أوباما بين مادحيه وقادحيه في مؤتمر بواشنطن



عجب أمر هؤلاء البشر يختلفون ويختلفون حتى يصلوا إلى الاقتتال، ففي إحدى الجلسات تحدث هشام ملحم المراسل العربي لصحف كثيرة حتى أصبح مديراً لمكتب العربية (وربما لازال يراسل الصحف، فمهنة الصحافة مرض مزمن) جلس يتحدث عن أوباما حديث العاشق الولهان المتيم الذي قتله العشق والغرام والهيام. ما بالكم أيها العالم لا تفهمون أن أوباما جاء ليغير بعد تلك السياسة السيئة لسلفه، أوباما رجل يريد الخير ويحبه، أوباما يحبكم ويريد لكم خيراً، وهذا ذكرني بمن قتل الإمبراطور الروماني قيصر حيث قتله هو صديقه المقرب واسمه بطرس فلما رآه قيصر مع القتلة قال له تلك القولة التي أصبحت مثلاً:"حتى أنت يا بروتس"

خرج بروتس ليخطب في الجماهير ليقول لهم تعلمون كم أحببت قيصر وأخلصت له، ولكن حبي لروما كان أكثر، لو قرأتم ما كتب قيصر في وصيته وما احتجز دونكم من أموال الشعب لوافقتم على قتله، ولو رأيتم ما يملك قيصر من العبيد والجواري وكيف كان يعاملكم لقلتم اقتلوا، ويضيف مع كل فقرة أحببت قيصر ولكن حبي لروما كان أكبر. وعلم احد أصدقاء قيصر بقلته فقام يخطب في الجماهير التي كانت تصرخ بأعلى صوتها الموت للقيصر ويعيش القتلة، وجاء الآخر نسيت اسمه فقال كلاماً معبراً عن حقيقة حب قيصر لروما ولشعب روما حتى أثر فيهم فخرجوا ينادون الموت للقتله الويل لكم أيها القتلة، ووصلوا إلى القتلة وعاقبوهم وكان الأمر كله بسبب خطبة وتعبير حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم أدرك قيمة البيان (وقد أوتي صلى الله عليه وسلم مجامع الحكم وكان أفصح العرب) قال (إن من البيان لسحراً)

ولكن كلام هشام ملحم الذي بدأ حياته يسارياً كما قال يرى أن أوباما على خير وإنه رجل طيب ويريد الإصلاح ولكن الحكومة الأمريكية وسياسيتها لا تسمح لرئيس أن يظهر أو يبرز، سيقف الكونجرس في وجهه ويقف الحزب الجمهوري كذلك عقبة دون تنفيذ سياساته، إن النظام الأمريكي لا يسمح لأي رئيس أن يكون عظيماً.

ثم التفت إلينا هشام ملحم (اليساري السابق) ليشتمنا ويلعن أبو أبونا (سامحوني على اللهجة) فوالله ما بقي إلاّ أن يقف هشام ملحم ويفعل كما كان يفعل جمال عبد الناصر ويخطب بأعلى صوته، أنتم العرب أصل البلاء في الكرة الأرضية ولماذا تريدون من أوباما أن يحل لكم مشاكلكم، وأخذ يسخر من البلاد العربية جميعها وحتى من باكستان ويمكنه أن يضيف ماليزيا وإندونيسيا. فنحن العرب شعوب لا تستحق الحياة وحكامنا سيئون إلى درجة كارثية (إن صح التعبير) فهم لا يفعلون شيئاً، كيف تريدون أن يحل لكم أوباما أزماتكم وما يحدث في بلادكم.

وانتهى متحدث أمريكي وتحدث عن سياسات أمريكا مبتدئاً بالسخرية المرة أن أوباما بخطبه الرنانة أقنع الحكام الخمسة لجانزة نوبل للسلام ان الرجل رجل سلام حقيقي، ونحن الأمريكيين أعرف بأوباما وانه منذ تسلمه للحكم قبل تسعة أشهر لم يفعل شيئاً سوى الكلام وأن المصائب التي تركها بوش سوف تستمر وسوف ترون مصائب أعظم. جميل أن يقف أمريكي في البلاد فيتحدث عن رئيسه بما يراه، فلا يأتيه لا زائر الليل ولا زائر الفجر ولا زائر بعد الظهر ليأخذه خلف الشمس كما يقولون، نحن المسلمين لسنا مع التطاول على أحد أو السخرية ولا النقد الجارح. وقد شاهدت برنامجاً عجيباً (ليتنا نتلعم من الغرب، وليس من الحكومات الغربية وربما حتى منها هي أيضاً) ففكرة البرنامج قائمة على أن يكون هناك مناظرة حول قضية تهم الشعب الأمريكي كله، وليس أكثر من أفغانستان والعراق ولكن المناظرة كانت عن أفغانستان وهل على أمريكا أن ترسل مزيداً من الجنود أو حتى تنسحب كلياً من هناك فثمانية سنوات لم تكن كافية لعمل أي شيء فإن الشعب الأفغاني استعصى على كل المحتلين وهذه بريطانيا التي كانت عظمى في نظر الكثيريين وفي نظر نفسها كما هي حتى الأن، لم تستطع أن تسيطر على الشعب الأفغاني، إنهم قوم أشداء لديهم الجلد والشجاعة وهذا ما قاله رجل أفغاني سأقاتل الأمريكيين فإن قتلت أو استشهدت فإن ابني سيواصل القتال وبعد ابني سيأتي حفيدي، وهكذا، ويقول الذي يدافع عن الوجود الأمريكي لقد حققنا نجاحات وأمننا مرتبط بالقضاء على الإرهاب والقاعدة وسوف نواصل الحرب. أنتم لا تفهمون، ويمكن لم يتحدث المدافعون عن سياسة أوباما أو غيره من الحرب في أفغانستان أنه ليس من أجل عيون الأفغان جاء الأمريكان، وإنما من أجل مغانم كثيرة كالبحر الأسود وما تحته وبحر قزوين وبحر اي شيء وجاؤوا ليستمر الأفيون يصدر إلى أمريكا والعالم فتسعين في المائة من تجارة الأفيون تأتي من أفغانستان، وقد استطاعت طالبان فيما استطاعت وإن كان ثمة خلاف على نهجها وبعض وسائلها ولكن ليس هذا مجال حديثنا فهم قد استطاعوا أن يخفضوا تجارة المخدرات، ولكن يبدو أن الشعوب الغربية من أوروبا وأمريكا يحبون أن تظل شعوبهم مسطولة، أو متخدرة، فالكنز الكنز تحت أرض البحر الأسود هو الذي يحرك الساسة أو يحركهم تجار السلاح لتصنع أمريكا السلاح ويجرب في شعوبنا المسكينة.

وبعد الحوار التلفزيوني يصوت الناس الغلابى الذين جيئ بهم إلى الاستديو للتسجيل يصوت هم مع من: العم أوباما أو بوش  اللذان يواصلان ما هم بصدده وتحدثي يا شعوب الغرب بما شئت. ولكني في النهاية لا أقلل من قيمة صوت الشعوب فإنه لهم صوتاً ولكن القضية نسبية.
       هذه من بعض الفوائد من هذا المؤتمر وثمة فوائد كثيرة ، ولكن من يقتنع ومن يموّن ومن ومن وإلى اللقاء

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية