رحلاتي إلى بلاد الإنجليز -الطبعة الثانية




الإهداء
الحبيبة خديجة  رعاها الله وحفظها
"الرفيق قبل الطريق" مقولة لم أدرك عمق معناها وصدقها
حتى كانت رفقتك في رحلات حول العالم
كانت متعة وتعليماً وترفيهاً
فأنت أحق من يهدى إليه هذا الكتاب

فهرس المحتويات
-     مقدمة الطبعة الأولى
-      مقدمة الطبعة الثانية
-      ذكريات الرحلة إلى إكستر 1 - الرحلة إلى إكستر 2
-      الكتب والمكتبات في إكستر
-      حديث ذو شجون مع تيم نبلاك
-      قصة البحث عن مسكن
-      صحافتهم وصحافتنا
-      معالم إكستر
-      الرحلة الثانية إلى بريطانيا
-      المعاناة مع التأشيرة
-      متفرقات من الرحلة الثانية
-      هل يعاني الإنجليز؟
-      ندوة في معهد المكتوم للدراسات العربية والإسلامية.
-      قضايا اجتماعية وقانونية في أمريكا وبريطانيا.
-      النشاط الثقافي في جامعة جورج واشنطن
-      الرحلة إلى لندن والعودة في اليوم نفسه
-      محاضرة في لندن
-      مستقبل لندن الإسلامي وحاجة العالم للإسلام
-      قراءات مختارة في الصحافة الإنجليزية 1
-      قراءات مختارة في الصحافة البريطانية2
-      البابا لا يرى تحت أنفه ويرى أعماق أفريقيا
-      تيارات ومذاهب فكرية في بريطانيا
-      قتل الأجنة أو الحمل غير المرغوب فيه، وهل ضربك زوجك؟
-      الصحافة الإنجليزية ومعرفة الشعوب الأخرى
-      من أبوهم؟ ومتى يستيقظون؟
-      الأمريكيون يقتلون أنفسهم.
-      عبد القدير خان أبو القنبلة النووية الباكستانية
-      علماؤنا ونوابهم
-      المفتي الحكيم ومليون جنيه للدراسات الإسلامية
-      مؤامرة في الجامعة أو مؤامرة الجامعة
-      المسلمون والمسجد في اكستر
-      يُكره في بريطانيا ويُحب
-      مؤتمر المجتمعات الإسلامي في القرن الواحد والعشرين
-      مؤتمر في واشنطن العاصمة
-      مؤتمر ومظاهرة في واشنطن
-      الكحول في بريطانيا
-       أسوأ كارثة تحل بالحضارة الغربية: زواج الشاذين والشاذات
-      مصيدة العسل
-      موضوعات تربوية من الصحافة البريطانية
-      طرق شيطانية لشركات الأدوية
-      ضحايا السكاكين
-      سرقة دراجة رئيس حزب المحافظين (رئيس الوزراء فيما بعد)
-      حديث في مركز  أكسفورد للدراسات الإسلامية
-      رسالة إلى مبتعث
-      الإنجليز ودراسة الإسلام
-      الإصدارات البريطانية
المقدمة
      عشقت السفر والرحلة منذ مدة طويلة ومارست الكتابة عن رحلاتي ما أمكنني ذلك حتى أصبح السفر والرحلة جزءاً من حياتي، أدمنته وأشتاق إليه. وكان يمنعني من السفر في أحايين كثيرة صعوبة وجود الرفيق الموافق كما يقول المثل الحجازي (المرافقة الموافقة) حتى رزقني الله عز وجل بأم هاشم (خديجة محمد رفوح) فازداد سفري وانتظم تدويني فسافرت معها شرقاً وغرباً وشمالاً فأين بدأت هذه الرحلات وكيف؟
        كانت أول رحلة لي عام 1388هـ(1968م) إلى الولايات المتحدة الأمريكية مروراً ببيروت وجنيف ولندن ثم إلى نيويورك ومنها إلى لوس أنجلوس للالتحاق بمعهد اللغة الإنجليزية. وكنت في ذلك الحين أدون مذكراتي ومشاهداتي وملاحظاتي. ولكنه كان تدويناً فجاً لم تكتمل لي أدوات الكاتب، وإن ضاع معظمها غير أن حفظت جزءاً طيباً منها ظهر في كتابي الأول في عالم الرحلات وهو رحلاتي إلى أمريكا(*)
        وعدت من أمريكا عام 1393هـ(1973م) لأبدأ العمل مترجماً في صحيفة المدينة المنورة مدة لم تتجاوز الأسبوعين (لم أستمر لخلاف بين المدير العام للمؤسسة ورئيس التحرير وتغلب المدير العام: عثمان حافظ وعثمان الفضل رحمهما الله)ولكن شاء الله أن أكتب مقالة بعنوان (عندما تصبح القيم فريسة للمادة) نشرت في صحيفة المدينة المنورة. ثم كان هذا بتشجيع من الأستاذ سباعي عثمان رحمه الله المشرف على الصفحات الأدبية في الصحيفة. وتجرأت وكتبت إلى مجلة المجتمع أعرض عليهم أن أكتب سلسة مقالات بعنوان (مشاهدات عائد من أمريكا) وسرعان ما قبل طلبي فنشرت ثلاث حلقات توقفت بعدها لأنني التحقت بقسم التاريخ بجامعة الملك عبد العزيز منتسباً مستجيباً لنصيحة أحد الأساتذة بالتوقف عن الكتابة ذلك أن طالباً منتسباً لا يمكنه أن يكون كاتباً في مجلة المجتمع لمعرفته بما يمكن أن أتعرض له من مصاعب في الدراسة.
     وسافرت بعد التحاقي بالعمل في الخطوط السعودية في 15 ربيع الأول 1394هـ(7أبريل 1974م) استجابة لطبيعة عملي في قسم الشؤون الدولية، كما سافرت سائحاً مثل غيري ممن كان يحصل على التذاكر المجانية والتذاكر المجاملة من شركات الطيران المختلفة. ولكني لم أتحمس كثيراً للكتابة المنظمة المنسقة. ولكن تلك الرحلات والسفر أضافا الكثير إلى ثقافتي ومعارفي دون تدوين يستحق أن يكتب.
وشاء الله أن تكون رسالتي للماجستير عن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين فسافرت إلى الجزائر عدة مرات وما أن حصلت على الماجستير من قسم التاريخ بجامعة الملك عبد العزيز حتى قررت مواصلة دراستي لمرحلة الدكتوراه فالتحقت بقسم الاستشراق بالمعهد العالي للدعوة (تحول إلى كلية الدعوة فيما بعد) و أتيحت لي الفرصة الأولى للسفر من أجل حضور المؤتمرات في عام 1409هـ بحضور الندوة الدولية حول الشيخ عبد الحميد بن باديس في قسنطينة بالجزائر برعاية المجلس الشعبي البلدي هناك، وتوالى سفري إلى دول العالم المختلفة فكان المؤتمر الثاني في الجزائر وفي قسنطينة أيضاً، ثم حضرت مؤتمراً في المدرسة العليا للمعلمين بسوسة بتونس بعد سنة.
وهكذا أصبحت الرحلة جزءاً من حياتي لطلب العلم ولحضور المؤتمرات والندوات وغيرها من الأغراض. أسافر في أغلب الأحيان على حسابي، وبلا تمويل من أحد سوى راتبي المتواضع وفي أحيان قليلة أجد دعوة من هنا أو هناك. وهكذا جبت أصقاع العالم في حضور المؤتمرات والندوات حتى أصبح السفر مرضاً فلا أستطيع أن تمر ثلاثة أشهر دون أن يكون عندي سفر. وقد بلغت المؤتمرات التي حضرتها في أحد الأعوام ثمانية مؤتمرات قدمت ستة بحوث فيها.
         وتعودت منذ أيام الدراسة في أمريكا أن يكون لدي دفتر غير مسطر (لا أحب الأسطر ولا القيود) فاكتب عن كثير مما يصادفني، وأحياناً يكون هذا الدفتر نوع من محاسبة النفس وتذكر الأحداث والماضي، وفي الوقت نفسه التخطيط للمستقبل فتمر في ذهني الأحلام والخواطر والأفكار فأكتب وأكتب. ومن الأماكن التي أستمتع بالكتابة فيها عندما أركب الطائرة أو إن أتيحت الفرصة لي للجلوس في مقهى من المقاهي أشاهد الغادي والرائح. وقد يكون من المناسب أن أكتب أيضاً عندما أعود إلى غرفتي في الفندق.
       وبعد كتاب رحلاتي إلى أمريكا دخلت عام المنتديات في الإنترنت، وصار لي مكانة خاصة في عدد من المنتديات فكانت أول عودة إلى نشر المقالات (بعد أن انقطعت عن الكتابة الصحفية المنتظمة) فكتبت عن رحلة قمت بها للمشاركة في مؤتمر في المعهد الجامعي الأوروبي في مدينة مونتي كتيني ثم حضور محاضرة لبشارة دوماني عن الحرية الأكاديمية في الجامعات الأمريكية في برلين بمعهد برلين للدراسات الشرقية الحديثة. ولما وجدت قبولاً لهذه المقالات تشجعت فكتب عن العديد من رحلاتي الأخرى وكان منها الكتابة عن بريطانيا وهولندا والسويد واليابان وماليزيا وغيرها.
وما أنشره في هذا الكتاب  ليس كل ما دونت عن رحلاتي فلدي أكثر من عشرة من الدفاتر التي تحتاج إلى مراجعة لمواصلة تدوين ما في هذه الرحلات. ولكني وجدت أخاً كريماً له باع طويل في التحرير والترتيب هو الدكتور يحيى مراد، فأخذ على عاتقه أن يخرج هذه الرحلات إلى الملأ، فله مني جزيل الشكر والتقدير والثناء. وستكون أولى هذه الرحلات إلى بريطانيا التي أتيحت الفرصة لي للبقاء فيها عدة أشهر كباحث زائر وباحث شرفي في كل من جامعتي اكستر وأكسفورد. فأرجو أن يكون في هذه الرحلات بعض المتعة والفائدة، كما أرجو أن تكون مقدمة لنشر الرحلات الأخرى إلى الشرق والغرب والشمال.


*  رحلاتي إلى أمريكا، (الرياض: مكتبة الملك عبد العزيز العامة) 1425هـ -1995م.الطبعة الثانية (الرباط: دار الوطن، 2017م)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية