وحشية الأوروبيين: مصارعة الثيران وقتلها


"كيف تقوم كل أسرة بريطانية بالإنفاق لدعم هذه البربرية؟"
Daily Mail يوم السبت 12 يوليو 2008م
(رحلاتبي إلى بلاد الإنجليز الطبعة الثانية)
        يبدأ الصحفي داني بنمان Danny Penman بوصف المشاهد الأخيرة من طعنات السيف والخناجر والسهام الموجهة للثور والدماء النازفة من جسدة والطعنات في قلب الثور ورئتيه ويتضمن المشهد صراخ طفلة أمريكية في الخامسة من عمرها أحضرها والداها لمشاهدة المصارعة وهي تقول: كّفّوا عن الثورة، وهي دعوة تموت بسلاح هذه الوحشية.
        يسعى القائمون على هذه المصارعة لجعلها رياضة تمثل الاتحاد الأوروبي الذي قام بتمويل إصلاح الساحات التي تقام فيها وتجديدها وهم بصدد إصدار قوانين تجعل هذه المصارعة تمثل ثقافة القارة الأوروبية ومن ضمن الأموال التي أنفقت في هذا الصدد أموال دافعي الضرائب البريطانية مما جعل أحد الممثلين في البرلمان البريطاي يطالب بوقف إسهام بريطانيا في ذلك.
        وذكر الصحفي أن عدد الثيران التي تُقتل في إسبانيا يصل إلى أربعين ألف ثور سنوياً ، وتقدم المساعدات أيضاً لمربي الثيران كما تقدم المساعدات للمزارعين في أنحاء أوروبا لإنتاج محاصيل عضوية أو زيادة إنتاج المحاصيل الزراعية الغذائية. وأشار إلى أن مربي الثيران للمصارعة ويحصل الواحد منهم على 185 جنيه سنوياً فلو ضربت هذا الرقم بعدد الثيران لوصل إلى أكثر من مائة مليون جنيه.
        ويضيف الكاتب ولكن هذا فقط جزء من القصة حيث يسهم الاتحاد الأوروبي ببناء حلبات المصارعة وتجديد بعضها وإصلاحها ففي بعض حلبات أو حلقات المصارعة وضع الاتحاد الأوروبي لوحات ضخمة تعلن عن إسهاماته في بناء هذه الحبات. وليس الثيران وحدهم الذين يتعرضون للقتل بهذه الطريقة الوحشية فهناك الأبقار والدجاج الذي يقتل في طقوس محلية. وهناك أموال أخرى تُعطى لإسبانيا لتنفقها كيف تشاء وهي ستمائة مليون جنيه سنوياً.
        وصرّح منظمو هذه المصارعات بسرورهم من موقف الاتحاد الأوروبي حيث أصبحوا يقتلون بين 15 و16 ثور سنوياً بينما كانوا لا يتجاوزون الثور والثورين في الحفلة الدموية الواحدة. وأشار الصحفي إلى أنّ هذا التأييد مخالف لقوانين الاتحاد الوروبي التي تطالب بالرأفة بالحيوانات، ولكن على الرغم من وجود معارضة لهذا القتل لكن شخصيات أوروبية بارزة تدعم هذا القتل ومنهم الرئيس البرتغالي للاتحاد الأوربي جوسيه مانيول Jose Manuelالذي أنهى قانوناً عمره 76 سنة الذي كان يحرم هذه المصارعة كما أنه من المعروف عن الرئيس الفرنسي (الحالي) نيكولاس ساركوزي تأييده لهذه العملية الدموية. وذكر الصحفي أنه زار مزرعة بالغرب من مدريد تقوم بتربية هذه الثيران تتلقى 120 ألف جنيه سنوياً(مائة وعشرين ألف جنيه سنوياً) من الاتحاد الأوروبي.
        وتضمن التقرير عن صغار الثيرات التي يتدر الأطفال على قتلها ويقوم أحد رجال الأعمال والذي يُطلق على نفسه أنه من المحسنين أن يربي الثيران ويتبرع بها لحفلات يقوم الأطفال بالركض خلفها وجر ذيولها وطعنها بالسكاكين فقال له الصحفي أليس هذا عملاً وحشياً؟ فقال له بتعجب هذه الحيوانات لا شعور لها بالألم، إنها خُلِقت لهذا الغرض ولو لم نقم بتربيتها فإنها لن توجد.
        وليس الثيران هي الحيوانات الوحيدة التي تتعرض لهذه العملية الوحشية ففي إحدى مناطق إسبانيا تعلق الدجاج مقلوبة على حبال غسيل ويمر فارس من تحتها ويجزها من رؤوسها والذي يستطيع أن ينزع رؤوساً أكثر يكون هو الفائز.

        وأختم بالفقرة الختامية لهذا الكاتب الذي يقول: "إن وحشية مصارعة الثيران أمر لا يمكن مناقشته والإسبان بدؤوا يعارضونه والاستطلاعات الأخيرة تؤكد أن ربع الإسبان فقط هم الذين يؤيدونه ولا يحضر هذه المصارعات سوى ثمانية في المائة. ويبدو أن مسألة المصارعة هي مسألة أجيال حيث إنّ كبار السن هي الفئة التي تؤيده، بينما يعارضه الشباب، وفي المصارعة التي حضرتها لم يحضر سوى خمسة آلاف بينما سعة المدرجات تبلغ أكثر من اثنين وعشرين ألف مقعد (22,000مقعد) 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية