. موضوعية برنارد لويس المزعومة في بواكير حياته



سألت أستاذ تاريخ في جامعة بيرزيت بفلسطين ماذا تدرسون في مادة التاريخ، قال كتاب العرب في التاريخ لبرنارد لويس فقد امتاز بالموضوعية والنزاهة والعمق والجدية. وفي أثناء بحثي للدكتوراه كتبت للعالم المؤرخ المشهور الدكتور عبد العزيز الدوري فأجابني بأن لويس اشتهر في بداية حياته العلمية بالموضوعية والبحث العلمي الرصين حتى كانت حرب عام 1967 فانقلب إلى منافح عن الصهيونية وبدأ يفقد موضوعتيه.
ما مدى صحة مثل هذه الأحكام؟ لقد ظهر كتاب العرب في التاريخ عام 1957 في طبعته الأولى ولم يكن موجهاً للأكاديميين فلذلك خلت حواشيه من الإحالات، فالقارئ العادي لا تهمه الحواشي. ولكن حتى إذا غابت الحواشي والهوامش والإحالات فلا ينبغي أن تغيب الحقيقة أو يتهاون بها أو تملأ الصفحات بالافتراءات والتشويه المتعمد، ويخفي ذلك قدرة لغوية عالية وأسلوب أدبي رفيع وروح تمزج خفة الظل بالبلاغة والفصاحة.
وسوف يتناول البحث منهجية برنارد لويس في دراسة السيرة النبوية منذ البعثة حتى وفاته صلى الله عليه وسلم مع إعطاء الأمثلة لملامح منهجيته التي أدت إلى تشويه السيرة النبوية وتصويرها بغير الحقيقة التي كانت عليها فمن أخطائه المنهجية مثلاً التي سيدرسها البحث الافتراء والافتراض الذي يفتقد إلى أبسط مقومات البحث العلمي وهو تقديم الدليل والبرهان فمثلاً يذكر في الهجرة أنه صلى الله عليه وسلم هاجر إلى المدينة دون أي اعتراض جاد من مكة وأنه كان مرتاحاً. ومن منهجه معارضة الحقائق التي تدل عليها الروايات فأكد أنه صلى الله عليه وسلم تأخر في هجرته حتى إن وصل لم يكن وحيداً بل ليكون بالتأكيد رأسا للمجموعة. أما أنه أراد أن يطمئن إلى هجرة أصحابه وسلامتهم كما يفعل القائد في الحرص على أتباعه.
وسوف يتناول البحث هذه المنهجية في مبحثين رئيسين هما التعريف بالمستشرق برنارد لويس ومكانته في الاستشراق المعاصر أما المبحث الثاني فيكون للحديث عن منهجيته لويس في كلامه في السيرة النبوية والرد عليه، وتكون الخاتمة والتوصيات ماذا ينبغي أن نفعل للدفاع عن سيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية