تقرير عن المؤتمر العلمي الثامن لكلية الإعلام الإعلام وصورة العرب والمسلمين جامعة القاهرة 28-29صفر 1423هـ ( 11-12مايو 2002م)

 

يعد هذا المؤتمر من المؤتمرات المهمة في مجاله لأنه يعقد في كلية الإعلام بجامعة القاهرة وهي من الكليات المرموقة في هذا المجال ويراها البعض أم الكليات أو الأقسام الأخرى، بالرغم من أنه لم يكن المؤتمر الأول الذي يتناول صورة العرب والمسلمين في الإعلام فقد سبقه مؤتمرات وندوات عديدة من أبرزها المؤتمر السنوي الثاني لمعهد بيروت للاتصال الذي عقد في شهر شعبان 1422ه ـ(نوفمبر 2001م) تحت عنوان (تنميط العرب: كيف يرى الغرب العرب وكيف يرى العرب أنفسهم والآخرين؟).وكذلك مؤتمر مكة الثاني لرابطة العالم الإسلامي تحت عنوان (الإسلام والتحديات المعاصرة) والذي كان أحد محاوره عن الحملات الإعلامية والرد عليها.

      وأما أهمية الحديث عن صورة العرب والمسلمين في الإعلام في هذا الوقت فلأن الإعلام الغربي عموماً سعى إلى تشويه صورة العرب والمسلمين منذ عدة عقود من الزمان ولكن الإعلام العربي والإسلامي لا يقل أحياناً كثيرة سوءاً عن الإعلام الغربي في تشويه هذه الصورة، ولعل بعض النقاشات التي دارت في أروقة هذا المؤتمر أكدت أهمية أن يسعى الغيورون من أبناء هذه الأمة وبخاصة من علماء الشريعة إلى الدخول إلى مجال الإعلام بقوة حيث قام أصحاب كافة الاتجاهات الفكرية في العمل في هذا المجال فضلوا وأضلوا.

     وفيما يأتي عناوين الندوات والجلسات العلمية ثم نعقب بأبرز الفوائد التي يمكن جنيها من هذا المؤتمر:

 برنامج اليوم الأول:

الجلسة الافتتاحية وتحدث فيها كل من:

-      فضيلة شيخ الأزهر الشيخ الدكتور محمد سيد طنطاوي

-      عميد كلية الإعلام الدكتور علي عجوة

-      رئيس جامعة القاهرة الأستاذ الدكتور نجيب الهلالي جوهر

-      د. عدلي رضا وكيل عميد كلية الإعلام للدراسات العليا والبحث مقرر المؤتمر

    الندوة الأولى:

        نحو طرح جديد لاستراتيجيات الإعلام العربي" وكان المتحدثون فيها كل من:

-      أمين بسيوني رئيس اللجنة الدائمة للإعلام بالجامعة العربية

-      د. عبد الله الأشعل مدير التخطيط بوزارة الخارجية

-      د. عواطف عبد الرحمن الأستاذة بكلية الإعلام

-      د. النور دفع الله عميد كلية الإعلام بجامعة أم درمان الإسلامية.

-      سامي خشبة نائب رئيس تحرير الأهرام

وقد كان من أبرز النقاط التي أثيرت في جلستي الافتتاح والندوة الأولى ما يأتي:

-      الحادي عشر من سبتمبر لم يكن السبب بل كان الذريعة التي استغلت لإبداء العداء الحقيقي في الغرب تجاه الإسلام.

-      الإفادة من القنوات الفضائية الحالية التي تشاهد في الغرب وإنتاج مواد إعلامية تتفهم العقلية الغربية

-      التحرك السريع من خلال شبكة المعلومات الدولية ودعم المواقع الحكومية والمواقع الخاصة.

-      الاتصال المباشر بمراكز البحوث والمعاهد العلمية والجامعات ومراكز الدراسات العربية والإسلامية والدراسات الاستراتيجية كمؤسسة راند ومؤسسة بروكنجز وغيرها والتنسيق على مستوى الباحثين والخبراء

-      ضرورة الانتقال من موقع الدفاع ورد الفعل إلى الفعل والمبادرة ولا يتم ذلك إلاّ بالتخطيط البعيد المدى ومن الضروري أن يكون للعرب والمسلمين خطة إعلامية عشرية أو حتى لعشرين سنة.

-      تكاليف الفضائيات العربية الحالية يزيد على عشرة مليارات دولار وهل قدمت ما يبرر كل هذه الميزانيات لتحسين صورة العرب والمسلمين.

-      الحاجة إلى تحسين أوضاع العرب والمسلمين فقد قيل قديماً " متى يستقيم الظل والعود أعوج؟" وهذا يتم عن طريق تحقيق العرب والمسلمين القوة المادية والمعنوية فلا يصح أن يكون عدوهم أكثر منهم قوة.

-      التناقض في وسائل الإعلام العربي حول بعض القضايا الجوهرية مثل المقاومة الفلسطينية والعمليات الاستشهادية حيث يطلق البعض عليها عمليات" انتحارية" وهناك من يصنفها ضمن الإرهاب.

- الجهود الرسمية لم تثمر كثيراً حيث إن الذين عملوا من خلال هيئات الجامعة العربية أكدوا بأن هذه الجهود لن تثمر وبعض القرارات غير قابلة للتطبيق.

جلسة البحوث الأولى:

- د. جيهان يسري كلية الإعلام بجامعة القاهرة وكان بحثها بعنوان" اتجاهات الإعلاميين نحو تغطية الإعلام المصري لأحداث الإرهاب" وكان من بين أهداف الدراسة " معرفة وجهة نظر الإعلاميين المصريين في دوافع ربط الإعلام الغربي بين الإسلام والإرهاب ومقترحاتهم في كيفية تفعيل دور الإعلام في محاربة الإرهاب."

- د. هبة شاهين، كلية الآداب جامعة عين شمس، وبحثها بعنوان" اتجاهات الرأي العالم المصري نحو أحداث الهجوم الأمريكي على أفغانستان- استطلاعات للرأي"

- د. عادل ضيف كلية الآداب جامعة حلوان " رأي النخبة حول دور الإعلام في تحسين صورة العرب والمسلمين بالخارج" وكان هدف الدراسة التعرف إلى صورة العرب والمسلمين في الخارج، والعوامل التي أدت إلى تشويه صورة العرب والمسلمين في الخارج ودور الإعلام في هذا المجال، وحقيقة موقف العرب والمسلمين إزاء كافة التطورات وآليات تحسين صورة العرب والمسلمين في الخارج.

- د. أماني الحسيني كلية الإعلام جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، " إدراك المصريين لصورتهم الذاتية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م من خلال تعرضهم للتلفزيون" وتأتي أهمية الموضوع من أن العرب والمسلمين أصبحوا ضحية حادث الحادي عشر من سبتمبر 2001م ذلك أن الشعوب العربية أصبحت تتحمل من دون ذنب سمعة الإرهاب ومساوئه وتعرض المسلمون إلى حملات من الضغوط والتشكيك، وحاول البحث اختبار بعض الفروض ومنها " ازدياد الاعتماد على القنوات الإخبارية الأجنبية، وأن زيادة التعرض للقنوات الأجنبية يقلل الشعور بالأمل في مستقبل اقتصادي وسياسي مضيء للعرب والمسلمين."

- د. أحمد عثمان ود. سامي السعيد –كلية الآداب جامعة المنصورة " اتجاهات الصفوة المصرية نحو صورة الإنسان العربي في صحف وقنوات التلفزيون الغربية"

جلسة البحوث الثانية: وتضمنت البحوث الآتية

-      د. إيمان جمعة –كلية الإعلام –جامعة القاهرة وعنوان بحثها "صورة الإسلام والمسلمين في الصحافة الغربية بعد أحداث 11 سبتمبر" تناولت الباحثة ثلاث صحف غربية هي الهيرالد تربيون الإنجليزية ولوموند الفرنسية وفرانكفورتر الألمانية. ومن أبرز النتائج محاولة الصحف الثلاث لصق تهمة الإرهاب بالإسلام على درجات متفاوتة وكذلك محاولة البحث عن جذور الإرهاب وأبرزت صحيفة لوموند الفرنسية مسألة حوار الحضارات ودور الإسلام في الحضارة الغربية. وأكدت الباحثة أن العداء في الغرب جذوره بعيدة وكأن للقوم ثأر قديم عندنا. وأكدت أن هذه الصحف استخدمت طرقاً حرفية عالية في عملية التشويه لصورة الإسلام والمسلمين.

-      د. محمود عبد الرؤوف كامل –كلية التربية النوعية –جامعة المنوفية وعنوان بحثه "صورة العرب والمسلمين لدى الرأي العام الغربي قبل وبعد 11 سبتمبر 2001م" وقد تناول الباحث رسائل القراء للأهرام الأسبوعية باللغة الإنجليزية واستنتج أن أحداث 11 سبتمبر " أثارت انتباهه واهتمام القطاع المثقف الواعي من الرأي العام الغربي –الأمريكي بالذات- إلى التعرف على الإسلام والمسلمين والعرب وحقوق الشعب الفلسطيني من مصادر إعلامية أخرى غير وسائل الإعلام في بلاده المتحيزة غالباً مما قد يسهم في تمهيد الطريق إلى تكوين صورة إيجابية ومحايدة عن هذه القضايا."

-      د. سهى فاضل –كلية الآداب –جامعة الزقازيق، وبحثها بعنوان" صورة الدول العربية في الصحافة اليومية المصرية والأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر-دراسة تحليلية مقارنة"

      والصحيفة الأمريكية التي اختارتها الباحثة هي يو إس توديU.S Today واستنتجت أن الصحيفة الأمريكية ربطت بين الدول العربية وبين الإرهاب والأصولية الإسلامية واضطهاد الأقليات وعدم احترام حقوق الإنسان، كما خلطت الصحيفة الأمريكية بين المقاومة المشروعة والإرهاب في حديثها عن المقاومة الإسلامية في فلسطين وفي لبنان، واستخدمت الصحيفة الأمريكية الفنون الصحفية المختلفة وكذلك استخدام مسارات الإقناع غير المنطقية مثل تزييف الحقائق والشعارات وأن هذه بلغت أكثر من خمسين في المائة.

-      د. مها الطرابيشي –كلية الإعلام جامعة مصر للعلوم الحديثة والآداب ود. مرفت الطرابيشي كلية الإعلام جامعة 6 أكتوبر وبحثهما بعنوان "صورة الدول الإسلامية في الصحف اليومية الأمريكية قبل وبعد أحداث 11 سبتمبر "

     وكانت الدراسة قد ركزت على صحيفتي النيويورك تايمز New York Times  والواشنطن بوستWashington Post فقبل 11 سبتمبر رأت الصحيفتان العالم الإسلامي بأنه عالم غابت عنه الديموقراطية وانعدم فيه الحوار وانتشر فيه الاستبداد والحكم الديكتاتوري وقمعت فيه الحريات واضطهدت فيه الأقليات ولم تحترم حقوق الإنسان، بينما أبرزت الصحيفتان بعد 11 سبتمبر رعاية الدول الإسلامية- لأنها تدين بالإسلام- للإرهاب والعنف وقتل الأبرياء وترويع الآمنين، كما أن الصحيفتين اشتركتا في اتهام الإسلام كديانة وعقيدة بأنه ضد الحضارة الإنسانية "ونشرت آيات من القرآن الكريم تزعم أنها تدعم الإرهاب ضد الدول المسيحية وفي هذا الإطار قدمت انتقادات حادة للدول الإسلامية وعلى مقرراتها التعليمية وموروثاتها الدينية والثقافية وإرثها الاجتماعي وأنها وراء دعم الحركات الإرهابية والأصولية. " وأكدت الباحثتان على استخدام الصحيفتان لفنون الكتابة الصحفية التفسيرية ومواد الرأي وهي مواد تستخدم "للتأثير المعرفي والوجداني والسلوكي"

-      د. نوال الصفتي –كلية الإعلام جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا وعنوان بحثها" صورة العرب في المجلات الأسبوعية الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر"

     تناولت الباحثة مجلتي النيوزويك Newsweek والتايم Time الأسبوعيتين والتي تعود ملكيتهما لطائفة اليديش (طائفة من اليهود) لا يتجاوز تعدادها 2% من سكان الولايات المتحدة الأمريكية، وأكدت الباحثة أن هاتين المجلتين هما مجلتا النخبة الأمريكية وصناع القرار السياسي. واتفقت الباحثة مع غيرها من الباحثين على مشاركة هاتين المجلتين في تشويه صورة العرب والمسلمين في الغرب.

جلسة البحوث الثالثة: وتضمنت البحوث الآتية:

-      د. سحر فاروق –كلية الآداب جامعة حلوان وعنوان بحثها " صورة الغرب في الصحافة المصرية دراسة تحليلية للخطاب الإعلامي قبل وبعد أحداث 11 سبتمبر في صحف الأهرام والأهالي والأسبوع"

-      د. حنان أحمد سليم ود. حسام علي سلامة –كلية الآداب بجامعة أسيوط وعنوان بحثهما "صورة الغرب كما يعكسها الإعلام العربي –دراسة تطبيقية على قناة الجزيرة"

     وكان سبب اختيار هذه القناة أنها " من أفضل القنوات الفضائية العربية التي تقدم تغطية شاملة للأحداث العالمية.. وأن هذه القناة استطاعت أن تتصدر قائمة القنوات الإخبارية العربية فقد استطاعت أن تحدث تغييراً شاملاً في مجال البث الفضائي الإخباري العربي برفعها شعار (الرأي والرأي الآخر) مما جعل لها طابعاً مميزاً في مجال العمل الإخباري بين غيرها من القنوات الفضائية العربية"

-      د. ماجدة عامر المركز القومي للبحوث ود. آمال سعد –كلية التربية النوعية جامعة المنصورة وعنوان بحثهما:" صورة العرب في مقابل صورة الغرب في الصحافة الحزبية المصرية"

    ولعل أبرز ما في هذا البحث إبراز العناصر الآتية عن صورة الغرب وهي: انهيار أسطورة الأمن القومي الأمريكي وضياع هيبة القوة الأوحد.. وإفلاس أكبر جهاز مخابرات في العالم وإظهار الصورة المشوشة والمشوهة لرئيس الولايات المتحدة.."

-      د. عزة الكحكي –كلية التربية النوعية –جامعة المنصورة عنوان بحثها:" دور وسائل الإعلام في تشكيل صورة أمريكا في أذهان الشباب الجامعي المصري"

-      د. محمد رضا أحمد –كلية التربية النوعية –جامعة المنصورة وعنوان بحثه: "أساليب تحسين صورة العرب والمسلمين كما تدركها الصفوة المصرية"

      ومن أهم استنتاجات هذه الدراسة ما يأتي: هيمنة وسائل الإعلام الصهيوني على الغرب والإرث التاريخي لصورة العرب والمسلمين في الغرب، وأوصى الباحث بالتركيز على المضامين التي تتعلق بالتسامح الديني في الإسلام ودعا إلى إتاحة مساحة أكبر من الحريات للمواطنين في الداخل وحل الخلافات العربية وكذلك زيادة التنسيق الإسلامي فكرياً ودبلوماسيا وإعداد دعاة على مستو عال من العصرية ليخاطبوا المجتمعات غير المسلمة.

جلسة البحوث الرابعة: وتضمنت البحوث الآتية:

-      د. محمد سعد –كلية الآداب بجامعة المنيا وعنوان بحثه" الأطر الخبرية للانتفاضة الفلسطينية وتأثيراتها المعرفية والوجدانية على قراء الصحف"

-      د. أشرف جلال –كلية الإعلام بجامعة القاهرة وعنوان بحثه" القضايا العربية والإسلامية في وسائل الإعلام العربية"

-      د. حنان يوسف –كلية التربية النوعية بجامعة عين شمس وعنوان بحثها" دور الإعلام المصري في تصحيح صورة العرب والمسلمين –دراسة حالة لبرنامج الجسر –دراسة تحليلية ميدانية"

-      د. رباب الجمال-كلية الآداب بجامعة المنصورة وعنوان بحثها " العوامل المؤثرة في تشكيل خطاب الصحافة العربية الدولية تجاه أحداث 11 سبتمبر 2001م وتداعياتها"

      وقد تركز البحث على جريدة (الشرق الأوسط) ومن أبرز ما لفت انتباهي في هذا البحث أن الجريدة قدمت العدد من الكتاب الأجانب الذين وصل عددهم إلى 17,2% من كتاب المقالات التحليلية التي كانت في معظمها في غير صالح الموقف العربي وتضيف الباحثة" ويؤكد ذلك مضمون خطابات الكاتب الأمريكي اليهودي توماس فريدمان، والذي أمكن رصد سبع مقالات تحليلية له خلال الدراسة كانت شديدة الهجوم على العرب والمسلمين." ومن المواقف الغريبة للجريدة أنها ساندت وقف الانتفاضة كما ساندت بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ضرب العراق وكذلك اتفقت مع الصحافة الغربية في وصف الفلسطينيين الاستشهاديين بالانتحاريين.

الندوة الثانية

           الخطاب الإعلامي الإسلامي في ظل المتغيرات الجديدة" وشارك فيها كل من:

-      د. حامد طاهر نائب رئيس جامعة القاهرة

-      د. حسن حنفي الأستاذ بكلية الآداب – جامعة القاهرة

-      د. مازن مطبقاني الأستاذ بقسم الاستشراق بكلية الدعوة بالمدينة المنورة

-      د. محمود يوسف الأستاذ بكلية الإعلام بجامعة القاهرة.

وقد أكدت هذه الندوة على أن الإعلام الإسلامي أمر موجود حقاً نستطيع أن نستند إلى وجوده من خلال آيات القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. فقد أبدع الدكتور محمود يوسف في هذا الجانب حيث بدأ حديثه بأن الاهتمام بالإعلام أصبح ضرورة حياتية ودينية في الوقت نفسه واستشهد بقوله تعالى ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعن) وقوله صلى الله عليه وسلم ( ما يمنع الذين نصروا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بسيوفهم أن ينصروه بألسنتهم) وأكد على ضرورة الخطاب الإعلامي الإسلامي داخلياً وخارجياً وأن يكون الخطاب لغير العرب بلغاتهم عملاً بقوله تعالى ( وما أرسلنا من رسول إلاّ بلسان قومه) وكيف أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتعلم العبرية فتعلمها في خمسة عشر يوماً) وأشار إلى ضرورة أن يرتكز الخطاب على فهم طبيعة الجمهور وفهم التاريخ وضرورة أن يستخدم الخطاب الإعلامي كل الوسائل الموجودة وتساءل الباحث أين هو الفيلم العربي؟ وتحدث الباحث عن أن العنف والحرب والشدة أحوال طارئة وأن الإسلام يدعو إلى رفع الظلم ورد العدوان.

      وتحدث الدكتور حسن حنفي مستعرضاً العلاقات التاريخية بين العالم العربي الإسلامي والغرب التي مرت بعدة مراحل منها الحروب الصليبية والاستعمار والهيمنة الغربية ودور الاستشراق في رسم صورة العرب والمسلمين. ودعا إلى تحديث الخطاب الإسلامي للآخر وأنه بالإمكان أن ننقل الإسلام إلى الآخرين دون الاستشهاد بالآيات والأحاديث الشريفة لأنهم لا يؤمنون بها. كما دعا إلى ضرورة أن يهتم المسلمون بدراسة الغرب وأن يكون الغرب موضعاً للدراسة والعلم وليس مصدراً للعلم كما هو الحال في الوقت الحاضر. وأشار الدكتور حنفي إلى أن عداوة الغرب للإسلام والمسلمين وجود نهضة إسلامية وصحوة فعّالة تمثل خطراً حقيقياً على قيم ومبادئ الحضارة الغربية في حين أن اليابان والصين اهتمتا بالأمور الاقتصادية والقوة المالية فقط.

وتحدثت في هذه الجلسة فقلت إن عنوان الندوة يقسمها إلى قسمين هما: الخطاب الإعلامي الإسلامي والثاني المتغيرات الحديثة. ويمكننا أن نتساءل هل يوجد خطاب إعلامي إسلامي حالياً؟ وهل يمكن أن يوجد إعلام إسلامي أم إن الإعلام ليس له انتماء وعلينا أن نتعلم هذا العلم من الذين يجيدونه، ثم هل نستطيع أن نبدع فيه؟

وأبدأ أولاً بالخطاب الإعلامي الإسلامي فأقول يمكننا أن نقسمه إلى قسمين

خطاب إعلامي داخلي

وخطاب إعلامي خارجي

أما الإعلام الداخلي فيمكننا أن نجد فيه الملامح الآتية

-      عبادة الأشخاص

-      الترفيه

-      إضاعة الوقت

-      غياب الحرية أو الحرية المقيدة جداً

-      غياب بعض القيادات الفكرية عن الإعلام إما غياباً متعمداً أو بسبب الجهل باستخدام وسائل الإعلام

أما الخطاب الإعلامي الخارجي فإعلامنا أما إعلاماً رسمياً أو غير رسمي

     والإعلام الرسمي يهتم بالداخل أساساً أما غير الرسمي ففي معظمه يميل إلى الرسمية لأن ملكيته تعود إلى بعض الشخصيات المتنفذة في العالم العربي والإسلامي بل إن أحد المتحدثين أشار إلى أن الإعلام غير الرسمي حمل لواء الإفساد وأشار إلى شبكة من الشبكات لديها العديد من القنوات المشفرة التي تبث سموماً ضد العرب والمسلمين وزيادة على ذلك تبث سموماً عقدية وفكرية وأخلاقية.

الخطاب الإعلامي الإسلامي ينبغي أن تنطبق عليه الآية الكريمة (الذين إن مكنّاهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور) يجب أن يسعى الخطاب الإعلامي الإسلامي إلى ما يأتي

-      أمانة الكلمة

-      تحقيق العدل في الأرض

-      نشر الفضيلة ومحاربة الرذيلة

-      نشر الجدية

     وعلى الخطاب الإعلامي الإسلامي أن لا يكون رد فعل لما يقال في وسائل الإعلام الغربية ولكن علينا أن ننتقل من رد الفعل إلى الفعل.

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية