الأمة المتوحشة كيف دمّرت الرأسمالية أمريكا

الأمة المتوحشة
كيف دمّرت الرأسمالية أمريكا



تأليف
 جون هيور Jon Huer
تقديم وترجمة
مازن مطبقاني
1438هـم 2017م


الإهداء
إلى رفيقي في السلاح الذي سار معي عبر العسر واليسر،
إلى ابني جون بليك هيور مع الحب


الفهرس
ملخص
المقدمة : الله والشيطان : لماذا لا نكسب الحرب ضد الإرهاب
· القسم الأول: في المبدأ، أمريكا  التمهيد لأمريكا. جنتا عدن
الفصل الأول:الفلاح الأمريكي
الفصل الثاني: عصر أمريكا الذهبي
الفصل الثالث: مؤسسو أمريكا الأربعة
الفصل الرابع: نهاية العصر الذهبي
·       القسم الثاني: وجاءت الرأسمالية واحتلت أمريكا
الفصل الأول: طبيعة الرأسمالية
الفصل الثاني: اتفاق مع الشيطان
الفصل الثالث: الرأسمالية ومجتمع مجرم
الفصل الرابع: الرأسمالية والحكومة  
الفصل الخامس: جرائم ضد الإنسانية
الفصل السادس: عقد العبودية
الفصل السابع:شيطان الرأسمالية
ملحق: سميث عَرَف الرأسمالية
·       القسم الثالث: لعنة الاستهلاك
الفصل الأول: الهروب إلى مصيدة الموت
الفصل الثاني: الضعف الطبيعي
    الفصل الثالث: خدعة المستهلك العظمى
الفصل الرابع:كذبة السلطات العليا
الفصل الخامس: الاستبداد المهلك نفسه
القسم الرابع: عصر الزبالة العقلية
        الفصل الأول : رجل الزبالة العقلية
        الفصل الثاني: مجتمع الزبالة العقلية
        الفصل الثالث: أفضل العقول العقل الميّت
        الفصل الرابع: الفساد في هارفارد
        الفصل الخامس: العقل المهمل
القسم الخامس المجتمع المنسي
        الفصل الأول :المجتمع المرفوض
        الفصل الثاني : مجتمع خيّر ومجتمع شيطاني
        الفصل الثالث: السلطة والمجتمع
        الفصل الرابع: السلطة والمشروعية
        الفصل الخامس :هتلر صنعته السلطة
        الفصل السادس : الثورة والحكومة
        الفصل السابع : أصيبت الأمة بجنون القانون.
        الفصل الثامن: كيف تُفسد السلطة؟
القسم السادس: في النهاية الهلاك كما هلكت سدوم وجومورة
        الفصل الأول: النهاية الذريّة
        الفصل الثاني: النهاية البيئية
        الفصل الثالث: النهاية العقلية
        الفصل الرابع تراث الأجيال
        الفصل الخامس:إلى حديقة الشيطان
المراجع
الفهرس


الموجز
الأمة المتوحشة: كيف دمّرت الرأسمالية أمريكا
تسللت الرأسمالية إلى المجتمع الأمريكي من الأطراف. لم يرحّب العالم الجديد بالرأسمالية بصفتها حالته الطبيعية ولا لأنه مصمم ليكون رأسمالياً من أجل ازدهاره وسعادته ومع ذلك فقد حدث في التو والحين فقد حوّلت جوهر العالم الجديد وأفسدت الروح التي أوجد فيها العالم الجديد بدهاء لأن ذلك حدث طبيعياً، لقد حوّلت الرأسمالية كل شيء في أمريكا؛ ما نأكل وما نعمل وما نفكر إلى شيء سريع وسهل تماماً ولإمتاع النفس وبالتالي في النهاية مضر وحتى شيطاني في طريقته ونتائجه.
مؤسسة أمريكا الرأسمالية في جوهرها إلى حد كبير مؤذية وأنانية ونظام لا عقلاني ولكن ربما هو أكثر نظام فعّال منذ حكم الرومان والنازيون العالم، ولكن وياللغرابة فمعظمنا في أمريكا لا يشعرون كذلك. لا نشعر أن الرأسمالية ليست المضطهد الروماني ولا حتى الرعب النازي على الرغم من أن سيطرتها علينا أكثر كليّة على أجسادنا وأرواحنا أكثر مما تفعل كلتا القوتين الإمبراطوريتين في ضحاياهما. ولماذا هذا الجهل أو اللامبالاة تجاهها، والجواب ليس صعباً العثور عليه؛ إنّه ببساطة لأننا نحن جزء من المؤسسة الأمريكية حتى نشعر بذلك ، وباختصار لقد أصبحنا منسجمين مع النظام تماما مثل ضحايا الإمبريالية الرومانية والفاشية النازية بأن أصبحتا تماماً كما أوجدنا النظام لمواجهة احتياجاته : عمّاله وجنود المدفعية الذين يشغلونها.
يتكون المجتمع الأمريكي من 1% في القمة الذين هم الشياطين وال99% الذين في القاع وهم أغبياء وبين أولئك الشياطين والذين هم أغنياء يقرر مصير أمريكا تماماً مثل الإقطاعيين الإنجليز في الهند؛ عدد قليل من الشياطين في أمريكا وبخاصة الآن وبمساعدة التقنية يستطيعون بسهولة التحكم بالأعداد الكبيرة من الناس الذين استغبوا.
أما أولئك القلة الذين هم الشياطين فيسعون نحو السلطة "باسم حرية العمل" أو "الديموقراطية، والأغبياء وهم الغالبية العظمى لا يستطيعون فعل أي شيء أو التفكير بأي شيء آخر سوى أن يكونوا أو يفعلوا شيئاً آخر سوى الأناني وغير الإنساني وطاعة النظام؛ ففي الأنانية لا يرون سوى رغباتهم المباشرة والشخصية وغالباُ في الترفيه والسعي نحو السلطة والمال، وفي جانبهم اللاإنساني يفقدون القدرة على الإحساس وعلى اتخاذ قرارات ذكية بصفتهم مواطنين وجيران وكأناس بشر بكل بساطة. وفي الطاعة يظلون صامتين أمام استبداد مجتمعهم وفساده.
والرأسمالية وبخاصة رأسماليتنا في أمريكا تسمّى: رأسمالية الاستهلاك تناقض كل ما هو غال علينا: المساواة والحرية والعدل للجميع؛ فالسلطة في يد قلّة من الناس في القمّة، فبالنسبة للرأسمالي يسمح النظام بتركيز كلّي للثروة وبالتالي السلطة أما المستهلكون على مدار الساعة لاستهلاك الترفيه تسلب الذكاء والقدرة على الإحساس بين الجماهير الذي ينبّه مواطنيهم والعيش بإنسانية.
وذلك لأن الرأسمالية الاستهلاكية تناقض وتدمر القيم الإنسانية الأساسية فهي شائعة في أمريكا التي يعتقد نظامها الثقافي أن الطبيعة البشرية تعني التنافس في السلطة.
ولكن التنافس في السلطة بمنطقها تسمح للواحد في المائة على القمة أن يكونوا الرابحين وبقية الجماهير الأمريكية وهي ال99% الخاسرون ويستمروا خاسرين في المجتمع الأمريكي ولتطييب خواطرهم يزوّد جماهير الأمريكان بأفضل أنواع الترفيه والاستهلاك المادي لإبقائهم سعداء وأغبياء ويؤكد لهم تجارياً بأنهم عظماء وأقوياء وملوك الاستهلاك بالتأكيد هذا أفضل نوع من استلاب العقل منذ أيام إدمان الأفيون الصيني.
وللتأكد أن ال99% من الجماهير يبقون مطيعين ولا يثورون تحافظ الحكومة الأمريكية قوة القانون الأكثر إخافة وأكبر عدد من المساجين في العالم وأفضل نظام لسلطة المواطنين منذ الرايخ الثالث- احتكار الاتحاد السوفيتي للبربوغندا ووكالات العقاب والجزاء.
وكما هو النظام الاجتماعي والثقافي الأمريكي فإن الرأسمالية الاستهلاكية تتحكم في الأشياء في أمريكا؛ عقلها وقلبها وروحها من خلال سلطتها في الثروة تسيطر على المؤسسات الأمريكية ؛ مجلس الشيوخ والتعليم والدين والإعلام وكلها تخدم النظام بصفتها داعمة لأعماله.
ويقر مجلس الشيوخ القانون وتنفذه المحاكم وكل ذلك وفقاً للتصميم الرأسمالى وقوتها الداعمة الضخمة ويحارب الجيش الأمريكي ويموت من أجل "الطريقة الأمريكية في الحياة" والتي تعني طريقة المال في الحياة فالمؤسسات التعليمية في كل المستويات وفي كل المجالات تدرّب العاملين في مؤسسات المستقبل وهارفارد الأكثر إنتاجية حيث إن الاسم هارفارد مرتبط بالكلمة "فلوس" وتبارك الكنيسة الرأسمالية بنفس الطريقة التي تبارك فيها الملك وهذا باسم الله ، والله الآن هو الشيطان، والإعلام التي تتضاعف فوقته رقمياً هو حصان الشغل الرئيسي لضبط كل العقول والقلوب في أمريكا ليعيشوا ويفكروا ويشعروا بالطريقة الرأسمالية.
والجماهير من جهتها تحب الرأسمالية الاستهلاكية لأنها تعطيهم ما يريدون : المتع والتسلية اليومية حيث يسيطر ذلك على عقولهم لأنهم مدمنون على أفضل وألمع ما يخترع من أجلهم، إنهم يحبونها لأنها تعطيهم الأمل أنهم يمكن يوماً أن يكونوا من الواحد في المائة ويحكمون الأمريكان ليخدمونهم بصفتهم مخدومِيهم وعمالهم ولأول مرة في التاريخ يقوم نظام باستمالة الجماهير بعيد الميلاد يومياً
وبينما يسيطر ال99% على الأصوات ولكن الجماهير لم تستطع حتى الآن ترجمة أرقامهم إلى قوة سياسية ببساطة لأن قلوبهم وأرواحهم قد أفسدت بإغراءات الرأسمالية الاستهلاكية التي لا يستطيعون تعديلها أو الهرب منها.
ومن المدهش ملاحظة كيف يوجد مجتمع ويسعى بالقليل مما يعد ذا معنى من الناحية الإنسانية والاجتماعية ليحقق وجوده سواء في علاقاته في السياسة أو في الروحانية أو حتى في الحياة نفسها فكل الأشياء في أمريكا افتراضية قليلة الجوهر يضع في عقولنا وما في قلوبنا وأرواحنا أو في الهدف الحقيقي لماذا نعيش حياتنا اليومية سوى الإثارات المستمرة لجولة جديدة من الترفيه والمسليات المصممة والمسوَّقة من قبل الأفضل والأذكى لإبقائنا في تشوش دائم.
لقد أصبح المجتمع الأمريكي اليوم شبكة واسعة من الإمتاع والترفيه والإلهاء التي ما هي سوى مخدّر حيث للجماهير وبخاصة الجماهير اليائسة وكأننا لا أمل عندنا في الغد. إنه الترفيه الآن والإمتاع الآن والإلهاء الآن وكأننا لا نستطيع أن نرى المستقبل أو الأجيال القادمة . لقد أصبحنا إدماناً وأمة مدمنة حيث نجلس في غرفة الجلوس المظلمة ملتصقين بأي شيء يشتهيه إدماننا في اللحظة. وبالرغم من كل الألوان والأصوات التي يولدها إنه أساساً منظر مجتمع يائس فاقد الأمل. هذه الصورة من المؤكد أنها مختلفة عن أمريكا التي تطلع إليها الآباء المؤسسون لأمتهم الجديدة.
هذا ملخص لكيفية مجيئ الرأسمالية وكيف سيطرت على أمريكا محوّلة المدينة التي كانت لامعة يوماً ما على جبل إلى سدوم الحديثة وجومارا وللرحلة الأمريكية من عصرها الذهبي إلى الواقع المرير كليا وإلى صوت الجمهور يشجع في الملعب الذي قد أصبحت عقولهم وقلوبهم أسيرة للشيطان الرأسمالي ليحصلوا على زادهم من إمتاعهم اليومي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية