كتاب ومقدمتان وأين الناشرون؟

 

بحوث
في الاستشراق الأمريكي المعاصر

                


الطبعة الثانية- 1433هـ/2012م


بسم الله الرحمن الرحيم

    

فهرس المحتويات

الإهداء......................................................الفهرس المحتويات................................... 1
مقدمة الطبعة الثانية .......... 3
مقدمة الطبعة الأولى................. 5
القسم الأول.................. 8
رحلة علمية إلى جامعتي برنستون ولندن........... 8
أهداف الرحلة ومبرراتها:................... 8
تمهيد...................... 8
من هو برنارد لويس؟ Bernard Lewis................................... 9
نشاطات جامعة برنستون الاستشراقية:...........10
بريطانيا................................ 24
المراجع:..................................... 27
المراجع العربية :............... 27
مراجع أجنبية:....................... 27
القسم الثاني: تحليل نقدي للدراسات الإسلامية في جامعات أمريكا الشمالية.. 29
تقديم.................................. 30
الجامعات الخاصة (الأهلية)............... 34
الجامعات الحكومية (الرسمية)........ 37
الكليات الصغيرة:................... 43
مدن فيها مساجد:...................... 47
رحلة إلى ما وراء البحار..................... 49
الجمعيات العلمية:..................... 51
    الدوريات والمجلات:............ 53
الخاتمة والاستنتاج.......................... 58
القسم الثالث: لمحات من الاستشراق الأمريكي المعاصر.... 60
تمهيد............. 60
المبحث الأول: حقيقة المعرفة  وأهدافها ووسائل الحصول عليها..... 62
جامعة نيويورك................ 65
جامعة هارفارد:............... 66
المبحث الثاني: ظاهرة الاستشراق الإعلامي..... 71
المبحث الثالث: الاهتمام بالحركات  الإسلامية "الأصولية.................... 76
خاتمة............................ 82
المراجع............................. 83
أولاً : المراجع العربية....... 83
ثانياً :المراجع الأجنبية.................... 84
القسم الرابع : وضعية الدراسات العربية والإسلامية في الجامعات الأمريكية  85
القسم الخامس: الاستشراق الأمريكي المعاصر وأثره في فكر المحافظين الجدد
القسم السادس: شخصية استشراقية أمريكية، هـاري روسكو سنايدرHarry Roscoe Snyder
مارس 1965




      الحمد لله القوي العزيز(يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ) والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
          فيمكن أن تكون هذه الطبعة هي الثالثة من هذا الكتاب حيث كانت الطبعة الأولى عبارة عن تقرير لرحلة علمية قمت بها إلى كل من جامعة برنستون وجامعة لندن كما زرت واشنطن العاصمة الأمريكية،ـ ونشر الكتاب بعنوان من آفاق الاستشراق الأمريكي المعاصر وقد نال الكتاب قبولاً حسناً والحمد لله حتى إن اهتمام بعض الأفاضل مثل الشيخ محسن باروم رحمه الله به وطّد الصلة بيني وبينه حين طلب إليّ نسخة منه، وكانت هناك صلات أخرى سببها هذا الكتاب.
       ومنّ الله علي بكتابة بعض البحوث في الاستشراق الأمريكي كما ترجمت مقالة حول الدراسات العربية والإسلامية في جامعات أمريكا الشمالية وراجعه الدكتور على النملة كما قمت بكتابة بحث لمؤتمر عُقد في تطوان حول ملامح الاستشراق الأمريكي المعاصر وكان هذا عام 1417هـ(1997م) وما أن وقعت أحداث الحادي عشر من سبتمبر حتى تعرضت الدراسات العربية والإسلامية أو دراسات الشرق الأوسط لهجوم حاد من أنصار دولة الكيان المغتصب متهمين هذه الدراسات إنها لم تستطع أن تتنبأ بما سيحدث من هذه التفجيرات ، كما أن هذه الدراسات أصبحت مختطفة من قبل مناصري العرب في الصراع العربي الإسلامي الصهيوني في فلسطين المحتلة، ووصل الأمر بهؤلاء حدأ أن بدأوا ما يسمى المكارثية الجديدة حسب تعبير كثير من المتخصصين في هذه الدراسات، ومن أمثلة هذه المكارثية أن كُلّف بعض الطلاب بالتجسس على أساتذتهم وتسجيل المحاضرات، وأعدت مشروعات قوانين تفرض الرقابة على الدراسات الشرق أوسطية في أمريكا.
          هذا الهجوم على دراسات الشرق الأوسط جعل فئة كبيرة من المتخصصين في دراسات الشرق الأوسط إلى التداعي لمحاربة هذا الإرهاب الفكري أو هذه المكارثية الجديدة تحت مسمى الدفاع عن الحرية الأكاديمة.   فقد ألف مجموعة من العلماء كتاباً بعنوان الحرية الأكاديمية بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001 تحرير البروفيسور بشارة دوماني.  كما ألف عدد من الأساتذة الأمريكان في العديد من الجامعات الأمريكية مطالبين بحماية الحرية الأكاديمية من الهجوم عليها.([1])
     وفي الوقت الذي تعرضت له الحرية الأكاديمية للهجوم وبخاصة في مجال الدراسات الشرق أوسطية قام العديد من أثرياء العالم العربي والإسلامي بتقديم مبالغ كبيرة من المال لتأسيس كراس ومراكز بحوث وأقسام عليمة لدراسات الشرق الأوسط، ولكن ما لم يعرفه هؤلاء المسؤولين والأثرياء أن الأمريكان لم يسمحوا لهم بأن تكون هذه الأقسام والمؤسسات تحت سيطرتهم ولخدمة أهدافهم بل كانت هذه الأقسام تحت إدارة من كاد للعالم العربي والإسلامي وأحياناً ناصبه العداء والكراهية فضاعت أموالنا هياءً منثوراً وأدت عكس ما أنفقت من أجله.
          هذه الطبعة الثانية أو الثالثة لدراسات متواضعة حول الاستشراق الأمريكي سبقها بحثي الذي نلت به درجة الدكتوراة كأول رسالة دكتوراة يمنحها القسم الوحيد في الجامعات العربية باسم قسم الاستشراق بكلية الدعوة بالمدينة المنورة والتي كانت فرعاً لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض بعنوان منهج المستشرق برنارد لويس في دراسة الجوانب الفكرية في التاريخ الإسلامي وهو مجال كما يبدو من البحوث التي ضمها يحتاج إلى دراسات عديدة يشمل مؤسسات الدراسات العربية من حيت تأسيسها وتمويلها وأهدافها وما حققته من تلك الأهداف. كما يشمل دراسة موضوعاتها التي تمتد من العقيدة إلى الشريعة والاجتماع وجميع جوانب الحياة ، كما يمكن أن تشمل الدراسة أعلام الباحثين في الدراسات العربية والإسلامية من حيث تكوينهم العلمي وارتباطاتهم السياسة والاستخباراتية والتنصيرية وغير ذلك ولا يمكن البحث في كثير منهم إلاّ بعد هلاكهم وانتقالهم إلى الدار الأخرى.     
          أتقدم بهذه الطبعة راجياً أن أكون قد أسهمت بجهدي المتواضع في تجلية بعض الجوانب من هذه الدراسات فإن أصبت فتوفيق من الله له الحمد والشكر والثناء الحسن وإن كانت الأخرى فرحم الله امرءاً أهدى إلي عيوبي وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين.


مقدمة الطبعة الأولى

     الحمد لله حمد الشاكرين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
     يردد الوعاظ والخطباء والمحدثون حديث المصطفى صلى الله عليه وسل الذي يقول فيه (يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها) قلنا يا رسول الله :أمن قلة بنا يومئذ؟ قال: (إنكم يومئذ كثير، ولكن تكون غثاء كغثاء السيل ينتزع المهابة من قلوب عدوكم، ويجعل في قلوبكم الوهن) قلنا وما الوهن؟ قال (حب الحياة وكراهية الموت)([2]) ويبذل هؤلاء جهوداً في شرح الحديث واستنباط الفوائد منه، ويحذرون المسلمين من تداعي الأمم عليهم ، ولعلهم يشرحون لهم صوراً من تداعي الأمم على المسلمين، وأحب هنا أن أتناول صورة من هذا التداعي مما لا يلتفت إليه إلاّ القليل.
     بعد أن خرجت الولايات المتحدة الأمريكية من الحرب العالمية الثانية منتصرة، وأصبحت قوة عظمى، وتغيرت موازين القوى في العالم كان لا بد لها أن تتعلم من الأوروبيين الذين كانوا يسيطرون على معظم أرجاء العالم الإسلامي كيف كانوا يُحكِمون سيطرتهم عليه، فماذا هم متعلمون؟
    بدأت وزارة الدفاع الأمريكية باستصدار قانون يخولها الإنفاق بسخاء على برامج الدراسات العربية والإسلامية وبرامج دراسات الشرق الأوسط في الجامعات الأمريكية ، وفي مراكز البحوث والمؤسسات العلمية المختلفة ، واستعانت في هذا الأمر بمجموعة من المستشرقين الأوروبيين الذين تركوا بلادهم إلى العالم الجديد لأنهم أدركوا اهتمام أمريكا بخبراتهم.
    وانتشرت مراكز الدراسات العربية الإسلامية وأقسام الشرق الأوسط في الجامعات والمعاهد العلمية الأمريكية حتى تجاوز عددها المئات ، وبدأت نشاطاً محموماً في دراسة العالم الإسلامي. وبعد مضي فترة من الزمن لم تطل كثيراً أصبحت هذه المراكز عصب السياسة الأمريكية تمد السياسيين بالمعلومات والمقترحات والآراء والخطط، وحدث تبادل في المراكز فكم من مستشرق أو متخصص في الدراسات العربية الإسلامية انتقل إلى العمل السياسي ، وكم سياسي ترك السياسة إلى العمل الجامعي والبحث والدراسة.
    ولعل من أبرز اهتمامات السياسة الأمريكية دراسة الحركة الإسلامية وسبل مواجهتها والقضاء عليها، ومن ذلك أن مجموعة من المستشرقين والسياسيين الذين عملوا في العالم الإسلامي قدموا ثمرة خبراتهم وبحوثهم للكونجرس الأمريكية في جلسات خاصة في صيف وخريف عام 1985م، وقد نشرت محاضر الجلسات في كتاب بلغت صفحات اثنتين وأربعين وأربعمائة صفحة ووزع توزيعاً محدوداً حتى يتسنى للمختصين مواصلة البحث والدراسة . وقد قامت مجلة المجتمع الكويتية بنشر أجزاء من هذه المحاضر وعلقت عليها بقلم الدكتور أحمد خضر إبراهيم([3])
    إذا لم يكن هذا من التداعي فما التداعي إذن؟
   ولكن كيف السبيل إلى مواجهة تداعي الأمم من هذا النوع؟ لقد وضّح الحديث الشريف هذا (نُزعت المهابة من قلوب عدوكم ، ويجعل في قلوبكم الوهن: حب الحياة وكراهية الموت) أما نزع المهابة فالسبب في ذلك أن القوي لا يهاب الضعيف وأن أمة لا تصنع سلاحها لأمة ضعيفة، ضعيفة. وقد أكدت الأحداث في السنوات الماضية ذلك، ولا سبيل إلى استعادة هيبة هذه الأمة إلاّ بأن تعود الأمة إلى دستورها الذي جاء فيه (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) وأين نحن من هذا؟ الأمر أوضح من أن يجاب عليه.
    أما الشق الثاني من القضية فهو الوهن الذي فسّره الرسول صلى الله عليه وسلم بحث الدنيا وكراهية الموت. ومن حب الدنيا الحرص عليها بجمع الأموال وكنزها وعدم استخدامها الاستخدام الصحيح.
    إن أمريكا حين أرادت أن تُحكِم سيطرتها على العالم بذلت الأموال بسخاء على البحث العلمي والتقانة. وقد أكدت دراسات عديدة أن ما ينفق في العالم العربي الإسلامي قليل جداً ومن هذه الدراسات ما قدمه الدكتور محمد عبد السلام لمؤتمر قرطبة عام 1987م،وتفيد دراسة أخرى أن ما ينفق على الباحث العربي لا يتجاوز ثلاثين ألف دولار سنوياً بينما تنفق أمريكا وأوروبا بين خمسة وسبعين وثمانين ألف دولار سنوياً.
     ومن أوجه إنفاق المال عند الغرب ما ينفقونه في الغزو الفكري وفي الدراسات العربية الإسلامية ، والتقرير الذي أقدم ترجمته في هذا الكتاب يوضح جانباً من هذا الأمر وإن كان إعداده قد تم في فترة تأثرت بأزمة النفط العالمية بعد حرب رمضان 1393( أكتوبر 1973م) لكن الغرب استطاع أن يتجاوز هذه الأزمة ويسيطر على الأوضاع من جديد.
     وكم وددت لو توفرت لي الإمكانات من وقت ومعلومات ومال لتحديث هذه الدراسة([4]) لكن لا بأس أن نعرف الماضي  فالدراسة في مجملها جيدة، وقد قام عليها مسلمون مخلصون- نحسبهم كذلك- ولعل هذه الدراسة بالإضافة إلى الجزء الأول عن زيارتي لجامعة برنستون تقدمان لذوي الغيرة من أبناء المسلمين ما يحثهم على بذل المزيد من الجهد والمال للارتفاع بمستوى متابعتنا للدراسات العربية والإسلامية في الغرب، وكذلك دراستنا له. فلا بد أن ندرسهم دراسة عميقة واسعة كما يدرسوننا: فالمعركة الحالية معركة معلومات ، وأظنهم يعرفون عنّا –أحيانا- أكثر مما نعرف عن أنفسنا .
    وأضيف إلى هذا البحث نموذجاً لدراسة الاستشراق الأمريكي المعاصر نتيجة الدراسة والمشاهدة والمتابعة، وفيه تناولت الاستشراق الأمريكي من ثلاث زوايا هي: حقيقة المعرفة التي يسعى المستشرقون الأمريكيون الوصول إليها، كما تناولت ظاهرة الاستشراق الإعلامي وهي ظاهرة بارزة في أمريكا، كما تناولت اهتمام الباحثين الأمريكيين بالحركات الإسلامية التي يطلقون عليها " الأصولية الإسلامية"([5])
   وفي الختام أود أن أتقدم بالشكر إلى أخي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة على مراجعة الترجمة في القسم الثاني من الكتاب ، وتقديم المقترحات والتصويبات القيمة فجزاه الله خيراً ، وأتقدم بالشكر لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية على إنشائها قسم الاستشراق، هذا القسم الفريد في العالم الإسلامي الذي أتاح لكاتب هذه السطور أن يتخصص في هذا المجال، وأسأل الله أن يتواصل البحث في هذا المجال الحيوي، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
                                     المدينة المنورة
                                 في يوم الجمعة 4شعبان 1420



[1] -البحث في قوقل عن الحرية الأكاديمية يصل أكثر من خمسة ملايين موضوع في 27مايو 2012م كما في الرابط الآتي:

[2] - مسند الإمام أحمد 5/278.
[3] -نشرت المحاضر مترجمة في كتاب ولم أطلع عليه. ولكن كانت الحلقات في المجلة قد تجاوزت الخمسين حلقة.
[4] يجد الباحث في العالم العري والإسلامي صعوبة كبيرة في الحصول على تمويل لإجراء بحوثه وما زالت ميزانية البحوث العلمية في العالم العربي الإسلامي أقل بكثير من مثيلاتها في أوروبا وأمريكا. فمتى نتنبه إلى أهمية البحث العلمي ومتى يدرك أثرياءنا أهمية البحث العلمي؟
[5] - تيسر لي في العامين الماضيين أن أعد عدداً من الدراسات حول الاستشراق في مجال الأدب العربي وفي موضوع المرأة المسلمة ، والاستشراق والمؤتمرات حول العالم الإسلامي، كما أعددت كتاباً حول مراكز البحوث والدراسات والمعاهد وأقسام دراسات الشرق الأوسط في العاصمة الأمريكية واشنطن وأرجو أن يتم نشر الكتابين في القريب العاجل بإذن الله. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية