هل يتحاورون؟ أو السب والشتم ديدنهم؟
تجتاح أمريكا عاصفة هوجاء أو محق للربا
وكارثة أشبه بإعصار تسونامي، والقادة في أمريكا يتخبطون ما يدرون ما الحل؟ ولماذا
حلّ بهم ما حل. وبدأت أصوات عالية تنادي بنقد النظام الرأسمالي والليبرالية
الاقتصادية والبحث عن بديل. فبدأت بعض الأصوات هنا وهناك تقول لماذا لا نجرب ما
عند المسلمين من تشريعات في الاقتصاد قد يكون إنقاذنا فيما عند المسلمين؟
لم أهتم بكتابة هذه الأسطر لولا أنني
تذكرت مقالتين إحداهم للدكتور عبد الواحد الحميد أستاذ الاقتصاد بجامعة البترول
والمعادن والمقالة الثانية للدكتور تركي الحمد. أما المقالة الأولى فكانت حول سقوط
النظام الرأسمالي، وزعم الحميد في تلك المقالة أن الرأسمالية لا تسقط لأنها دائمة
النقد لنفسها وأنها تصلح ما يعتريها من أخطاء وعيوب. وكتب أرد عليه في حينها بل
تسقط الرأسمالية كما سقطت الشيوعية.
أما المقالة الثانية للدكتور تركي الحمد بعنوان
(هل إن الغرب يسقط؟) وأكد في مقالته أن الغرب لا يسقط لأنه يمتاز بنقد الذات وهو
الأمر الذي لا نملكه نحن، وشاء الله أن أرد عليه بعدد من المقالات منها مقالة
بعنوان (سقوط الغرب وشيك) ومقالتين بعنوان (موازيننا وموازينهم في سقوط الحضارات)
والآن تعلوا الأصوات في كل مكان عن سقوط
النظام المالي الغربي الذي كانت فيه عيوب قاتلة وأن الشفافية التي تزعمها الغرب
وصنف دول العالم وفقاً لمعاييره لم تكن موجودة في أنظمته أو في حياته كما ينبغي،
كما أن الليبرالية في جانبها الاقتصادي كانت تحمل بذور فشلها ولكن كانت تحتاج إلى وقت
لتتآكل من الداخل.
لا أريد أن أزيد التفصيل في قضية لا أفقه
فيها كثيراً، ولكن يكفي أن يعرف أن الغرب سيطر على تجارة السلاح وتجارة الدواء
وتجارة العلم وتجارة الترف وتجارة المال حتى لم يعد أحد يستطيع أن يتنفس إن لم
يسمح له الغرب أن يتنفس، وها هو الغرب الآن بحاجة إلى بعض الأكسجين أو بحاجة إلى
أجهزة إنعاش.
فيا ايها الليبراليون إن كان الغرب قد
فشل اقتصادياً فللأزمة جوانبها الفلسفية والاجتماعية والأخلاقية والعقدية فهل تكون
فرصة لكم لإعادة النظر فيما تزعمون أنكم تنادون به؟ أليس من الأولى أن يتحاور من
يدعي الليبرالية ومن ينادي بالإسلام؟ نحن زعمنا أننا ندعو إلى حوار الأديان وحوار
الثقافات وتعايش الثقافات ولا نستطيع في بلد الإسلام والدين أن نتحاور؟
أرجو أن تتقبلوا هذه المقالة بالروح التي
تعودت عليها في منتداكم على الرغم من أن بعض المتشددين يطالبونني بالتوقف عن
الكتابة عندكم، ولكن قناعاتي مختلفة وسأستمر ما أتيحت لي الفرصة أن أتحاور في أي
مكان وفي أي جو وفي أي ظرف.
تعليقات
إرسال تعليق