مؤسساتنا ومؤسساتهم الثقافية مقارنة

ومازال عندي أسئلة كثيرة فأنت ظاهرة علمية نادرة يجب استغلالها

السؤال:بحكم تخصصك في الاستشراق ما تقييمك لمؤسساتنا الثقافية مقارنة مع المؤسسات الثقافية الأمريكية !هناك تجد الدعم المادي من قبل الحكومة فيما يتعلق بالدراسات حول الإسلام و المسلمين باختلاف الأسباب و الابحاث المقدمة من قبل تلك المؤسسات أدت الغرض !و هنا أيضا نجد الدعم المادي من قبل الحكومة ,, فأين الخلل ؟!
الإجابة: وهذا سؤال كبير أيضاً فالفرق كبير بين مؤسساتنا الثقافية ومؤسساتهم، أول الخلل عندنا هو في فهمنا معنى المؤسسة الثقافية فالمؤسسة الثقافية لها أهمية رسالة كبرى في نشر الوعي والثقافة وفي تشجيع البحث العلمي والتفكير وبحث المشكلات التي يعاني منها المجتمع، والمؤسسة الثقافية لا تعمل إن لم يكن لها ميزانية حقيقية وفيها شفافية ومحاسبية، ثم يأتي موضوع اختيار المسؤولين عن إدارة تلك المؤسسات، فالمعروف عندنا يؤخر الكفاءة ويقدم مواصفات أخرى. فهذه بداية الفشل. لقد رأيت حالة الأندية الأدبية لقد وقفت أمام شباك يعرض الإنتاج الذي نشره أحد الأندية الأدبية فوجدت أن معظمه لأعضاء مجلس إدارة النادي الذين لا يتغيرون حتى الممات، لا يزيدون ولا ينقصون كما قلت إلاّ بالموت. وبقي بعض الرؤساء سنوات طويلة جداً على الرغم من أن صلتهم بالواقع قد انقطعت وأصبح بعضهم منتهي الصلاحية. وفي رؤساء تحرير الصحف أيضاً نعاني وعانينا من رؤساء تحرير صحف لا يتغيرون حتى بعد ثلاثين سنة. وأذكر أحدهم كان ينشر مقالات عن صحافتنا والصحافة الغربية، ولم يكن يستحي أنه ترأس تحرير صحيفة كبرى ولم يقدم الكثير لتخريج قيادات صحفية أو مواهب صحفية بل عرف عنه أنه لا يظهر صحفي متميز حتى يحيك له مؤامرة يخرجه من الصحيفة.
السؤال الخامس: ما سبب تدني الوضع العلمي والعملي في الوطن العربي رغم الانفتاح وتيسر العلم والثقافة ؟ وهل افتقاد التشجيع والتحفيز والمكافئة من الأسباب ؟ ولماذا لا تنشر جميع الرسائل العلمية ؟
الإجابة: مثل هذا السؤال يحتاج إلى بحث واستقصاء ودراسة وليس مما يمكن الإجابة عنه في مثل هذه اللقاءات ذات الطابع الصحفي، ولكن أتذكر إجابة الوزيرة الفنلندية عن سبب تقدم بلادها فقالت التعليم والتعليم والتعليم، وأذكر أنني كنت أقول لأحد أعمامي إن رواتب المعلمين عالية، فقال مازن إن التعليم هو أهم مؤسسة في البلاد فإن لم ينفق عليها بكرم وسخاء خسرت البلاد كل شيء. ولكن ليس التعليم كله فقط رواتب المعلمين أو الأموال الطائلة التي تنفق أحياناً في مشروعات بناء المدارس (وتكاليف بناء مدرسة واحدة يكفي بناء عشرة) وقال أستاذ يعمل في المقاولات إن تكاليف المتر الواحد لبناء جامعة الملك سعود قبل أكثر من عشرين سنة يكفي لبناء خمس أو عشر جامعات مثلها. لقد ابتلينا بان تكاليف المشروعات لدينا مبالغ فيها مبالغ فيها مبالغ فيها. وإن لم تكن مشروعات تكسر ظهر الميزانية فإننا نستأجر مبان لا تتوفر فيها مواصفات المدرسة الحقيقية.
تدني مستوى التعليم قضية خطيرة ينبغي أن يتصدى لها علماء مخلصون وتربويون يملكون الخبرة والمعرفة والأمانة لتحديد أين وقع الخلل. فأنا أدرس في المرحلة الجامعية وأحياناً أسوأ الطلاب هم من يدرس العلوم الشرعية لأنهم الذين لم يجدوا قبولاً في أي مكان. لقد أصبحنا نأتمن على شرع الله ودينه من لا يملك القدرات العقلية ليكون حتى سبّاكاً. هل دراسة الفقه وأصوله مسألة سهلة. انظروا إلى علماء الأمة الأفذاذ في العلوم الشرعية الذين أبدعوا في الفقه وفي الحديث وفي التفسير كيف كانت عقلياتهم. هذه إحدى جنايات الاحتلال حين فصل التعليم الشرعي عن التعليم المدني (كما أطلقوا عليه) أو التعليم العام. ففي المملكة صار الدخول إلى المعاهد العلمية إنما هو بحثاً عن المكافأة فيدخل هذه المدارس من لا حب لهم للدين أو دراسته.
وقبل الحديث عن قضية التشجيع هناك الإحباط والتثبيط ولكن كما قلت ذات مرة لا يُحْبَطُ إلاّ من كان عنده قابلية للإحباط، والتشجيع قليل ونادر جداً. لقد ابتدعنا في التعليم العام وسائل لتكريم المتفوقين ولكن في المرحلة الجامعية أو في طبقة أعضاء هيئة التدريس فلم أعرف أن هناك وسيلة لتشجيع أحد.  ولعل الله يحدث أمراً مع إدارة الدكتور العثمان في جامعة الملك سعود.
السؤال: حدثنا عن مركز المدينة ,, هل أدى الغرض من إنشائه ؟ و هل يلقى الدعم اللازم ؟!
الإجابة: لست أنا من يقول أنه أدى غرضه أو لا ، ولكني من خلال رسائل القراء وعدد الزوار ومتابعة العلماء والباحثين وزياراتهم المتكررة. بل إن كثيراً من الزوار يظن أن هذا المركز يقوم عليه هيئة وعدد من الباحثين والمشرفين والعاملين، وهو مركز لشخص واحد فقط، وقد قام أخ سوداني بتصميم الموقع لأول مرة ثم تم تطويره على يد زوجتي خديجة رفوح جزاها الله كل خير، ولكن قلة خبرتي بالتعامل مع الإنترنت أضاع علينا اسم النطاق القديم فضاع الموقع وإن كان لدينا نسخًاً منه. أشعر أحياناً أنه أدى الغرض ولو أحببت الحديث لقلت الكثير عن نجاحات المركز ولكن الطموح أن يكون أكبر من تلك النجاحات تجعلني ما زلت أتطلع إلى تطوير أكبر وأكبر من الوضع الحالي. ولكن تقدمت بهذا المشروع إلى مجلس البحث العلمي للنظر في احتسابه عملاً إبداعياً وإعطائه نقطة في الترقية فرفضوا لأسباب لم أفهمها. وفي جامعة أمريكية الجامعة ترعى موقعاً لأستاذ مسلم والموقع هو الأضخم عن الإسلام في الإنترنت وهو للبروفيسور ألن عبد الحق قدلاس Alan Godlas وعنوان الموقع
www.uga.edu/islam فمن يرغب فليطلع عليه، وكنت كتبت عدة مرات لمدير جامعة الإمام للاطلاع على الموقع وتبني الجامعة له وقلت له كلاماً مجاملة (يتطلع الموقع لتوجيهات معاليكم) – وهو في الحقيقة لا يملك أن يوجهه على أي حال- فلم يرد وفي آخر مرة رد علي بشكري على تهنئته بشهر رمضان ولم يذكر الموقع بكلمة، ومرة كنت أمشي خلفه بعد صلاة الظهر وقال لأحدهم ساخراً (تبي تعرف عن الاستشراق، ترى للدكتور مازن موقع خاص بالاستشراق) وعرفت أنها سخرية ولكن سكت وكان علي أن أرد السخرية بسخرية مثلها ولكن أحياناً تضيع منّا الشجاعة أو يكون في ذهننا الخوف من عدم تحقيق مطلب آخر نراه أهم. ولكن لا بد من الشجاعة دائماً

السؤال الخامس: ما سبب تدني الوضع العلمي والعملي في الوطن العربي رغم الانفتاح وتيسر العلم والثقافة ؟ وهل افتقاد التشجيع والتحفيز والمكافئة من الأسباب ؟ ولماذا لا تنشر جميع الرسائل العلمية ؟
الإجابة: مثل هذا السؤال يحتاج إلى بحث واستقصاء ودراسة وليس مما يمكن الإجابة عنه في مثل هذه اللقاءات ذات الطابع الصحفي، ولكن أتذكر إجابة الوزيرة الفنلندية عن سبب تقدم بلادها فقالت التعليم والتعليم والتعليم، وأذكر أنني كنت أقول لأحد أعمامي إن رواتب المعلمين عالية، فقال مازن إن التعليم هو أهم مؤسسة في البلاد فإن لم ينفق عليها بكرم وسخاء خسرت البلاد كل شيء. ولكن ليس التعليم كله فقط رواتب المعلمين أو الأموال الطائلة التي تنفق أحياناً في مشروعات بناء المدارس (وتكاليف بناء مدرسة واحدة يكفي بناء عشرة) وقال أستاذ يعمل في المقاولات إن تكاليف المتر الواحد لبناء جامعة الملك سعود قبل أكثر من عشرين سنة يكفي لبناء خمس أو عشر جامعات مثلها. لقد ابتلينا بان تكاليف المشروعات لدينا مبالغ فيها مبالغ فيها مبالغ فيها. وإن لم تكن مشروعات تكسر ظهر الميزانية فإننا نستأجر مبان لا تتوفر فيها مواصفات المدرسة الحقيقية.
تدني مستوى التعليم قضية خطيرة ينبغي أن يتصدى لها علماء مخلصون وتربويون يملكون الخبرة والمعرفة والأمانة لتحديد أين وقع الخلل. فأنا أدرس في المرحلة الجامعية وأحياناً أسوأ الطلاب هم من يدرس العلوم الشرعية لأنهم الذين لم يجدوا قبولاً في أي مكان. لقد أصبحنا نأتمن على شرع الله ودينه من لا يملك القدرات العقلية ليكون حتى سبّاكاً. هل دراسة الفقه وأصوله مسألة سهلة. انظروا إلى علماء الأمة الأفذاذ في العلوم الشرعية الذين أبدعوا في الفقه وفي الحديث وفي التفسير كيف كانت عقلياتهم. هذه إحدى جنايات الاحتلال حين فصل التعليم الشرعي عن التعليم المدني (كما أطلقوا عليه) أو التعليم العام. ففي المملكة صار الدخول إلى المعاهد العلمية إنما هو بحثاً عن المكافأة فيدخل هذه المدارس من لا حب لهم للدين أو دراسته.
وقبل الحديث عن قضية التشجيع هناك الإحباط والتثبيط ولكن كما قلت ذات مرة لا يُحْبَطُ إلاّ من كان عنده قابلية للإحباط، والتشجيع قليل ونادر جداً. لقد ابتدعنا في التعليم العام وسائل لتكريم المتفوقين ولكن في المرحلة الجامعية أو في طبقة أعضاء هيئة التدريس فلم أعرف أن هناك وسيلة لتشجيع أحد.  ولعل الله يحدث أمراً مع إدارة الدكتور العثمان في جامعة الملك سعود.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية