ضرورة إنشاء الدراسات الأوروبية والأمريكية في الجامعات العربية لتعزيز التواصل الثقافي





د.مازن مطبقاني
مركز المدينة المنورة للدراسات الأوروبية والأمريكية
(تحت التسجيل)



 بسم الله الرحمن الرحيم
عندما بدأت النهضة العلمية في العالم الإسلامي ببداية البعثات العلمية إلى الدول الأوروبية كفرنسا ثم إلى بريطانيا وألمانيا وبقية الدول الأوروبية ثم إلى الولايات المتحدة الأمريكية تكون لدينا أعداد هائلة من الباحثين والعلماء الذين يعرفون تلك البلاد. ولكننا لم نستثمر هذه المعرفة الاستثمار الصحيح، فلم ينشأ لدينا مراكز بحوث للتعمق في دراسة الشعوب الغربية والحضارة السائدة في هذا العصر بل بقينا عالة عليهم في المجال الفكري والثقافي. بالإضافة إلى أنه لم تنشط لدينا حركة الترجمة كما ينبغي. فقد ذكر تقرير الأمم المتحدة للتنمية الإنسانية في العالم العربي أن ما يترجم في اليونان وحدها يوازي ما يترجم في العالم العربي كله.
        وحيث إن الدعوة إلى حوار الحضارات قد اشتدت في السنوات الماضية فإننا مطالبون بقوة أن ندخل في هذه الحوار أو الحوارات ولكن ثمة بعد غائب في حوارنا مع الحضارات الأخرى وهو النقص الحاد في المتخصصين في العالم العربي في دراسات الأمم الأخرى حيث لا تكاد تعثر إلاّ على مراكز وأقسام علمية لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة التي تهتم بالأمم الأخرى.
        ويحاول هذا البحث تقديم نماذج من تجارب الأمم الأخرى في الدراسات الإقليمية والاهتمام بالشعوب الأخرى وثقافاتها وتاريخها وحضاراتها من خلال ثلاثة فصول خصص الفصل الأول للتجارب الأوروبية وأمريكا والفصل الثاني للتجارب الأسيوية وفي الفصل الثالث أوضحنا مدى حاجتنا لهذه الدراسات والإمكانات المتوفرة، ونحن إن استطعنا أن نشرع في دراسة الشعوب الأخرى فإننا نستطيع بإذن الله تجاوز هذا البعد الغائب في حوار الحضارات حيث تنقصنا المعرفة الحقيقية بالأمم الأخرى.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية