تآخي الأدبي والشرعي

تآخي الأدبي والشرعي
 يرى البعض -وهو محق-أن الغزو الفكري أو الاستلاب الثقافي الذي تعرضت له الأمة الإسلامية منذ حملات الاحتلال الأوروبية للبلاد الإسلامية لم يوجد له مثيل في تاريخنا بالرغم من وجود كثير من الفرق الضالة، لكن الغزو الفكري الحالي وصل بنا إلى درجة أننا قبلنا تسمية الاحتلال الأجنبي استعماراً، وهو كما يقال من أسماء الأضداد فهو لم يكن استعماراً وإنما كان العكس تدميراً وتخريباً. ولكننا إن قبلنا بالمصطلح أحياناً فإنما هو الاضطرار أو كما يقال لا مشاحة في الاصطلاح.
ومن قضايا الغزو الفكري في العصر الحاضر أن كثيراً من المسلمات أو البدهيات لم تعد كذلك ومنها على سبيل المثال ما يسمى التآخي بين الأدبي والشرعي، ولذلك جاء كتاب الدكتور فهد العرابي الحارثي ليؤكد هذا التآخي وهو بعنوان " قال ابن عباس حدثتنا عائشة" ويقع في أربع وأربعمئة صفحة من القطع المتوسط ليؤكد هذا التآخي ويشرح العنوان بعبارة: فصول في تآخي " الأدبي" و "الشرعي" في الثقافة العربية.
وكلمة التآخي على وزن تفاعل تعني في اللغة التقارب بين أمرين مختلفين أو متباينين أو حتى متقاربين في علاقة تشبه الأخوة من حيث التلازم والتقارب والتفاعل. وأول ما يلفت النظر في كلمة التآخي أنها جاءت بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم حيث آخى بين المهاجرين والأنصار وبين مهاجرين ومهاجرين. وكانت هذه الرابطة في البداية مقدمة على رابطة النسب حتى نزل قوله تعالى {وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض}
وقد نال هذا الكتاب اهتماماً طيباً يليق به وبموضوعه ويليق أيضاً بمكانة مؤلفه الفكرية والعلمية في المملكة، ولذلك فإن إعادة الحديث عن الكتاب ومحتوياته مما لا يضيف شيئاً جديداً ولا يفيد القارئ، ولذلك سيكون حديثي في هذا المقال حول ما أثاره في نفسي من أفكار وانطباعات.

إن عبارة التآخي بين "الشرعي " "والأدبي" أو ما يطلق عليه ال "ما مضى " وال " ما نزل " أو المقدس والموروث. فقد أوقعني عنوان الكتاب وموضوعه في حيرة في البداية وهي لماذا يهتم الدكتور فهد بهذا الموضوع في هذا الوقت بالذات؟ وما ذا تعني هذه القضية بالنسبة للمثقف في هذه البلاد بخاصة وفي غيرها من البلاد العربية الإسلامية بعامة؟ 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية