القرآن الكريم ووحشية دولة يهود المسماه "إسرائيل"



30the March 2009, 12:38 PM
      بينما كنت أبحث بين أوراقي وجدت مقالة يعود تاريخها إلى 18 رجب 1421ه ـ(15 أكتوبر 2000م) ونشرت في جريدة البلاد، وكأنها تحكي عما حدث في غزة وما يمكن أن تفعله دولة يهود بالمسلمين كلما أتيحت لهم الفرصة. وإليكم المقالة:
       تحدث كثيرون عن موقف إسرائيل الوحشي الهمجي من الانتفاضة في فلسطين المحتلة التي أخذت اسم انتفاضة الأقصى لأنها ابتدأت من هناك حينما دنّس مجرم الحرب شارون تلك الأرض المقدسة بزيارة استفزازية. وقد وددت أن يتم تأصيل موقف يهود من المسلمين من خلال آيات الكتاب الكريم، فكان للإذاعة هذا الموقف المبارك حينما عرضت لحديث الشيخ عبد القادر شيبة الحمد رحمه الله وهو يفسر بعض آيات الكتاب الكريم وهذه الآيات هي قول الله سبحانه وتعالى في سورة التوبة:(كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلاًّ ولا ذمّة) بينت صلة القرابة بيننا وبين بني إسرائيل من جهة هاجر وإسماعيل وكيف أن اليهود إذا كانت لهم الغلبة لا يرقبون ولا يحترمون ولا يقدرون تلك القرابة والنسب، وأنهم يرتكبون كل أنواع الأعمال الوحشية ضدنا ويخرقون كل الاتفاقيات والمعاهدات.
ثم تناول الشيخ شيبة الحمد الآية الأخرى التي جاء فيها (لا يرقبون في مؤمن إلاًّ ولا ذمّة) فقال إذا كان المقصود في الآية الأولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه فإن الآية الأخرى جاءت لتؤكد أن هذا هو موقفهم من المؤمنين في كل زمن وحين.
      ويقول القرطبي في تفسير هاتين الآيتين: (كيف يكون لهم عهد، وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة) ومعنى الإل هو العهد والجوار والقرابة.
وهذا حال اليهود على الحقيقة على مدار التاريخ فمنذ أن كتب الرسول صلى الله عليه وسلم بينه وبينهم عهداً كما جاء في كتب السير (وادع رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود) فجاء مستشرق بريطاني الأصل أمريكي الجنسية يهودي الملة (برنارد لويس) ليقول إن ذلك العهد كان من طرف واحد ولم يكن عهداً بالمعنى المتعارف عليه، وهو لم يقل هذا إلاّ ليبرر ما قاموا به من نكث للعهود.
وأُخرجت القبيلة الأولى منهم ثم الثانية ثم ذهب يهود في تحريض الأحزاب على المدينة فاستطاعوا أن يجيشوا جيشاً لم تعرف العرب مثله من قبل؛ عشرة آلاف جمعوا القبائل العربية بذهبهم، فلما أخزاهم الله وعادوا خائبين وهُزم الأحزاب وأعز الله جنده، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (الآن نغزوهم ولا يغزوننا) وهنا حكمة نبوية عظيمة أن العدو إذا استنفذ طاقته ولم يحقق النجاح الذي يريد فإن الدائرة ستكون عليه.
والذي ينظر إلى تاريخ العلاقة بين الأمة الإسلامية ويهود يجدهم لم يأمنوا ولم يطمئنوا إلاّ في كنف الدولة الإسلامية بل إن أزهى عهودهم حضاريا وفكرياً تلك التي عاشوها في ظلال الدولة الإسلامية وإن زعموا أنهم في ازدهار في العصر الحاضر فليس ذلك صحيحاً كما يقول الدكتور عبد الوهاب المسيري (رحمه الله) الخبير في الدراسات الإسرائيلية واليهودية، فإن هذه الإنجازات تحسب للغرب قبل أن تحسب لإسرائيل لأنها بأموال غربية وتأييد غربي فلم يبدع اليهود في فلسطين بل أبدعوا-إن فعلوا-لأنهم تلقوا العلم والدراسة في الغرب.
      ومن مواقفهما التاريخية المخزية -وكلها كذلك- أنهم حينما احتل الفرنسيون الجزائر تحالفوا مع الفرنسيين ضد الجزائريين حتى إنهم (يهود) حصلوا على الجنسية الفرنسية بقرار من وزير خارجية فرنسا كليمانصو، وأخذوا يحاربون المسلمين مع الفرنسيين ولو أنهم عادوا إلى الماضي لعلموا أن هذه البلاد التي فتحت أذرعها بعد أن نكل بهم الإسبان حينما هجموا عليها وأخرجوا المسلمين منها فتحت لهم الأبواب في الدولة العثمانية.
وحتى الدولة العثمانية لم تسلم منهم فمن الذي هدّد السلطان عبد الحميد رحمه الله، ومن الذي سلّمه قرار خلعه؟ يجب أن نتذكر قول الحق عز وجل (لا يرقبون في مؤمن إلاّ ولا ذمّة) ومن هنا يجب أن نعرف كيف نتعامل معهم.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية