الاستعداد للمغامرة- السفر براَ إلى الأردن


      سمعت كثيراً عن السفر برّاً إلى الأردن والشام وحتى تركيا، أو نقل السيارة إلى أقصى نقطة في الحدود الشمالية للمملكة كالقريات أو طريف أو تبوك والركوب في الطائرة من الرياض أو من أي وجهة من المملكة إلى تلك النقطة. وترددت بعض الشيء ولكن حس المغامرة يتغلب أحياناً (وربما كثيراً) فقمت بالحجز من الرياض إلى طريف من 23جمادى الآخرة إلى آخر شعبان1432هـ (25حزيران /يونيو إلى 29تموز/ يوليو2011م أي ما يزيد على الشهر تقريباً. وكان سعر التذاكر للأسرة كلها ثلاثة آلاف ومائتي ريال. واتصلت بالجهة التي تنقل السيارات فرتبت معهم الأمر. وكان علي قبل ذلك أن أجدد رخصة سير السيّارة ورخصتي للقيادة. وتجديد رخصة السيارة كان يتطلب المرور بالفحص الدوري فانطلقت على الساعة السابعة والنصف صباحاً لأقف في صف طويل في شركة الفحص الدوري الوحيدة في الرياض. وقد أقر مجلس الشورى قبل أشهر أن يفتح المجال أمام شركات أخرى لإنشاء مراكز للفحص الدوري حتى لا يكون احتكاراً. وقد دام هذا الاحتكار أكثر من ثلاثين سنة. (كم حققوا من مكاسب مئات الملايين، ولو كان الأمر بيدي لجعلت الفحص الدوري مجاناً مدة عشرة سنوات فربما استرجعت الأمة بعض ما سرق منها)،حتى كان المرور في وقت من الأوقات يطارد السائقين للذهاب إلى مراكز الفحص الدوري حرصاً بزعمهم على أن تكون السيارات صالحة للسير، ولكن لماذا لا يكون الفحص الدوري سوى شركة واحدة؟ وسألت جندياً ذات يوم لماذا تطاردوننا ما مصلحة المرور فقال: نحن مثل كلاب الصيد نصيد لغيرنا، فقلت له أنا لم أقل شيئاً، ولكن السؤال كان استفزازياً، ولم تكن سيارتي مفحوصة فسكت عنّي لأني سألت ذلك السؤال الذي لا يسأله شخص آخر.
      ووقفت في الطابور أو كما نسميه في الحجاز السرا، وانتظرت دوري فدفعت المعلوم وكان ثلاثة وسبعين ريالاً ووقفت أمام الفني الفيليبيني الذي فحص السيارة وأجازها على الرغم من أن عدادها تجاوز المائة والثمانين ألف كيلومتر ولم تنل صيانة حقيقية، ولكن سيارات الهوندا من النوع الذي يتحمل كثيراً. ولم تمر خمس دقائق حتى كنت قد حصلت على الشهادة. فتعجبت كيف يكون الفحص بهذا الثمن الباهظ وهو لم يستغرق وقتاً طويلاً ولا معدات متطورة ولا يحزنون؟ وهنا لو كان هناك شركات منافسة ربما كان السعر لا يتجاوز الأربعين ريالاً. ولكننا في العالم الثالث ندفع ونسكت ونسكت ونسكت. والمصيبة لو أن السيارة لم تتجاوز الفحص واضطررت أن تعود إلى الدور من جديد وتدفع رسوماً جديدة. إن هذه الشركات ومن سمحوا لها تُدخل أيديها في جيوبنا وتغرف. ونسينا حديث رسول الله في حجة الوداع (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا) وأشار في الحديث إلى أنه لا يصح لمسلم أن يأخذ من مسلم حتى عود أو قضيب أراك. يا الله كيف لا يعرفون هذه النصوص ولدينا طائفة كبيرة من علماء الشريعة فهل يعرفون وسكتوا أو لا يعرفون أو يجهلون؟ ومن المناسب أن يقال لهم (إن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم)

      وعندما ذهبت لتجديد الرخصة أصروا على تجديدها بأثر رجعي فلو كنت خارج البلاد أو توقفت عن قيادة السيارات فهل واجب علي أن أسدد للمرور بأثر رجعي ولكن كما يقول إخواننا المغاربة (الله غالب) فأخذوا مني مئات الريالات زوراً وبهتاناً،والرخصة في بلاد العالم تعطى مرة واحدة وليس كل خمس سنوات رسوم وإجراءات. وأشهد عليهم أن إجراءاتهم كانت سهلة لولا ما رأيت من اثنين دخلا بالواسطة في السرا وشاء الله أن أسبقهم. ودفعت ودفعت متحسراً على مال كسبته بتعب الجبين يضيع في رسوم وغرامات لا معنى لها.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية