دعوة إلى تكريم محمد صلاح الدين


تقديم: كتبت هذه الكلمات أدعو إلى تكريم الأستاذ محمد صلاح الدين وهو كان حيّاً يرزق والآن وقد غادر دنيانا الفانية فهل تسعى إحدى جامعات البلاد إلى حث طلاب الدراسات العليا لكتابة دراسة أو دراسات عن جهوده الفكرية وأعماله الكبيرة الكثيرة.
        رحم الله الأستاذ محمد صلاح الدين وأسكنه فسيح جناته
تابعت منذ سنوات عديدة ما يقوم به ملحق التراث بإشراف الأخ الدكتور محمد يعقوب تركستاني من تكريم الأحياء من المفكرين والأدباء الذين أسهموا في إثراء الحياة الفكرية في المملكة العربية السعودية وفي العالم العربي الإسلامي. فهذا هو الأدب القرآني حيث أشار القرآن الكريم إلى ما بذله الأنبياء في الدعوة إلى الله لا يريدون مكافأة من أحد من البشر. ولكن القرآن الكريم يعلمنا أن نقول للمحسن أحسنت حيث أشاد بصفات خاصة في بعض الأنبياء فهذا نبي أطلق عليه لقب (الصدّيق) وذاك (وجيه) وثالث (أواه حليم) وغيرها من الصفات.
وجاءت السنّة النبوية لتؤكد هذا الأمر فانظر ما قاله المصطفى صلى الله عليه وسلم في خديجة رضي الله عنها، وفي أبي بكر الصديق y وفي عمر بن الخطاب t وغيرهم من الصحابة ومن يريد التوسع فليرجع إلى كتب المناقب ليعرف مدى اهتمام هذه الأمة بتكريم العاملين في حياتهم قبل موتهم.
وانطلاقاً من هذا المبدأ فقد طلبت إلى أخي الدكتور محمد يعقوب تركستاني أن يفرد عدداً من أعداد الملحق لتكريم الأستاذ الفاضل الصحفي النابغة محمد صلاح الدين. فهو يعمل في هذا المجال منذ أكثر من ثلاثين سنة. وقد عرفته مديراً للتحرير في جريدة المدينة المنورة عام 1393 حيث كان مكتبه ومكتب رئيس التحرير في غرفة واحدة وأضيف إليهما مكتب إضافي لمترجم هو كاتب هذه السطور. وفي تلك الأيام كان المشرف الحقيقي على الصحيفة هو الأستاذ محمد صلاح الدين وقد تعلمت منه الكثير ومن أبرز ذلك الدأب في العمل والروح الأخوية الصادقة وكانت ثقافته منذ ذلك الحين عالية جداً فما زلت أذكر أنني ذكرت له سيطرة اليهود في العالم فقال كلمة بليغة "أليس اليهود بشراً يمكن أن يخطئوا فلماذا لا نعمل كما يعملون ونحاول استغلال أخطائهم كما يستغلون أخطاء الغير؟"
ثم عرفت الأستاذ محمد صلاح الدين من خلال زاويته في صحيفة المدينة المنورة (الفلك يدور) وقد كتبت ذات مرة إن هذه الزاوية تستحق أن تنشر في جميع الصحف العربية ذلك أنها ليست مجرد كلمات ولكنها رسالة قوية تدل على حماسة صاحبها لقضايا أمته وأنه لا يلقي الكلام على عواهنه بل يقوم بالبحث الدقيق مما يدهش القارئ ويعلمه. ويتميز أسلوبه بانه أسلوب عالٍ يرقى بلغة الصحافة إلى أعلى مستوى ممكن.
وتتعدد اهتمامات الأستاذ الكبير محمد صلاح الدين فليس هو كاتب صحافي يومي فقط بل استمر يكتب أسبوعياً لمجلة اقرأ مدة طويلة ثم هو ناشر حيث قامت دار النشر التي كان يشترك في ملكيتها بنشر أرقى الكتب في شتى مجالات المعرفة. ولكنه أسهم في وقت من الأوقات في محاربة دعاة القومية والشيوعية والاشتراكية في الوقت الذي كان لهذه المبادئ الضالة من يدعمها في العالم العربي فكان لهذا البلاد الزعامة في محاربة المبادئ الهدامة في العالم العربي الإسلامي.
ويكتب الأستاذ محمد صلاح الدين بالموضوعية والعلمية التي يتميز بها الأكاديميون فهو أيضاً أكاديمي عريق حيث كان يعد رسالة الدكتوراه في العلوم السياسية في جامعة ميتشيجان بالولايات المتحدة الأمريكية ولولا مشاغله العلمية والفكرية لانتهى منها منذ زمن بعيد.
فها أنا أدعو من هذا المنبر إلى تكريم الأستاذ الكبير محمد صلاح الدين فهو حقيق بذلك ونحن والحمد لله شعب وفيٌّ نُكْرِمُ المخلصين، وشكراً لهذا الملحق المتميز والله الموفق.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية