى تضاعف حجم المدينة المنورة مرات ومرات فالحاجة أصبحت أكثر مساساً إلى جامعة تضم كليات الطب والهندسة وعلوم البيئة والأثار والأرصاد وعلوم البحار وسوى ذلك.

      ولعل الكتاب الأفاضل قد ذكروا أيضاً مكانة المدنية المنورة في حاضر الأمة الاسلامية وماضيها فإن هذه المدينة المباركة قد انطلقت منها جيوس الفتح الاسلامية لتفتح العالم ليس نقط في مجال الجهاد الحربي فقد انطلق الصحابة رضوان عليهم أجمعين بالعلم بالقرآن والسنة لينيروا الطريق للبشرية جمعاء. وظلت المدينة المنورة ومكة المكرمة تقدمان العلم لأبناء العالم الاسلامي من خلال حلقات العلم في الحرمين الشريفين. حينما حل ظلام الاستعمار الأوروبي لم يجد علماء هذه الأمة ملجأً أكثر أمناً من هذين الحرمين الشريفين. فمن حقهما أن يعود إليهما منار العلم في كل المجالات.

      ولا شك أن المسؤولين الكرام في وزارة التعليم العالي يعطون هذا الأمر ما يستحقه من الاهتمام والدراسة وإننا ننتظر البشرى القريبة من معالي الوزير الكريم بقرب افتتاح هذه الجامعة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية