لإجابة عن أسئلة ملحق (الرسالة) جريدة المدينة المنورة

 بسم الله الرحمن الرحيم
ا
س: كيف انطلقت فكرة الموقع وكيف تبلورت إلى واقع؟ وما هي الأسباب التي دعتكم إلى ذلك؟
ج: بدأتُ قبل أكثر من ستة أشهر أُعِدُّ بحثاً عن مراكز البحوث والمعاهد المتخصصة في الدراسات العربية الإسلامية في واشنطن العاصمة الأمريكية واحتجت أن أحصل على بعض المادة العلمية من الإنترنت فوجدت أن مواقع مراكز البحوث تقدم مادة علمية جيدة كما اطلعت على بعض المواقع المتخصصة في الاستشراق. فمثلاً لو أدخلت كلمة استشراق للبحث باللغة الإنجليزية لوجدت آلاف المواقع المتخصصة في هذا الأمر، هذا مع العلم أن الغرب تخلى عن كلمة استشراق رسمياً لكنه في الواقع ما زال يستعملها والدليل على ذلك كثرة المواقع التي تستخدم هذا المصطلح للتعريف بنفسها. أما محركات البحث العربية فإن بحثت فيها عن الاستشراق فلن تجد إلاّ أسماء بعض الكتب في (أين). أما مواقع عربية متخصصة في الاستشراق فلم أعثر على موقع واحد. وفي الوقت نفسه وجدت بعض المسلمين في الغرب باللغة الإنجليزية تناولوا الاستشراق في عدة مواقع متخصصة في الدعوة إلى الإسلام والدفاع عنه، ولكنها ليست متخصصة في الاستشراق.
        وكنت أقدم نتائج بحثي في الإنترنت في محاضرة في منتدى خاص بالمدينة المنورة فذكرت أن من المناسب أن أقوم بإعداد موقع متخصص في الاستشراق باللغة العربية. ووعد بعض الاخوة بدعم الفكرة.
        وبدأت الاتصالات ببعض الاخوة المتخصصين في الحاسوب ولديهم معرفة بالإنترنت ولكن ما أكثر الدعم الكلامي أما في العمل فالكل مشغول حتى تعرفت إلى شخص يعمل مع شركة متخصصة في إعداد المواقع بالمدينة المنورة وبدأت اللقاءات بيننا للإعداد لهذا الموقع المتخصص فعرضت عليه ما لدي من كتب ومن كتابات وبدأنا نضع التصور الأولي للموقع. وأود أن أذكر عبارته أنه تعجب من وجود هذا الكم من المادة العلمية لدى أستاذ جامعي، وأحمد الله أن معظم المادة العلمية كانت موجودة في جهاز الكمبيوتر لدي. فأعطيته عدداً من الأسطوانات وبدأ العمل الفعلي.

س: ما الأهداف التي تسعون إلى تحقيقها؟ وكم عمر موقعكم؟ وكيف تقيمون تجربتكم في عمرها الزمني القصير؟
        إن الهدف الأول الذي يسعى هذا الموقع تحقيقه اتباع أمر الله عز وجل في قوله تعالى (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن) وقوله تعالى ( قل هذه سبيلي أدع إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني) وامتثالاً لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ( نضّر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها فبلغها إلى من لم يسمعها فرب مبلَّغ أوعى من سامع)
        والهدف الثاني هو الدفاع عن الإسلام في مواجهة الشبهات التي تراكمت على مدى مئات السنين في الغرب وتأثر بها كثير من أبناء المسلمين على مدى القرنين الماضيين. وفي ضل الهجمة الجديدة لما يسمى بالعولمة فلا بد أن تتوفر الوسائل للرد على الشبهات والشكوك.
        وثالث الأهداف أن يكون مثل هذا الموقع مثالاً لما يمكن للأستاذ الجامعي أن يقوم به لخدمة دينه وأمته فلا يكفي أن ينحصر علمه ونشاطه في قاعات المحاضرات فلا بد أن ننطلق إلى عالم الثورة المعلوماتية الواسعة والوصول إلى كل أنحاء العالم.
        والموقع انطلق بحمد الله في منصف شهر رمضان المبارك عام 1420 فهو لم يتجاوز الثلاثة أشهر إلاّ قليلاً.
        أما تقويمي للتجربة رغم قصر عمرها فأقول إنني أحمد الله أن الموقع لم يمر عليه أيام ولم يكتمل إعداده حتى بدأت تصلني الرسائل من شتى أنحاء العالم فمن نيوزلندا إلى أمريكا إلى كندا إلى بريطانيا تؤكد على أهمية إنشاء مثل هذا الموقع ومدى الإفادة من المادة العلمية المتوفرة فيه. كما أن الرسائل الأولى كانت عظيمة في التنبيه إلى قضايا مهمة في تصميم الموقع وما زالت الرسائل الغيورة تصل فهذا الأخ المهندس على عبد الله الزيد من المدينة المنورة يقترح إضافة بعض وسائل الجذب حيث إن الإنترنت تختلف عن المطبوعات والكتب. وأرجو أن ننفذ بعض اقتراحاته قريباً بإذن الله.
        وأضيف إلى تقويم التجربة بالشكوى من أن العلماء وأساتذة الجامعات مازالوا بعيدين عن الإنترنت والتفاعل معها فكم وددت أن يتقدم لي بعض الأساتذة بمقالاتهم وبحوثهم لإضافتها في الموقع، بل وجدت أن مواقع بعض الجامعات (أو معظمها) لا يتم تحديثه ومعلوماته قديمة ولا يقدم الخدمة المرجوة من الإنترنت.
س: ما الموضوعات التي تقدم في الموقع؟ حبذا شرح موجز لكل منها؟
ج: أول الموضوعات هو الاستشراق من حيث تعريفه ونشأته وتاريخه ومجالاته وأعلامه. ففي الموقع مادة يصل حجمها إلى أكثر من أربعين صفحة كتبت لموسوعة ستصدر في الرياض قريباً إن شاء الله. كما أن في هذا القسم مقالات موجزة تعرف بالاستشراق (مقالة كتبتها لمجلة أهلاً وسهلاً) ومقالة عن علم الاستغراب. كما يضم هذا القسم أيضاً مادة قدمتها في دورة مدتها أسبوع في هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بالمدينة المنورة حول الاستشراق والدراسات الإسلامية. وهي تعريف موجز بكتابات المستشرقين حول القرآن الكريم والحديث والسيرة والتاريخ والفقه.
        وهناك فقرة أعرض فيها سيرتي العلمية بصفتي صاحب الموقع وبهدف التعريف بنشاطاتي العلمية المختلفة وهناك فقرة بعنوان الإنتاج العلمي وفيها تعريف موجز بكتبي وبحوثي ومقالاتي.
        وهناك قسم للمرأة والطفل يضم عدداً من المقالات التي كتبتها حول قضايا المرأة حيث إن التأثير الاستشراقي كبير في هذا المجال فيضم الموقع ثلاثين مقالة في هذا المجال.
        وهناك أسئلة وأجوبة حول الاستشراق حيث إن المثقف العادي تمر في ذهنه أسئلة كثيرة حول هذا الأمر وقد أجبت في مقابلات صحفية عديدة عن أسئلة في هذا المجال وقد قسمت إلى خمسة مجموعات تناولت الاستشراق والدراسات العربية والإسلامية في الغرب بصفة عامة.
        وفي الموقع فقرة بعنوان الإسلام والغرب تتناول العلاقات بين الإسلام والغرب وفيها العديد من المقالات التي تتناول هذا الجانب. وما زالت هذه الفقرة تحتاج إلى جهد كبير لإثرائها بالمادة العلمية وهي متوفرة بحمد الله
        وفي الموقع فقرة تعرف ببعض الكتب والرسائل الجامعية في مجال الاستشراق حيث تقدم مقدمة الكتاب أو الرسالة وفهرس المحتويات. وأرجو أن يستمر تحديث هذه الفقرة باستمرار والمادة والحمد لله متوفرة.
        وفي الموقع نشرة شهرية تتكون من تسع أبواب ثابتة منها تعريف بعلم إسلامي اهتم بالاستشراق والفكر الغربي وشخصية استشراقية وقضية العدد وكتاب العدد ورسائل الزوار وغير ذلك من الموضوعات.وقد صدر منها عددان حتى الآن.
        وفي الموقع جانب باللغة الإنجليزية يتضمن مقالات حول تعريف الاستشراق أعده مسلم أمريكي أو بريطاني حصلت عليه من الشبكة وأشرت إلى صاحب البحث والمكان الذي أخذته منه. وتعريف برسالتي للدكتوراه وبعض البحوث التي كتبتها في هذا الجانب. وأرجو أن يتم تزويد هذا القسم بالمزيد من المقالات والبحوث في القريب إن شاء الله.
س: كم عدد العاملين في هذا الموقع؟ وبكم لغة تقدم؟
ج: عدد العاملين واحد من الناحية الفكرية وشخص واحد في الناحية الفنية وإن كنت أطمع أن يشترك معي آخرون في تسيير شؤون الموقع ولكن كما قلت ما زال الكثيرون يتهيبون من عالم الإنترنت بل إن كثيراً من أساتذة الجامعات لا يعرفون التعامل مع جهاز الكمبيوتر بعد.
س: كم عدد الزوار والمشتركين حتى الآن؟
ج: عدد الزوار بلغ منذ إنشاء الموقع في منتصف رمضان حتى منتصف ذي الحجة خمسة آلاف زائر أما المشتركين في النشرة الشهرية فزاد عن المائتين وستين مشتركاً.
س: كيف يتم تمويل الموقع؟ وما هو دور جامعة الإمام في تعاونها لإنجاح الموقع؟
ج: تفضل بعض الأحباب بتقديم مساهمة في إنشاء الموقع بعد تردد وقد لا يلاموا على ذلك فإن فكرة الإنفاق في مجال الإنترنت ما تزال جديدة علينا. وأرجو أن أجد الجهة التي تستعد لرعاية الموقع فإن العمل كبير وأعتقد أن المادة العلمية التي يمكن تقديمها في الموقع تستحق أن يكون من أكبر المواقع العربية في الشبكة بإذن الله.
        أما جامعة الإمام فإني ما أزال أنتظر زيارة معالي مدير الجامعة للموقع منذ شهرين تقريباً وأرجو أن يجد الوقت لذلك قريباً فالموقع يعترف للجامعة بالفضل بعد الله عز وجل في إنشاء قسم الاستشراق بكلية الدعوة بالمدينة المنورة عام 1403هـ ووحدة بحوث الاستشراق والتنصير في عمادة البحث العلمي بالرياض عام 1401هـ. ويعترف بالفضل للجامعة أن يسرت للباحث أن يحصل على أول درجة دكتوراه في هذا المجال وأن يحضر العديد من المؤتمرات والندوات في أوروبا وأمريكا. وأتوقع بعد أن يتفضل مدير الجامعة بزيارة الموقع أن يأمر بتوفير ملخصات الرسائل الجامعية في قسم الاستشراق وفي الثقافة الإسلامية ذات العلاقة. ولعل دعم معالي مدير الجامعة يكون أكبر مما أتصور ولذلك أترك هذا الأمر لتقدير معاليه.
س: هل زارك في الموقع مستشرقون واستفسروا عن المواد التي تطرح؟
ج: لقد كتبت إلى بعض مراكز البحوث في الغرب وبخاصة في أمريكا أن يطلعوا على الموقع وقد أفادني جون اسبوزيتو بأنه لم يستطع الدخول للموقع ولكن لم أسمع منه بعد ذلك. كما أن عدد زوار القسم الإنجليزي وصل إلى أربعمائة زائر فلا بد أن يكون بينهم مستشرقون ولكن لم يحدث التفاعل حتى الآن وأرجو ذلك مستقبلاً.
س: ما الخطط المستقبلية والمواد الجديدة للموقع والأفكار التي تسعون من خلالها تطوير الموقع؟

ج: أرجو أولاً أن تتكون لجنة للإشراف على الموقع وأرجو أن يصبح الموقع مركزاً على أرض الواقع يحظى بدعم جهة ما. أما المواد فهي كثيرة والحمد لله في كل قسم من أقسام الموقع الآن وربما أضفنا أقساماً جديدة مستقبلاً بإذن الله. أرجو مثلاً أن أضيف بعض المحاضرات والأشرطة السمعية والسمعية البصرية للموقع حيث إن لدي عدداً من المحاضرات التي قدمتها وقدمها غيري تستحق أن تكون في الموقع وربما أضفنا أيضاً تعريفاً أكثر حيوية بمراكز الاستشراق في الغرب من ناحية الصورة والصوت. وغير ذلك من الأفكار. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية