وآت ذا القربى حقه
صاح العم غاضباً: وهل له حق عندي؟ هل بلغت الجرأة أن يدّعي ابن أخي أنني استدنت منه؟ ومن هو حتى أستدين منه أو اقترض منه؟ وكأنه كان يقول في نفسه "أنا صاحب الأموال الطائلة يزعم هذا أنه له حقاً عندي." كان هذا رد العم صاحب الملايين عندما قال له أحد مساعديه المقربين: لماذا لا تساعد أحد أقاربك فهو بحاجة للمال لمساعدته في حياته في الوقت الذي تساعد الغرباء فقريبك أولى بالمساعدة. أليس هذا التفكير عجيباً أن ينسى كثير من الناس هذه الآية الكريمة (وآت ذا القربى حقه) الذي يقول الإمام القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيرها (وأمر بإيتاء ذي القربى لِقُربِ رَحِمِه، وخير الصدقة على الأقارب، وفيها صلة الرحم. وقد فضّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الصدقة على الأقارب على عتق الرقاب.. أما المسألة الثانية في الآية فهي كما يقول القرطبي:" بل للقريب حق لازم في البر على كل حال. وقال مجاهد: لا تقبل صدقة من أحد ورَحِمُه محتاجة." ويقول صاحب الظلال في تفسير قوله تعالى (وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا، إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين): " والقرآن يجعل