متى يكون لنا دراسات ميدانية نقوم بها هيئة الأمر بالمعروف ونقوم الشرطة كذلك؟


       قرأت كثيراً من الهجوم على هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقليلاً من الدفاع عنها، ولست أريد الدفاع عن الهيئة ولكن ألا يمكن أن نبحث هذا الموضوع بقليل من الموضوعية والإنصاف والعدل؟ هل كل أعمال الهيئة خطأ ولا يصدر عنها أي صواب؟ هل نعرف حجم الوقوعات التي تضبطها الهيئة وقد كانت السبب بعد الله في حماية مجتمعنا من أطنان من المخدرات والخمور وأوكار للدعارة والفساد؟ وقبل أن أسترسل في الحديث في هذا الموضوع أطالب أن تكون هناك دراسات ميدانية ومن جهة محايدة تستطيع أن تقدم لنا ما للهيئة وما عليها. لأنه بدون مثل هذه الدراسات سنظل ندور في حلقة مفرغة نتحدث عن حادثة وحادثتين وثلاثة (أعرف أنها يجب ألّا تقع وأن يعاقب المسؤول أو المتسبب في الهيئة) أليس للشرطة أخطاء ألا ترتكب الشرطة حماقات أحياناً بل إنها تكون قاسية قسوة تجعل الإنسان يفكر كيف يغادر البلاد ولا أعتقد أن ولاة الأمر يرضون بما يفعله جندي في أي مكتب شرطة في الرياض أو في أي مكان في المملكة. وقد رأيت بأم عيني ولم يخبرني أحد كيف أنهم اتهموا ابني بسرقات حدثت أمام مدارس جامعة الملك سعود، فأخذوه إلى الشرطة وقيدوه في اليدين والرجلين وتمنيت أن تبتلعني الأرض ولا أرى أحداً في هذا المشهد المذل. أليس للإنسان كرامة لقد عومل معاملة المجرم مع أنه مجرد اشتباه بأن كان خارج أسوار المدرسة حين وقعت السرقات. وكأن الشرطة لا تعرف أن المتهم برئ حتى تثبت إدانته ولكن عند هؤلاء الناس المتهم مذنب حتى يحصل على واسطة. وهو ما حصل في حالة ابني فقد تركت الشرطة القضية لأن الواسطة قالت لهم اغلقوا الموضوع فأنتم لا تستطيعون أن تجدوا لصاً ولا يحزنون
وقد شاهدت منظراً في دار الأحداث في المدينة المنورة رجلاً قصيراً دميماً يتعامل مع الصغار بأسلوب همجي وحشي وعدوانية سافرة، والله إن الذي يدخل بريئاً عندهم يخرج ليكون من أكابر المجرمين وبخاصة أنهم يضعونه في حجرات مع المجرمين الحقيقيين.
نعود إلى الهيئة... نعم نحن بحاجة إلى جهة مستقلة تدرس أعمال الهيئة وتحكم عليها حكماً حيادياً. ثم إن الهيئة هذه هم أبناء البلد وأين تعلموا القسوة والعنف أليست هذه ثقافة سائدة فنحن لا نتناقش إلاّ بأسلوب الشتم والتحقير والتقليل والإلغاء. إذا صلح المجتمع صلحت الهيئة، وصلح العاملون في الهيئة. ولكن هذا لا يمنع أن نطالب أن يكون رجال الهيئة أشخاصاً مؤهلين حقيقة للتعامل مع الواقع.
والشرطة يا إخوة ليست أعدادهم كافية لأمن الطرق حتى إن المرور لا يوجد لديهم أفراد كفاية وكل ما يقومون به أن يتجمعوا في أماكن معينة يحملون دفاترهم المطلوب منهم توزيع القسائم في وقت معين فيقومون أحياناً بالادعاء عليك بأنك خالفت دون مخالفة وكلامه هو المصدق.
والشرطة أليست لهم عيوب ما تعليمهم وما أخلاقهم وما سلوكهم؟ كم من جرائم سرقة في البلاد وجرائم، وجرائم لم يستطيعوا الوصول إلى الجناة؟ وكم من شخص اشتكى لهم فخرج يشتكي منهم. أما اخطاؤهم فهي أيضاً بحاجة إلى دراسة. إن شرطة نيويورك تخضع للدراسات والبحث الميداني حتى خرجت العديد من الدراسات تقول إن شرطة نيويورك تحتاج إلى شرطة لتأديبها فمن رجال يعينون مروجي المخدرات وكم شرطي ارتكب الاغتصاب والسرقة وغير ذلك.
مثل هذه الموضوعات تحتاج إلى دراسات حقيقية وبحوث ميدانية فمتى يتم ذلك؟


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية