كيفية إعداد الملخص


مقدمة 
      من التكاليف التي يطلبها الأساتذة في الجامعات إعداد تلخيص لكتاب أو بحث، والتلخيص عملية نقوم بها جميعا في حياتنا الدراسية سواء استعداداً لإلقاء محاضرة أو الإجابة عن أسئلة الامتحانات؛ فنحن لا نستطيع أن نتذكر كل ما قرأنا إلاّ إذا كنا قصدنا إلى حفظ ما قرأنا
       والتلخيص فن من فنون التأليف عند المسلمين فكم من كتاب من الكتب المطولة لم تكن الإفادة منه ممكنة لولا أن قيض الله من قام بالتخليص، ويطلق عليه أيضا الاختصار والتهذيب. ومن الأمثلة على التلخيـص و التهذيب ما قام به ابن هشام في تهذيب سيرة ابن اسحق وأصبحنا نعرف سيرة ابن هشام بينما ضاعت أصول سيرة ابن اسحق. وهناك تهذيب مدارج السالكين، ومختصر منهاج القاصدين وغيرهما من الكتب
     وقد طلب إلي معلومات عن إعداد الملخص أحد طلابي في كلية الدعوة قبل أكثر من عشر سنوات الابن يوسف الحويفي فاتفقت وإياه أن يقوم كلّ واحد منّا ببذل جهده في البحث في هذا الأمر.
       ولمّا لم أجد ما يشفي الغليل في الكتب العربية بحثت في بعض الكتب الإنجليزية حول هذا الأمر فقمت بترجمة بعض الفقرات من أحد الكتب التي تتناول البحث العلمي وإليكم ما ترجمت:
         يعد التلخيص وسيلة لتقديم رؤية المؤلف وأفكاره في حدود ربع الأصل أو ثلثه، ويمكن أن يكون التلخيص أقل من ذلك شريطة عدم الإخلال بالمعاني التي قصدها المؤلف مع المحافظة بقدر المستطاع على أسلوب المؤلف ووجهة نظره، وأحياناً عباراته.
ويبدأ التلخيص بقراءة المادة الأصلية قراءة فهم واستيعاب، ويمكنك كتابة الملاحظات جانبياً أو الأفكار، ثم تضع الأصل جانباً وتكتب ما علق بذهنك منه، ثم تعود إلى الأصل لترى مدى دقة تلخيصك. وعندما تقوم باقتباس بعض العبارات اقتباساً حرفياً فعليك الإشارة إلى أرقام الصفحات
      راجع ما كتبت لتتأكد من تسلسل الأفكار، وأن ما كتبت يمكن فهمه وللتأكد من سلامة اللغة والإملاء
      أما الأشياء التي يمكن حذفها في أثناء التلخيص فهي الأمثلة والتوضيحات، وكل ما يمكن حذفه دون الإخلال بالمعنى. وبمعنى آخر فإن التلخيص إنما هو عبارات الطالب وأسلوبه مع أفكار المؤلف
        المستخلصات: إعداد الطالب يوسف الحويفي
       وقريب من عمل التلخيص ما يسمى علم المستخلصات، وهو ما يقوم به العاملون في مجالات الصحافة أو في المكتبات الجامعية أو في المؤسسات العلمية أو مراكز البحوث حيث يكلفون بإعداد مستخلصات للبحوث والدراسات والكتب.(مثل مستخلصات بحوث الدكتوراه).
     الاستخلاص: هو التحليل من أجل تقديم أهم ما تشتمل عليه الوثائق من رسائل وأفكار ومعلومات
   المستلخص لغة: هو الناتج المشتمل على الخصائص أو المكونات الأساسية لمادة ما أو عدة مواد معاً.
       وقد عرّف المؤتمر الدولي للاستخلاص في العلوم الذي عقد في باريس بأن المستخلص هو ملخص لأحد المطبوعات أو الوثائق مصحوب بوصف وراقي (مصدر الوثيقة، مؤلفها مكان نشرها، أرقام الصفحات إن كانت في دورية أو معلومات النشر إذا كان كتاباً) يضمن سهولة الرجوع إلى الوثيقة الأصلية
       وثمة تعريف حديث نسبيا وهو جزء من معايير المعهد القومي الأمريكي للمواصفات القياسية الخاصة بصياغة المستخلصات يقول فيه بأن المستخلص هو عرض موجز لمحتوى الوثيقة خال من أية تفسيرات إضافية أو انتقادات غير مشتمل على أي إشارة إلى كاتبه أو معده. وربما كان الهدف من العبارة الأخيرة هو تمييز المستخلص من المختصر الذي يعده المؤلف نفسه
قواعد إعداد المستخلصات:
المستخلص المناسب للوثيقة التي تشتمل على بحث ينبغي أن يغطي ويحدد الأمور الآتية:
1-
الهدف من البحث -الخلاصة-
 2-المنهج المتبع في إجرائه.
3- النتائج التي انتهى إليها
4- بعض المحتويات المتخصصة.
أما بالنسبة للهدف فإنه ينبغي النص على أهداف الباحث، ومراميه، أو الأسباب التي دعته لكتابة بحثه
      ويقصد بالمنهج: النص على الأساليب التجريبية المتبعة، أو السبل التي سلكها الباحث في تحقيق الهدف المحدد للبحث 
       أما فيما يتعلق بالمحتويات المتخصصة: فإن هناك بعض المجلات الموضوعية التي تتطلب اشتمال المستخلص على المعلومات المتخصصة. فمثلاً تشترط دوريات الطب اشتمال المستخلص على البيانات الخاصة بالتشخيص والعلاج وجرعات الأدوية ..الخ كلما أمكن ذلك.
أما الخلاصة: فيقصد بها النص على القرارات التي انتهى إليها الباحث في تفسير ما انتهى إليه من نتائج أو مدى أهمية هذه النتائج

خطوات إعداد المسستخلص:
      يمر إعداد المستخلص بثلاث خطوات رئيسة هي: قراءة الوثيقة وكتابة المُسَوّدة ثم المراجعة والتحرير، وكلما تمرّس معد المستخلص وازدادت خبرته في العمل ازدادت قدرته على ضغط هذه الخطوات الثلاث.
     أولاً:قراءة الوثيقة: الهدف من هذه الخطوة محاولة تكوين صورة متكاملة عن محتوياتها. ومن الممكن للمستخلِص في أثناء القراءة الأولى أن يسجل بعض النقاط أو الملاحظات ،كما إنه بإمكانه بعد الانتهاء من القراءة أن يقرر ما إذا كان مستخلص المؤلف -إن وجد- يصلح إطاراً للمستخلص الجديد أو لا؟ 
      ثانياً: كتابة مسودة المستخلص: يشرع المستخلِص بعد الانتهاء من قراءة الوثيقة في إعداد مسودة المستخلص اعتماداً على ما سجلّه من ملاحظات في إثناء القراءة، وكلما تجنب الرجوع إلى الوثيقة في أثناء كتابة المستخلص كان أفضل حتى يتجنب استعمال الكثير من العبارات والجمل المطولة الواردة في الأصل. وعلى المستخلِص ألاّ ينسى أن الاعتماد على النقاط والملاحظات التي سجلها عادة ما يشجع على إعادة ترتيب الأفكار وإعادة التعبير عنها بما يتناسب والهدف من إعداد المستخلص
     ثالثا: المراجعة والتحرير: على المستخلِص بمجرد الانتهاء من المسودة الأولى مراجعة النص الناتج للتأكد من دقته فيما يتعلق باستعمال علامات الترقيم والنحو والهجاء فضلاً عن الاطمئنان إلى تمثيله الوثيقة المستخلصة والتزامه بكافة القواعد والتعليمات التي ينبغي مراعاتها. وبتحرير هذه المسودة وتدقيقها يتم إعداد النسخة النهائية للمستخلص في صورتها الكاملة.
محتوى المستخلص وأسلوبه:
-الإيجاز من أهم الخصائص المميزة للمستخلَص 
- ترتيب محتويات المستخلص فإنه ينبغي أن يراعي فيه وقت القارئ قدر الإمكان ،فالمبدأ الأساسي في ترتيب محتويات المستخلص هو تقديم أكبر قدر ممكن من المعلومات بأقصى سرعة.
-
المستخلص الجيد ينبغي أن يقدم للقارئ أهم محتويات الوثيقة المستخلصة فضلاً عن الطابع الذي يميزها.
- إن الاعتبار الأول الذي ينبغي مراعاته عند إعداد المستخلص هو أن المستخلص ليس عرضاً نقدياً، وإنما هو تسجيل مباشر للحقائق التي تحتوي عليها الوثيقة المستخلَصة.
-
إن على كاتب المستخلَص أن يحرص على تسجيل النتائج التي توصل إليها المؤلف سواءً كان مقتنعاً بها أو غير ذلك ، كما ينبغي أن لا يضيف أية معلومات يمكن أن ترفع من قيمة ما تشتمل عليه الوثيقة المستخلَصة أو تقلل من قيمتها أو تؤيدها أو تفندها.
-
هذا وترتبط الاعتبارات الأسلوبية الخاصة بصياغة المستخلصات بالحرص على تحقيق الإيجاز والوضوح وهما من أهم السمات المميزة للمستخلَص. ويفضل دائماً بدء المستخلص بجملة موضوعية قوية تحمل الرسالة الأساسية التي تنطوي عليها الوثيقة المستخلَصة. ومن الخطأ أن يتصور البعض أن تكون الجملة الاستهلالية مجرد إعادة صياغة لعنوان الوثيقة أو مشتملة على أهم عناصر العنوان لأنها لو كانت كذلك فلا مبرر إذن لها لأن العنوان كما نعلم جزء لا يتجزأ من المستخلص على الرغم من أنه يأتي في ترتيبه ضمن عناصر الإشارة الوراقية
- ينبغي دائماً تجنب الكلمات الغامضة التي تحتمل أكثر من تفسير.
-
يفضل أيضاً استعمال المختصرات والرموز والأسماء الاستهلالية طالما كانت مألوفة في المجال.
-
يفضل استخدام الجمل القصيرة على الجمل الطويلة المركبة التي تضيع فيها الرابطة ويستغلق المقصود على القارئ. أما من حيث زمن الفعل فإنه يفضل عادة المضارع المبني للمعلوم. كما يفضل عند وصف الأساليب التجريبية مثل: أذب الراسب في ماء ساخن.
وقد سأل الابن يوسف الحويفي الأستاذ الدكتور أحمد الخراط فقدم إليه النصائح الآتية:
تعريف عمل الملخِّص :
    أن يوجز المادة العلمية المعروضة على نحو فيه أفكار الملخَّص بعبارات أقل.
خطوات إعداد التلخيص:
      1- الكتاب المراد تلخيصه إلى أقسام.
2- يقرأ القسم الأول قراءة إجمالية.
3- يقرأ كل فقرة من فقرات القسم الأول ويوجز عرضها بأسلوبه، ويحذف الشواهد المكررة من آيات وأحاديث وشعر وأقوال، ولا مانع من التقديم والتأخير للوصول إلى غرضه.
4- بعد الانتهاء من تلخيص القسم الأول يعود ويقرأ الكتاب الأصلي للتأكد من:
أ- أن الملخِص لم يفته شيء.
ب- أن الملخِص لم يعدل شيئاً.
ملاحظة: يجب أن يحتوي المستخلص على أقل تقدير من 40إلى 50% من معلومات الوثيقة الأصلية.
أحد المراجع في عمل التلخيص: كتاب (مفتاح السعادة) تأليف طاش كبري زاده.
24
جمادى الأولى 1415هـ.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية