مسافة د. عبدالملك مرتاض الوجه المظلم للاستشراق
لم يفتأ الكتَاب والمؤرَخون والمفكّرونِ العرب يكتبون عن الاستشراق والمستشرقين الذين اشتدّ نشاطِهم، وازدادت عنايتهم بالعالم العربيّ منذ مطلع القرن التّاسع عشر خصوصاً؛ أي مع تكالب الدّول الغربيّة على التّطلّع إلى احتلال بلدان الجنوب والشرق.. ويتوزّع الاستشراق على معظم الدّول الأوربية، وخصوصاً هولندا، وألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا، وإسبانيا، وروسيا، وإيطاليا.. ويبدو أن عناية هؤلاء المستشرقين إنّما انصرفت إلى شؤون العالم العربي، من أجِل محاولة فهم الإسلام لتوظيف هذا الفهم في أغراض سياسيّةٍ؛ وذلك على الرغم من أنّ فهمهم للإسلامِ، في رأينا، كان سطحِيّاً في الغالب.. وكان ذلك كلّه من أجل التّمكِين للبلِدان الغربيّة لكي تُحكم قبضتَها على بلدان عربيّة معيّنة خطَط لها لكي تُستعمَر لأسباب أو لأخرى .. ومن النَّاس من ينتصرَ للمستشرقينِ فيعُدِّهم مبشّرين بالإسلام في الجامعات الغربيّة، ولدى عامّة المثقَّفين هناك بما يكتبون وبما يحاضرون، ثم بما نشروا وينشرون من كتب التّراث العربيّ لأوَل مرة.. وإذا كان هذا الأمر قد يصدق على بعضهم أحياء وأمواتا بفضل المواقف المعتدلة التي وقفوها من الإسلام، و