نعم استطعنا إخراج الاستعمار

             

مما كتبه الدكتور حمود أبو طالب في صحيفة عكاظ (11صفر 1419) عن الحبة السحرية أو الساحرة (الفياجرا) قوله:" استعمرت بلدان عربية ولم يغادرها المستعمرون رضوخاً لتفوق السلاح والقوة، بل لأنهم استنفدوا أغراضهم وزالت المبررات لبقائهم." نعم قد يصح هذا في بلد أو اثنين أو ثلاثة ولكن العالم الإسلامي عرف القوة وعرف الجهاد الإسلامي الحقيقي الذي أجبر المحتلين الأجانب على المغادرة.
وأود أن أوضح هنا أن هذه الأمة أمة القوة والجهاد، وأبدأ بحملة نابليون على مصر التي لم تستمر سوى ثلاثة أعوام. هل خرجت هذه الحملة لأنها استنفدت أغراضها أو أجبرها المصريون على الخروج تحت قيادة علمائهم العاملين؟ لقد عرف العلماء مسئوليتهم الحقيقية فقادوا الأمة إلى الجهاد. لقد استخدم نابليون في مصر كل وسائل القوة العسكرية التي جربها في أوروبا ولكنه فشل في البقاء في مصر، وقد أضاف عليها استخدام الوحشية والقسوة مع المسلمين التي لم يستخدمها ضد الأوروبيين.
وفي مصر أيضاً جاء الإنجليز واستخدموا من القوة ما استطاعوا ولكن قيضّ الله عز وجل لأبناء مصر من قادهم إلى العودة إلى الإسلام وروح الجهاد فقاد العلماء نشاطات حربية ضد القوات المحتلة حتى أزعجوها حقاً. وقد كان للأيدي المتوضئة جهودها في حرب فلسطين فقد كان اليهود إذا سمعوا فرقة من الشباب المسلم تنزل قرية من القرى ويرتفع الأذان حتى يغادر اليهود. ولكن عندما انتشرت فينا حمى القومية والوطنية وأقصينا الدين من المقاومة أو الحرب جاءنا روجز وغيره ليعرضوا علينا السلام وقبلناه.
والجزائر وما أدراك ما الجزائر لقد قامت فيها ثورات عديدة كان آخرها تلك التي أجبرت فرنسا على الخروج. لقد أمضى الجزائريون سبع سنوات ونصف وقدموا ملايين الشهداء (ليس مليوناً ونصف كما يعلنون) فقاتلوا شراسة الاحتلال الفرنسي بإيمان وتضحية. ولم يكن للجزائر أن تجاهد لولا أن هيأ الله عز وجل حركة مباركة هي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بقيادة عبد الحميد بن باديس والبشير الإبراهيمي والعربي التبسي وغيرهم ليعيدوا الجزائر إلى عقيدتها الصحيحة عقيدة العزة والجهاد.
ولا بد أن درس أفغانستان من الدروس العظيمة لقدرة هذه الأمة على حمل السلاح ومقاومة الاحتلال الأجنبي. إن روسيا لم توفر أي جهد في سبيل البقاء في أفغانستان ومهما قيل عن القوى الدولية التي دعمت الجهاد فإنه لو لم توجد الروح الإسلامية لما رضخ الروس للخروج صاغرين أذلة.
ومثال الشيشان واضح جلي على قدرة هذه الأمة على مقاومة الاحتلال فشعب الشيشان محصور بالأراضي الروسية وبالقوة الروسية من كل جانب. وقد كان الغرب وما زال ينظر إلى الشيشان على أنهم انفصاليين وقد قدم البنك الدولي والمؤسسات المالية الغربية البلايين لدعم روسيا ولكن الله أكبر وأقوى فجلس الروس على مائدة المفاوضات مع قادة الشيشان وأعطوا الشيشان ما استحقوه.
وكانت البوسنة درساً عظيماً من دروس الجهاد والتضحية وتكاتف العالم الإسلامي (نرجو أن يزيد هذا التكاتف) وبقي شعب البوسنة في قلب أوروبا يوحد الله عز وجل رغم أنوفهم، ولولا ما خشيه الغرب من تحقيق المسلمين النصر الحقيقي العسكري (وقد حققوه) لما تقدموا بدايتون وما أدراك ما دايتون؟
وفي مقال أبو طالب من القضايا والطرح المنطقي والصحيح ما يستحق التعليق في مقال آخر بإذن الله، ولكني أحببت أن أوضح بعض الحقائق التي ربما غابت عن الكاتب الكريم.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية