عمادة التطوير والمؤتمرات الدولية


بسم الله الرحمن الرحيم

          تتوجه الجامعة نحو ريادة عالمية من خلال عمادة تطوير المهارات وما تقدمه من دورات مهمة وحساسة لأعضاء هيئة التدريس تعود في المقام الأول بالخير للوطن من خلال تفعيل دورهم الحقيقي في شتى المجالات وهناك عدة خطط تقدمها لأعضاء هيئة التدريس والمحاضرين والمعيدين والطلاب والقيادات الأكاديمية والإدارية ومنسوبي الجامعة من إداريين وفنيين للارتقاء بهم نحو التميز والتقدم
        ومن هنا نلقي الضوء على عدد من الدورات التي تقدمها العمادة للأعضاء هيئة التدريس (دورات في المهارات التدريسية بناء المقررات التعلم النشط مهارات تقويم الطلاب وغيرها مهارات البحث العلمي مهارات الملصقات العلمية مهارات المشاريع البحثية وآليات دعمها تجهيز البيانات للعمليات الإحصائية باستخدام (SPSS) وغيرها المهارات الإدارية مهارات الإنجاز والإنتاجية التخطيط الاستراتيجي إدارة الجودة الشاملة و غيرها المهارات الشخصية  مهارات التميز الوظيفي مهارات الاتصال الفعال مهارات التأثير الفعال وغيرها مهارات الحاسب الآلي والتقنية استخدام تقنية الرسم والتصميم في التدريس الجودة في التعليم الجامعي تطبيقات برامج (Microsoft Project) في إدارة المشاريع الاحترافية وغيرها )
          وقد قام الدكتور مازن مطبقاني أستاذ الاستشراق بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك سعود بعمل مشروع تهيئة طلاب الدراسات العليا وأساتذة الجامعة للمشاركة بحضور المؤتمرات والندوات وحلقات البحث والنشاطات العلمية الأخرى
هي عبارة عن دورة تقدم لأعضاء هيئة التدريس
·       أولا نود منك أن توضح لنا ما هية الفكرة التي تدور حولها هذه الدورة وما تقدمه لمن سيحضرها؟
        بدأت فكرة الدورة من خلال حضوري بعض المؤتمرات العربية والدولية وملاحظة قدرتي على تقديم بحث في مؤتمر ثم ملاحظتي لأداء الباحثين العرب من طلاب دراسات عليا أو أساتذة في هذه المؤتمرات. فلا أخفيكم أن أول تجربة لي في إلقاء محاضرة عامة كانت في النادي الأدبي في المدينة المنورة حيث عدت من رحلة علمية إلى أمريكا وبريطانيا فوجدت أن هذه الرحلة تحتاج أن أقدمها في محاضرة فتقدمت إلى رئيس النادي الأستاذ محمد هاشم رشيد رحمه الله أطلب أن تتاح لي الفرصة لتقديم محاضرة في النادي، فوافق وعندها كتبت المحاضرة كاملة (حوالي عشرين صفحة) وأعطيتها للدكتور أحمد الخراط (أستاذ اللغة العربية في كلية الدعوة حينذاك) لتصحيحها، ثم طلبت من الدكتور محمد كامل الخطّاب رحمه الله أن يعلمني كيفية الإلقاء.. وتدربت قليلاً معه وكانت نصيحته لا تبدأ بالاعتذار عن ضعف المحاضرة أو تقصير ، كن قوياً من اللحظة الأولى. وبعد أن قدمني أحد أعضاء النادي جاء دوري لتقديم المحاضرة فقرأتها كلمة كلمة وكنت أمسك الملف خوفاً من أن يطير وكان حلقي جافاً من أول لحضة وكان عندي من الخوف والتوتر ما لا يمكن تصوره. وتمت المحاضرة والحمد لله وأجبت عن الأسئلة وكان من بين الحضور (مشرفي الأول في بحث الدكتوراه) والدكتور أكرم ضياء العمري والدكتور سعدي الهاشمي ومجموعة من أساتذة القسم (رئيس القسم كان حاضراً) (ليروا فشلي في رأيهم) ومع أن صوتي كان واضحاً وأدائي معقول لكني كنت عندما أشاهد شريط الفيديو أقول من قال لهذا (الغشيم) أن يلقي محاضرة.
        ولكني أردت أن أتعلم فدار اتصال بيني وبين الدكتور عبد الواحد الحميد لأقدم محاضرة في النادي الأدبي في الشرقية، فأعددت المحاضرة وقدمتها بقراءة بعض أجزاء النص وارتجال البعض الآخر وكنت أقل توتراً من المرة الأولى.
        ثم جاءت الفرصة الثالثة في النادي الأدبي بأبها بعد تعارف واتصال بيني وبين الدكتور إسماعيل البشري الذي توسط لي لدى النادي الأدبي لأقدم المحاضرة حيث إنه عضو في النادي (وهو الذي قدّمنى، وأخبرني بعد المحاضرة أن الحضور كان مشدوداً للمحاضرة ولم يلاحظ أن أحداً أبدى مللاً) وقدمت المحاضرة ارتجالاً بعد أن أعددت عدداً من البطاقات، وقرأت اقتباسين من الأوراق التي معي.
        وكانت أول فرصة لي لحضور مؤتمر دولي في الجزائر حيث أعلمني الدكتور أبو القاسم سعد الله عن مؤتمر عن الشيخ عبد الحميد بن باديس وأعطاني العنوان للجهة المنظمة لأراسلهم وبالفعل تمت المراسلة بيننا وقاموا بدعوتي ولم تصل التذكرة فقال لي والدي رحمه الله اشتر التذكرة على حسابك وإن لم يكن معك فتديّن المبلغ. وقبل أن أذهب إلى الجزائر قدمت بتقديم البحث في قسم الاستشراق محاولة مني أن أتدرب على تقديم الموضوع. وأحمد الله أنها كانت تجربة جيدة حيث دعوني في العام القادم وقدمت بحثاً آخر وطلبوا مني إلقاء كلمة الضيوف في الحفل الختامي للمؤتمر.
        وتوالت تجاربي في حضور المؤتمرات العربية ثم وجدت فرصة للمشاركة في مؤتمر في بيروت في الجامعة اللبنانية الأمريكية حول الإعلام، وكان المتحدثون يلقون بحوثهم باللغة الإنجليزية فبدأت: جئت إلى بيروت قلب العروبة النابض كما يقال لأقدم بحثاً باللغة العربية فوجدت الجميع يتحدث بالإنجليزية وكانت أوراقي وبطاقاتي باللغة العربية، ولكني قمت بتقديم البحث باللغة الإنجليزية وأحرجني رئيس الجلسة حيث لم يعطيني الوقت الكامل ولكنها كانت تجربة طريفة. وفي العام التالي قدمت ورقتي كاملة في الوقت المخصص لي باللغة الإنجليزية. ومنها انطلقت إلى المؤتمرات الدولية في ألمانيا وهولندا وبريطانيا وأمريكا واليابان وماليزيا وغيرها من الدول.
        هذه موجز تجربة طويلة في حضور المؤتمرات امتدت أكثر من عشرين سنة، وفي خلال هذه المدة وجدت كثيراً من  الأساتذة العرب ومن طلاب الدراسات العليا الذين لا يحسنون كيف يقدمون ورقة في مؤتمر دولين فقد يكون الأستاذ كبيراً ومؤلفاً رائعاً لكنه لا يعرف كيف يقدم ورقة في مؤتمر، وشاء الله أن أطلع على أوراق  من الدكتور طلال ملّوش الذي درس في جامعة أدنبرة وكانت الأوراق معدة من قبل أحد الأساتذة وموجهة لطلاب الدراسات العليا وهي عبارة عن مجموعة من النصائح والخطوات والتعليمات لتقديم بحث في مؤتمر وما الشروط التي يبنغي أن يلتزمها الطالب.
        وكنت في أثناء تجربتي في حضور المؤتمرات أو البحث عن المؤتمرات أو تقديم فكرة موضوع لأي مؤتمر أكتسب الخبرة في كل ذلك. فاحببت أن أقدم هذه التجربة في دورة تدريبية لطلاب الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه) والأساتذة الراغبين في تعلم كيف يحضرون المؤتمرات وما المطلوب لحضورها الناجح.
·       تعقد عادة هذه المؤتمرات في الدول الغربية المهتمة بالبحوث حول الإسلام والعقيدة والشريعة والسياسة والاقتصاد والأمور الاجتماعية فهل ذلك يعد خطر علينا وما أسباب اهتمامهم؟
الخطر علينا إن لم نتفاعل مع هذه المؤتمرات ونحسن الحضور، أما هم فهذه النشاطات إنما جزء أساس من نشاطاتهم الأكاديمية. نعم يعقدون المؤتمرات ويحققون مكاسب كبيرة من النواحي العلمية والاستخباراتيه وهناك جهات كثيرة تمول هذه المؤتمرات وللمؤتمرات قصص طويلة حتى إني أعددت بحثاً حول هذا الأمر أقتبس بعض العبارات التي قلتها هناك:
أهداف المؤتمرات:
وقد اهتم محمد محمد حسين بالمؤتمرات الغربية فذكر أن من أهدافها ما يأتي:
أ- إيجاد روابط وعلائق باسم الصداقة والتعاون.
ب- استمرار الجهود المبذولة لهدم الإسلام أو تطويره وجعله آلة من آلات الدعاية الاستعمارية لصيانة المصالح الأمريكية والغربية
ج- إن المؤتمرات وسيلة من وسائل الاتصال القريب المباشر بالمسؤولين "يعجمون عودهم ويدرسونهم عن قرب ويختبرون مدى مناعتهم ومدى استعدادهم للتجاوب مع الأهداف الخفية للسياسة الاستعمارية كما يختبرون مواطن القوة والضعف في كل واحد منهم لمــعرفة أنجح الوسائل للاتصال بهم والتأثير عليهم"(حصوننا مهددة من داخلها)
د - ومن الأهداف التي ذكرها حسين " خدمة الأغراض الجاسوسية الأمريكية التي ترسم الخطط السياسية والاجتماعية والاقتصادية لهذه المنطقة."(المرجع نفسه) وهو ما أكده أبو القاسم سعد الله في ملاحظاته حول مؤتمرات تعقد في بلد عربي بتمويل غربي في الغالب حيث كتب يقول:" فإن فيهم [الأجانب الذين يحضرون هذه المؤتمرات]من لا صلة له بهذا الميدان ولا بالإنتاج التاريخي وإنما جاء لكي "يطلع" على ما يجري في الساحة الشرقية من آراء وأفكار، ويرصد ما في أذهان المتحدثين العرب والمسلمين من تيارات ونوايا ومخططات، ويتعرف على ما في كل بلد من هذا العالم العربي والإسلامي الممزق من أشخاص يمكن التعامل معهم والاعتماد عليهم وقت الحاجة…"(أبو القاسم سعد الله، أفكار جامحة)
ويرى الدكتور فهد السماري أن من أهداف المؤتمرات أنها تسعى إلى توسيع نطاق حركتها لاستمرار هذا النوع من الاستشراق ونشر آرائه ووجهات نظره عالمياً، والخطوة التالية التي تخطط لها هذه المؤسسات لكي تصل إلى هؤلاء الذين يتمكنون من متابعة الفكر الاستشراقي ولكي تزيد من رقعة تأثيرها المباشر."("الاستشراق الأكاديمي، في المسلمون، 14/12/1410هـ)
ومن أهداف بعض المؤتمرات تجديد التعارف ولقاء الأصدقاء وليس لتقديم بحوث علمية جادة، وقد وصف أبو القاسم سعد الله بعض من يحضر مؤتمرات معينة أنهم لا يقدمون علماً بل هم من الصنف (الباير) كما أشار إلى حضور بعض الأجانب الذين لا علاقة لهم بالموضوع فقط ليطلعوا على ما يدور في مؤتمراتنا.
وخلاصة القول ما كتبته حول المؤتمرات وهو أنه إذا كان الاستشراق ومن خلفه الحكومات الغربية وبعض المؤسسات الغربية تهتم كل هذا الاهتمام بعقد المؤتمرات والندوات للبحث في شؤون العالم الإسلامي حتى إن ما يعقد في الغرب من مؤتمرات وندوات يفوق ما يعقد في العالم الإسلامي من مؤتمرات وندوات تخصنا. فهل تركنا للغير يبحث في شؤوننا ويقرر ما يشاء في أدق خصوصياتنا؟
لقد آن الأوان أن تنشط الجامعات العربية والإسلامية في عقد المؤتمرات والندوات وأن تتاح للمنتدين والمؤتمرين الحرية العلمية المنضبطة بالضوابط الشرعية، وأن يتاح لتوصيات المؤتمرات أن تأخذ طريقها للتنفيذ لا أن تبقى حبراً على ورق أو حبيسة الأدراج.
·       ما مدى ضرورة حضور العلماء العرب والمسلمين لهذه المؤتمرات؟
إن حضور هذه المؤتمرات والندوات ضرورة قصوى لتحقيق العديد من الأهداف ولكن بعد أن نحقق وعياً حقيقياً بما ينبغي أن نقدمه فيها وكيف نتعامل في داخل المؤتمرات. فلا بد أن نعرف ماذا يدرسون وكيف يخططون ويفكرون فكثير من المؤتمرات يقدم فيها بحوث هي أجزاء من رسائل ماجستير ودكتواره لطلاب الدراسات العليا في الجامعات الغربية ولا بد أن نعرف من الذي يموّل المؤتمرات ومن يقوم عليها ولأي أهداف. كما أن هذه فرص لعرض الإسلام الصحيح والحوار مع العالم الآخر وبخاصة الغرب كيف ينظرون إلينا وإلى ديننا.
·       كيف أصبحت النظرة الحالية لوجود المسلمين العرب في مثل هذه المؤتمرات؟
النظرة إلى الوجود العربي الإسلامي في هذه المؤتمرات يعتمد على الباحث نفسه فهو إما من الذين يعكسون النظرة الغربية والتفكير الغربي فيكون صدى لما يقوله أساتذته وأسياده أو يكون مستقلاً. وللحقيقة أقول إنهم لا يتعصبون ضد أحد ما دام يقدم بحثاً علمياً مناسبا. فكل ما عليك هو أن ترسل ملخص البحث ثم تعد بحثاً جيداً يقدم مادة علمية ورأياً موضوعياً لا أن تذهب لتقرأ كلاماً إنشائياً أو خطابة وعظية فليست المؤتمرات مجالاً لمثل هذا الخطاب.
·       ما مدى ضرورة حضور العلماء العرب والمسلمين لهذه الدورات؟
لقد تعلمت من خلال حضوري للمؤتمرات على مدى العشرين سنة الماضية أن حضور المؤتمرات فن يستحق أن يُتعلّم، وان تقديم أوراق العمل أو البحوث أيضاً فن ينبغي أن ندرسه، وأن في المؤتمرات علاقات عامة ومهارات مختلفة تستحق أن تعقد لها دورات مختلفة.
وحضور المؤتمرات يتطلب النظر في عدة أمور من أهمها:
1- اختيار اختيار المؤتمر ونوعيته وجديته من خلال المعايير المطلوبة في البحوث أو ملخصات البحوث في حين بعض المؤتمرات لا يهمها إلاّ تكثير العدد ليكسبوا عن طريق الاشتراكات وكل بحث مقبول حتى لو كتبه طالب في الابتدائي أو كان منقولاً من كتاب أو مضى على زمن إعداده عشرات السنين.
2- تقديم ملخص البحث فهذا يحتاج إلى مقدرة على صياغة الأفكار في أقل الأسطر في حدود 250-500 كلمة وتعجبت من مؤتمر يطلب مختصراً في ألف كلمةن وربما هناك مثل هذا المعيار. وهذا الملخص ينبغي أن ينبي عن علم بالموضوع وقدرة في البحث.
3- تقديم الورقة والدفاع عنها
4- مناقشة الأوراق أو البحوث الأخرى
5- تكوين شبكات معارف من خلال استراحات القهوة أو حفلات الاستقبال أو غيرها من النشاطات.
·       هذه الدورة مقدمة من قبل عمادة تطير المهارات ولكن ما هو الدور الذي يقع على عاتق الجهة الأكاديمية؟
هذه الفكرة ستقدم إن شاء الله للعمادة بعد أن أكمل بعض المعلومات الخاصة بتفاصيل الدورة من حيث المدة والمستهدفين والميزانية وغير ذلك ومن سيشارك في تقديم فقرات من الدورة.
·       هل هناك تحفيز ومنافسة بين أعضاء هيئة التدريس لحضور مثل هذه المؤتمرات وإن كان لا يوجد ففي رأيك ما السبب؟
من الصعب الحكم على الجامعات هكذا برأي دون دراسة وتمحيص، ولكن من المعروف أن حضور المؤتمرات كان يتطلب وقتاً طويلاً حتى إن بعض المؤتمرات كان الإذن لحضوره يأتي بعد انتهاء المؤتمر، والجامعات السعودية تختلف من حيث الإذن لأعضائها بحضور المؤتمرات فثمة قانون غير مكتوب أن جامعة الملك سعود تسمح بمؤتمرين فقط في العام ، وقد تقدمت قبل ثلاث سنوات بطلب الإذن بحضور مؤتمر ثالث وذهبت لمقابلة مدير الجامعة السابق فقال لي بالحرف: تتنازل عن مؤتمر ونسمح لك بمؤتمر فخرجت من عنده دون فائدة ولكني رتبت لحضور المؤتمر الثالث على حسابي الخاص. أما عندما في جامعة الإمام فقد عرفت أنهم يسمحون بمؤتمر واحد في السنة، وبعض الجامعات لا يصرفون بدل الانتداب للمؤتمرات بينما بعض كبار المسؤولين في الجامعة يسافر عشر مرات في السنة، وأظن (وربما أكون مخطئاً) أنهم يحدثون مناقلات بين بنود الميزانية فيأخذون ما للأساتذة لكبار المسؤولين. عندما كنت في جامعة الإمام كانوا أحياناً يهملون طلبات الإذن لحضور المؤتمرات وأحياناً يردون بالاعتذار دون إبداء الأسباب حتى إني كتبت لوكيل الجامعة:"أشكركم على الاعتذار فهذا تطور جميل ولكن لماذا لا تأذنون فإن كان الأمر مادياً فسأكفيكم الأمر وأسافر على حسابي، أما إن كان الأمر يتعلق بعنوان المؤتمر فيمكن أن أشرح لكم أنه لم يعد هناك فواصل قاطعة بين التخصصات والمؤتمر الذي اعتذرتم عنه مهم جداً في تخصصي. بل إن عميد الكلية في وقت من الأوقات لم يفهم الصلة بين العولمة والاستشراق فقلت لا حول ولا قوة إلاً بالله.
ولما كانت هناك مثل هذه الصعوبات فقد عزف كثيرون عن الحضور وطلبوا السلامة بأن اكتفوا بعملية التدريس أما الظهور أمام الآخرين بمظهر الجاهل فصعب على كثير منا، وإن كان البعض يستغل مسألة المؤتمرات للنزهة فيحضر اليوم الأول والآخير ويشارك في التقاط الصور وهو لم يسمع شيئاً في المؤتمر وحتى ورقته قدمها بطريقة سريعة وخرج لا يلوي على شيء.
·       ما الذي يجب أن توفره الجامعة من أجل تواجد المفكرين في مثل هذه المؤتمرات؟
على الجامعة أن تنظر في قدرات أساتذتها، صحيح أن الجميع ينبغي أن يحضروا المؤتمرات ويثروا معارفهم ويسعون إلى تقديم ما لديهم من علم بروح جدية، ولكن بعض الأساتذة أقدر من غيرهم فقانون أن الجميع لهم مؤتمران في السنة قانون جائر، فالميزانية وضعت في حسبانها أن كل أستاذ سيحضر ولكن كم نسبة الأساتذة الذين يحضرون المؤتمرات، وكم عدد الذين يحضرون المؤتمرات القريبة ويتركون البعيدة لعدم امتلاكهم اللغة أو القدرة على مواجهة علماء من بلاد أخرى. فينبغي النظر في السماح للبعض بأكثر من المؤتمرين فلا ينبغي أن تكون الجامعة جامدة فهذه ليست معاملات إدارية تطبق على موظفين في أي مرتبة وإنما التعامل هنا مع قمة العقول في المجتمع.
·       متى ستعقد هذه الدورة وكم ستكون مدتها؟
آمل أن أكمل المتطلبات في الأيام القادمة وأن يكون انعقادها في بداية العام القادم مباشرة في الأسابيع الأولى على أن يفتتحها معالي وزير التعليم العالي، وآمل أن تسعى الجامعة لتقديمها لطلاب الدراسات العليا وأساتذة الجامعات الأخرى.
·       هل مرت معك مواقف طريفة في حضور المؤتمرات أو الترتيب لها
ما أكثر المواقف الطريفة فمن أين أبدأ؟ سأقص عليك بعض الحكايات ليس وفقاً لحدوثها ولكن كما ترد على خاطري، وهذه الحكايات تصلح أن تكتب في كتاب.
الخطاب السلحفائي:
 دعا مركز دراسات غرب آسيا وشمال إفريقيا إلى مؤتمر حول العولمة في عام 2000م وأرسلت الدعوة بتاريخ 10 أبريل وكان آخر موعد لتقديم ملخصات البحوث هو 15 أغسطس، والمؤتمر في إبريل من العام التالي. المهم في أثناء الإجازة (شهر أغسطس) كنت أزور الكلية فرأيت خطاباً عند العميد (عندي فضول أن أقرأ ما على مكاتب العمداء- لتعمدهم إخفاء بعض الأمور- فقرأت أن مؤتمراً سيعقد في الصين ولكن موعد التقديم قد فات، فطلبت من العميد ان أصور الخطاب وأرسلت رسالة إلكترونية أخبرهم بالبيروقراطية القاتلة في جامعتنا وان الخطاب من المركز الرئيس إلى الفرع وصل في أربعة أشهر فهل تقبلون أن أقدم ملخص بحث للمشاركة فجاءني الرد سريعاً بالموافقة، فتقدمت إلى العميد أطلب الإذن فقال وما علاقة العولمة بالاستشراق؟ والعجيب أن العميد نفسه كان يتولى رئاسة قسم الاستشراق. فقلت هل أخبره أو أتركه على جهله، والتجارب علمتني أن بعض الناس يتسمكون بجهلهم.
الوكيل والمدير:
تقدمت بطلب الإذن لحضور مؤتمر في الجزائر حول الاستشراق فجاء الرد من وكيل الجامعة بأن وقت المحاضر لا يسمح بالحضور لانشغاله بالمحاضرات والدروس، فكتبت إلى مدير الجامعة مفنداً كلام الوكيل وأنه بإمكاني ترتيب محاضراتي مع الزملاء وأن المؤتمر مهم لتخصصي فما كان من مدير الجامعة إلاّ أن أذن.
الجامعة والصرف بالقطارة
في أثناء بحثي للدكتوراه كان عليّ أن أقوم برحلة علمية إلى كل من برنستون وبريطانيا، فسافرت على أمل أن تدفع الجامعة لي تكاليف السفر بعد عودتي ففوجئت أن المبلغ المخصص للرحلة هو ألفين وستمائة وخمسين ريال عن كل شهر. فقلت للعميد هل يعقل أن أذهب إلى مدينة من أغلى المدن الأمريكية بألفي ريال، هل كان عليّ أن أحمل معي كيس خبز ناشف وخيمة وأسكن في إحدى الحدائق العامة؟ أيليق أن ينفق أحدهم (دعوات فنادق الخمس نجوم) عشرات الألوف وباحث جاد لا يعطى أكثر من ألفي ريال أو ألفي ريال وزيادة قليلاً؟ لقد عدت من تلك الرحلة ونشرت أربعة كتب وأحضرت معي عشرات الكتب والمجلات وأجريت العديد من المقابلات وحضرت كثيراً من المحاضرات والنشاطات
كتب الوكيل- شلت يمينه- على المعاملة تُحفظ
تقدمت إلى المؤتمر العالمي السادس والثلاثين للدراسات الأسيوية والشمال أفريقية بفكرة بحث عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه وكان عنوان الموضوع (القيادة في وقت الأزمات:النموذج الإسلامي أبو بكر الصديق)فجاءني الرد من رئيس اللجنة وبالمناسبة هذا مؤتمر عالمي يحضره ما لا يقل عن ألف عالم من أنحاء العالم وبخاصة من أوروبا وأمريكا، وكان رئيس اللجنة هو رئيس جامعة مونتريال، فقال بالحرف الواحد "لم يعجبنا موضوعك فحسب وهو موضوع جيد قررنا أن نخصص حلقة كاملة حوله، ولكن أعجبنا أنك كتبت من وقت مبكر مما يسهل عملنا الإداري، ثم طلبوا مني أن أقترح أسماء ثلاثة أشخاص للمشاركة معي في الحديث عن الصديق رضي الله عنه، وسيوجهون لهم الدعوة ويستأذنون إن كنت أقبل رئاسة الجلسة، ظننت أنني وصلت إلى القمة في جعل حلقة كاملة عن الصديق وفي مؤتمر عالمي، وتقدمت إلى الجامعة بطلب الإذن وظللت أنتظر (لأن العميد غير مستعد للسؤال عن أي شي يخص الأساتذة غير المقربين له) وبقيت أنتظر حتى لم يبق على المؤتمر أقل من شهر فإذ بأحد الموظفين في مكتب وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي (الذي يحضر من المؤتمرات في تخصصه وغير تخصصه ويستجم في كل بلاد العالم ) كتب على الورقة (تُحفظ) وأجهظت كل أمالي في الحضور لأني لا أملك تكاليف السفر إلى كندا، ومثل هذه الجامعات تحبط من لا يحبط وإن كنت قد قاومت والحمد لله.
·       كلمة أخيرة تريد إيصالها لأبنائك الطلبة وزملائك من أعضاء هيئة التدريس ....
لا أجد أجمل من المثل الشعبي أن كل شدّة عوجة، يعني أننا لن نبدأ من القمة ولكننا نسير إليها إن صدقت العزائم والهمم، فأنت اليوم تعاني التأتأة في قراءة بضعة أسطر وغداً تستطيع أن ترتجل كلمات طويلة في أي مناسبة. فقط ضع لنفسك هدفاً أن تكون الأفضل وتعمل بجد للوصول إلى الهدف دون تهريج ولا صراخ، اعمل بصمت فستصل يوماً إلى أهدافك واحلامك.
أرجو عذري على قلة خبرتي والإجابة على الأسئلة قبل يوم الثلاثاء 24\4\1430هـ
ابنتك المحبة لك دوما والفخورة بكونك أب لها
د. سوسو مطبق ، أسماء مازن مطبقاني
كلية الآداب، قسم دراسات اجتماعية
عضو مجلس استشاري طلابي بكلية الآداب، عضو اللجنة العلمية لورشة تحديد المهارات للطالبات بعليشة بعمادة تطوير المهارات، متعاونة مع رسالة الجامعة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية