هل آن الأوان لندرس الغرب كما يدرسوننا؟

السؤال: هل سبق لك زيارة جامعة برينستون ؟! و هل تؤيد بافتتاح قسم يعنى بدراسة الغرب على غرار الـ Near Eastern Studies ؟
الجواب: نعم زرت جامعة برنستون مرتين أولاهما في أثناء بحث الدكتوراه  عام 1408هـ (1988م) والثانية عام 1415هـ (1995م) عندما كنت ضيفاً لبرنامج الزائر الدولي حيث رتبت لي وزارة الخارجية الأمريكية وبخاصة وكالة إعلام الولايات المتحدة بترتيب من القنصل الثقافي في جدة جون موران أن أزور عدداً من أقسام دراسات الشرق الأوسط ومعاهده في أمريكا وكنت وحيداً في هذا البرنامج وهو أمر لا تفعله الوزارة عادة حيث معظم البرامج لعدد من الأشخاص. وفي الوقت الذي كنت وحيداً كان محمد عابد الجابري وبعض أقطاب الفكر العلماني في مجموعة من ستة أشخاص.

وبخصوص افتتاح قسم أو أقسام لدراسات الغرب فهذا حلم لي منذ مدة طويلة ولعلي حاولت تقديم الفكرة في مقالاتي بعد عودتي من أمريكا التي نشرت في مجلة المجتمع بعنوان (مشاهدات عائد من أمريكا) عام 1395هـ(1975م) ثم أعدت نشرها في كتاب بعنوان (رحلاتي إلى أمريكا) ثم قدمت محاضرة في النادي الأدبي بأبها بعنوان (المعرفة بالآخر دراسة للظواهر الاجتماعية في الغرب) ونشرت في كتاب بعنوان (الغرب من الداخل: دراسة للظواهر الاجتماعية) ونشرت في طبعة ثانية مزيدة ومنقحة. وقد نشرت مقالة بعنوان (متى ينشأ علم الاستغراب؟) نشرت في مجلة الفيصل وفي مجلة أهلاً وسهلاً، وانظري الموقع في قسم الاستغراب. وظهرت في قناة المجد في برنامج (ساعة حوار ) مع فهد السنيدي في حلقة بعنوان (فقه الاستغراب) وكذلك في قناة إقرأ، وأعددت مشروعاً لإنشاء أقسام الدراسات الإقليمية ومراكز البحوث في الجامعات السعودية في مركز الملك فيصل، وشاركت أخيراً مع مؤسسة المملكة لدعم فكرة إنشاء مركز الدراسات الأمريكية في إحدى الجامعات السعودية. وأرجو أن يتحقق مثل هذا الحلم. وللطرافة فجامعة الإمام كان فيها خبير باللغة الأردية وثقافتها وتاريخ بلاد الهند مدة عشرين سنة ولم تستطع الجامعة لذكائها المفرط أو ذكاء الخبير المصري المفرط أن تعد من يخلفه إذا غادر الجامعة. ولكن كان لهذا الخبير مؤهلات أو علاقات شخصية مع كثير من المسؤولين في الجامعة وبخاصة وكيلها للدراسات العليا والبحث العلمي، وكان من الصعب الاستغناء عنه. ولكن إعداد خبير بديل لم يكن ليؤثر على تلك العلاقة فما يضر الجامعة لو كان فيها اثنان. 
السؤال: تخصصك في الاستشراق واهتمامك بالعلاقة مع الغرب عموماً كيف ترى هذه العلاقة وبخاصة في ضوء الحملات العسكرية على بلاد المسلمين، وحرص الغرب على السيطرة العسكرية والسياسية والاقتصادية على العالم الإسلامي؟

الإجابة: شاركت في مؤتمر في جامعة فيلادلفيا بالأردن قبل سنوات في موضوع ثقافة الخوف، وكان موضوعي هو: (الإسلام والغرب أيهما مصدر الخوف) وكان لا بد من تقديم الافتراض والعمل على تقديم الأدلة والبراهين أو الحقائق. وسبقني باحث من ألبانيا تحدث عن مصائب الغرب في سكوته عن المجازر التي ارتكبت في البلقان. فقلت سأبدأ بالقول إن الفرضية إنما هي حقيقة فالغرب هو مصدر الخوف. وقد بدأت بالقول (لقد قال دومينيك شوفالييه)-مستشرق فرنسي ألقى كلمة افتتاحية-"أيها العرب إن لم تملكوا القوة فإن عدوكم يزداد قوة وتزدادون ضعفاً، وأضيف وعلينا بالتالي الانسحاب من معاهدات منع انتشار أسلحة الدمار الشامل التي اسميها معاهدات الذل. وأضيف أن أحدهم تساءل كيف يرقأ لكم جفن وتغمض لكم عين وجارتكم إسرائيل تملك مئات الرؤوس النووية؟ وبعد أشهر قرأت للشيخ عائض القرني يرسلها صرخة مدوية : " أسرعوا أيها العرب إلى امتلاك القوة"

الغرب غزت قواته بلادنا فاحتل العراق وهو يحتل أفغانستان وفلسطين محتلة وكشمير تعاني والمسلمون في الصين يعانون وفي بورما. العالم الغربي قامت قيامته وهدد إندونيسيا إن لم تعط تيمور الشرقية استقلالها ورضخت إندونيسيا فمن للعرب والمسلمين إن لم يمتلكوا القوة ويستعيدوا حقوقهم بأنفسهم. ولكن تحقيق القوة العسكرية لا يمكن أن يتم حتى تتحقق القوة الداخلية أي أن تصبح العلاقات بين الشعوب والحكومات علاقات طبيعية تكفل فيها هذه الحكومات كرامة المواطن وحريته، الكرامة التي قال الله فيها في كتابه الكريم (ولقد كرّمنا بني آدم) والحرية التي قال فيها عمر بن الخطاب رضي الله عنه (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً) فالشعوب العربية والإسلامية اليوم مستعبدة بالرغيف فهذه بلاد يجري فيها النيل العظيم ولا تزرع القمح بل تزرع الفراولة أو تستورد الحبوب من إسرائيل على يد وزير زراعة ضالع في هذه الأمور... نحن بحاجة إلى اليقظة الحقيقية حكاماً ومحكومين. إلى متى تغرق الشعوب العربية والإسلامي في اللهو والترف؟ لقد قدم الاتحاد الأوروبي (العظيم) أضخم جائزة في أضخم مسابقة لاكتشاف مواهب الغناء في العالم العربي وأشرفت عليها إذاعة مونتي كارلو ، إلى متى إلى متى؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية