سطوة التقاليد في حياتنا وحفظ القرآن الكريم




السؤال الأول: العادات والتقاليد تصل في مجتمعنا لحد التقديس أحيانا وقد تفوق التمسك بالهوية الإسلامية كلمتك في هذا الموضوع .
الإجابة: العادات والتقاليد والعرف نوعان نوع محمود ونوع مذموم، تطغى بعض التقاليد على ما جاء به الشرع أو تبالغ فيه بما لم ينزل الله به سلطانا، وأحياناً تتساهل الأعراف والتقاليد حتى تكاد تضيع التمسك الحقيقي بالإسلام.   ونحن في المملكة تمسكنا ببعض التقاليد تمسكاً عجيباً حتى أصبحت كأنها جزء من الدين. والتقاليد التي لا تتفق مع الإسلام أو تكون متشددة ونصر عليها نكون كالذين وصفهم القرآن الكريم (إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم لمقتدون) فلذلك علينا أن نفرق بين التقاليد التي لا تخالف الشريعة وتلك التي فيها مخالفات أو حتى تناقض الشريعة.

السؤال الثاني :دور تحفيظ القرآن تلقى اهتماما وانجذابا هل لك رؤية في منهجها حيث يرتكز عملهم على الحفظ فقط أين التدبر والتأمل والتفسير ولا أقلل من قيمة الحفظ أبدا، وهل أنت حافظ للقرآن؟ وكم كان عمرك حين حفظته؟ ومن شجعك؟ وعلى يد من حفظت كتاب الله؟ وإن لم تكن من الذين حظوا بحفظه فهل تفكر في حفظه؟
الإجابة: هناك نشاط مبارك في مجال دور تحفيظ القرآن الكريم، وقد أصلح الله بها كثيراً من الشباب، وقد سمعت قصة عن الشيح أحمد صلاح جمجوم في جدة أنه كان يسعى إلى أخذ كثير من الأولاد والشباب المتشرد أو الذين لا أهل لهم يرعونهم إلى دور تحفيظ القرآن الكريم، وقد تخرج في هذه المدارس المآت أو حتى الألوف وعشرات الألوف ممن اهتدوا بالقرآن الكريم وأصلحهم الله وأصلح بهم. ولكن القضية ليست الحفظ، كلنا يعلم طريقة الصحابة الكرام رضوان الله عليهم في أنهم كانوا يحفظون العشر آيات ويعملون بها، ثم ينطلقون إلى العشر التي تليها.
وصحيح أنه جاءت موجة تطالب مدارس تحفيظ القرآن بالاكتفاء بالحفظ فقط دون تدريس التفسير، وربما أو لا بد أن بعض المدارس التزمت بذلك. وتلك الفكرة خاطئة مليون بالمائة أن يفصل القرآن الكريم عن تفسيره وفهمه. هل نريد أن نكون كما وصف الله عز وجل اليهود (كالحمار يحمل أسفاراً) ومع ذلك فمن حفظ القرآن الكريم لا بد أن يسعى إلى فهمه وأحياناً المداومة على صحبة القرآن ستؤدي إلى فهمه بإذن الله وإن كان لا بد من بذل الجهد في ذلك.
وأنا لست من الحافظين كثيراً، وهذا من الأمور التي أحزن على نفسي أنني لم أقم بها، ولكن على الرغم من عظمة التربية التي أولاني إياها والدي رحمه الله لكن لم تكن مسألة الحفظ من الأمور التي اهتم بها . وأتعجب الآن من ذلك لأن جدي لأبي كان إماماً ودرس في المسجد النبوي ولا بد أنه حفظ كثيراً من القرآن الكريم وكان له مكتبة شرعية كبيرة. وعلى أي حال فأحمد الله أن ذاكرتي طيبة وقدرتي على الاستشهاد بالقرآن الكريم وحفظي كثيراً من الآيات من أجزاء مختلفة من المصحف. ولكني قرأت التجويد على الشيخ إبراهيم الأخضر القيم وهو شيخ القراء في المسجد النبوي الشريف. وقرأت معه الآجرومية في اللغة وبدأت أقرأ معه قطر الندى ولكني لم أتمه.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية