الصحافة المغربية ربيع الأول 1432هـ(فبراير 2011م)



March 11, 2011 at 10:37am
بعض المقالات تشدك حتى تقرأها من أول حرف حتى نهاية المقال، وقد قرأت في كتاب عن الصحافة أن المقالة هي الجملة الأولى وقد سبق العرب القدماء إلى القول بأن حسن المطلع أو حسن الاستهلال أمر مطلوب في الكتابة. وقد وجدت بعض المقالات في الصحافة المغربية التي ينطبق عليها هذا الشيء أو إنني كنت أجد جاذبية في الموضوع. ومن هذه المقالات مقالة "فصل المقال فيما بين الدكتاتورية و"الحكرة" من اتصال" للكاتب عبد الله الدامون من طنجة ونشر في جريدة " المساء" العدد (1366) يوم 8/9 ربيع الأول 1432هـ (12/13 فبراير 2011م)
تحدث الكاتب في مقالته عن عدد من زعماء العالم الذين وصفوا بالدكتاتورية ومنهم فرانكفو في إسبانيا الذي حكم من سنة 1935م إلى سنة 1975م، والجنرال التشيلي أوغستو بينوشيه، والحبيب بورقيبة. وقال الكاتب عن فرانكو أنه " كان ديكتاتوراً، لكنه لم يكن لصّاً، كان حاكماً متسلطاً، لكنه لم يوزع البلاد غنيمة بين أهله وأقاربه... فرانكو كان دكتاتوراً لكنه جعل البنية التحتية في إسبانيا قوية وصلبة، كان صارماً مع اللصوص والمختلسين، وقضى على الأمية بشكل نهائي، كان الإسبان في عهده ينعمون بأمن لا مثيل له، وخلق طبقة وسطى قوية ومؤثرة وتحول الانضباط في الجيش إلى عقيدة راسخة لا تزال مستمرة حتى اليوم.. أي أن إسبانيا فوق كل شيء.
وكذلك الجنرال التشيلي بينوشيه شجع الاستثمارات وشيّد بنى تحتية قوية تربط ما بين أجزاء البلاد مترامية الأطراف ودفع طبقة الفقراء إلى الصعود إلى الطبقة المتوسطة، وقضى على الأمية تماماً حيث لا يوجد اليوم في التشيلي أي أُمّي تقريبا.

ويخلص الكاتب إلى القول إن العالم العربي لا يحكمه الدكتاتوريون بل يحكمه " الحكّارة" الذين يجعلون بلادهم إقطاعية لهم ينهبون خيراتها من خلال ما يملكون في الداخل ومن خلال الحسابات السيارة في أنحاء العالم والاستثمارات التي تدعم الاقتصاديات الأجنبية بينما يعيش معظم شعوبهم تحت خط الفقر.
ومن المناسب أن نذكر هنا إلى أن تشيلي اليوم ن الدول التي تحتل مركزاً متقدماً في سلم الشفافية في العالم، وذكرت الإذاعة الأمريكية العمومية أن دولة التشيلي قامت بمشروع إسكان ضخم لنقل سكان الأحياء العشوائية إلى بيوت محترمة وقد استضافت الإذاعة عدداً من هؤلاء، فهل تتعلم الدول العربية التي تعاني من البناء العشوائي والصفيح والأعشاش من التشيلي؟
موضوعات مختلفة من الصحافة المغربية:
القمار في المغرب وصحيفة "التجديد"
       جعلت هذه الصحيفة عددها رقم 2575 يوم 7-9ربيع الأول 1432هـ (11-13 فبراير 2011م) موضوعها الرئيس عن القمار فكان مما جاء في هذا العدد ما يأتي:
-  مسابقات الرهان الرياضي سف تديرها شركة "انترالو" اليونانية.
-  يوجد في المغرب 7 كازينوهات (3 في أغادير) و(2 في مراكش) و (1 طنجة) و(1 الجديدة) و(1مازكان) وهناك كازينوهات تمارس عملها في سرية تامة.
-  أشغال الدورة التاسعة عشرة من الدوري العالمي للقمار يقام في فندق السعدي في مراكش في مارس 2011م
-  مبيعات "المغربية للألعاب والرياضة" في عام 2009 حوالي 789 مليون درهم واليانصيب الوطني 561 مليون درهم.

ومرض اليانصيب والقمار ليس مقصوراً على المغرب ففي شارع رئيسي في مدينة الجزائر يوجد مكتب الرهان الرياضي، وقد ابتدعت المؤسسات العربية اليانصيب من خلال اتصالات الجوال وإرسال كلمة أو رمز وأحياناً تكن قيمة الإرسال تصل إلى خمسة أو عشرة ريالات وهي قيمة أكثر من مجرد المكالمة الهاتفية. وقد ابتلينا من قبل بكوبونات المسابقات وما نزال في الأسواق الكبرى فإن اشتريت بمائة ريال أو أكثر تدخل المسابقة على سيارة وليحلم الحالمون، وليقامر المقامرون.  وقد صاح العلماء في بلادنا ضد هذه الأنواع من القمار ولكن يُطاع العلماء في أمور ويُضرب الصفح عنهم في أمور.
-  تهريب الأموال من البلاد أوردت عدة صحف مغربية خبر الأموال المهرّبة من المغرب وأن الأموال التي هربت منها في الفترة من عام 2000 إلى 2008م وصلت إلى 1,66 مليار دولار سنويا، وهي إحدى أكثر ست دول أفريقية تهريباً للأموال. ومصدر هذه المعلومات هو "مركز سلامة النظام المالي العالمي" ويقع مقره في واشنطن، ويذكر الخبر أن من أسباب التهريب التهرب الضريبي والرشوة والفساد المنتشر في الأوساط الإدارية.  ولم تتعرض الصحف ومنها صحيفة "الأحداث المغربية" العدد (4276 الصادرة في 15 فبراير 2011 الأنواع الأخرى من خروج الأموال من البلاد. وأذكر أنني حين كنت أدرّس النظام السياسي في الإسلام ناقشت مع الطلاب الأموال السعودية والخليجية والعربية عموماً الموجودة خارج العالم العربي التي لو وظفت داخل البلاد لما بقي عاطل عن العمل ولما بقي فقير، بل لو أن زكاة هذه الأموال (2,5%) أنفقت حقاً على مصارف الزكاة لرصفنا شوارعنا ذهباً وبقي مال وفير أو لفاض المال.
-  حوادث الاغتصاب والاختطاف والدعارة وغيرها كثيرة أيضاً في الصحافة المغربية، ويتعجب المرء من اهتمام الصحافة بمثل هذه الأخبار وهم يعلمون حقاً أن ثمة ما يسمى السياحة الجنسية وهذه تقع تحت سمع وبصر المسؤولين، ولكن ما الذي يجعل مثل هذه القضايا مادة إخبارية؟ ربما السبب أن الداعرين والداعرات يبالغون في كسر الأنظمة والمبالغة في الفحش مثل أن يقوم أحدهم باستئجار أو تأجير منزلاً في حي سكني محترم –يفترض أنه محترم- ويستخدمه وكراً للدعارة أو هي تصفية حسابات أحياناً بين من يعملون في هذه الأعمال القذرة.

-   المغرب والثورات العربية: يقول رشيد نيني في مقالته (وحنا كيفاش زعما) التي أشرت إليها في الصفحات السابقة "لدينا كل المؤسسات الدستورية والقانونية التي توجد في كل الأنظمة الديمقراطية [ولكن بعض الديمقراطيات تأتي معلبة دون ورقة التعليمات مثل الشيوخ المعلبين على حد وصف الدكتور النفيسي] لكن ولا واحدة منها من هذه المؤسسات تشتغل مثلما تشتغل مثيلاتها في الدول الديمقراطية، إنها مؤسسات صورية عاطلة عن العمل، تصرف الدولة رواتب مديريها وموظفيها من أموال دافع الضرائب دون أن يكون لهذه الميزانيات أثر سوى على الحسابات البنكية لهؤلاء المدراء ومعاونيهم..  وبمناسبة المؤسسات التي لا تعمل أقدم لكم طرفة وهي أنه في أحد الجيوش وقفت فرقة من الجنود بطريقة غير منتظمة وجاء ضابط كبير فلم تعجبه تلك الفوضى فرأى جندياً له شوارب ضخمه ويشبه الضباط في هيئته فقال له (يا ضابط ليش الجنود فوضى؟) فقال (سيدي أنا لست ضابطاً ولكن شكلي شكل ضابط) وهي مؤسسات شكلها شكل مؤسسات.
-   ويقدم لنا رشيد بعض الأمثال المغربية ومنها "اللهم يطيحو الشفارة ولا تطيح البلاد" وأيضاً "اللي ابغاها كاملة يخليها كاملة" وهؤلاء الجشعون يجب أن يفهموا أنهم إذا استمروا في التهام أموال المغاربة بهذه الوحشية فإنهم يهددون استقرارهم وليس فقط استقرار الشعب.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية