السلفيّة المزيّفة (مرجئة العصر) (غلاة الطاعة)


 

أمطر علينا وابلا كثيرا أو قليلا عن من أطلقت عليهم في أحد مقالتك وصدقت في تسميتك (السلفية المزيفة) الذين سيطروا على زمام الأمور في جامعة الإمام ما مبادئهم ؟ ولماذا ينتهجون هذا النهج؟ وكيف يُتركون هكذا؟ و كل شيء عنهم من باب الإحاطة بما ليس لي به علم ؟

ما هذا السؤال يا (أتحدى العالم)-اسم مستعار في منتدى جامعة الإمام- أنت تتحدى العالم باسم مستعار أما أنا فاسمي معروف ومثل هذه القضايا محرجة ومزعجة وخطيرة. ولهذا أخرت الإجابة عنها حتى أستجمع شجاعتي وأين هي تلك الشجاعة وهل تركت لنا الأيام شجاعة أو جرأة أو قوة؟ ومع كل هذا فسوف أستعين بالله وأحدثك عما شهدت وكما جاء في الآية الكريمة ، وما شهدنا إلاّ بما علمنا، وإليك بعض التفاصيل؛ دعاني حامد الفريدي الذي كان أستاذا في مدرسة ابتدائية ويعمل محرراً متعاوناً مع صحيفة المدينة المنورة لعشاء في بيته جمع أقطاب المدخليين في المدينة أو السلفيين الجدد أو السلفيين المتطرفين وكانوا ربيع بن هادي المدخلي وابنه محمد والشيخ السحيمي والشيخ الحربي (أحدهم كفيف) ومعهم عبد الله الرفاعي (وكان في بداية رئاسته لتحرير صحيفة المسلمون بعد الدكتور عبد القادر طاش الذي جعل تلك الصحفية إسلامية تقرأ في كل أنحاء العالم الإسلامي وارتفع توزيعها ومبيعاتها بعد أن كانت صحيفة السحر والشعوذة والإعلان عن أماكن الفجور في عهد صلاح قبضايا (فيما أذكر)

واستمرت جلسة العشاء ثلاث ساعات كاملات كانت من أسوأ ثلاث ساعات في حياتي، لم يترك المشايخ الأربعة عالماً من الأمة الإسلامية إلاّ سفهوه ولا تياراً إلاّ نسبوا له من الأخطاء وقالوا فيه ما لم يقله مالك في الخمر، وخصوا الإخوان المسلمين بهجوم خاص من سيد قطب رحمه الله إلى محمد قطب وغيرهم، وتناولوا أساليب الإخوان في الدعوة وذكروا الأناشيد وأنها ميوعة وتخنث وكيف أن الصغار عندما ينشدون يثيرون الغرائز وغير ذلك. ولم أنبس ببنة شفه، ويمكن أن تكون أول مرة أعرف معنى هذا التعبير، وسألني في النهاية الشيخ ربيع، ما رأيك أنت في هذه المسائل؟ قلت له اسمع أنا تخصصي استشراق وليس لي علاقة بكل ما قلت، ويعلم الله أنني تهربت من الدخول معهم في أي نقاش، لأن أي نقاش مع هؤلاء محسوم بأنهم على صواب وكل من عداهم في العالم مخطئ.

يا سيدي هذه السلفية تسيدت في يوم الأيام فأغلقت المراكز الصيفية (وأعادتها الحكومة عندما رأت أن الشباب فسدوا وضلوا وضاعوا دون تلك المراكز، وكنت مديراً للمركز الصيفي في المدينة المنورة فكتبت مقالتين أتحدث عن تلك التجربة الرائعة) وعندما سيطروا وتسيدوا أيضاً عبثوا في جامعة الإمام وحولوا أعداداً من الأساتذة إلى العمل الإداري وكذلك عدداً من أساتذة المعاهد العلمية. وأحدثك عن أحدهم وهي الأستاذ فهد المغذوي لأني أعرفه شخصياً فقد عيّن مديراً للمعهد العلمي بالمدينة المنورة، وقام بالعمل خير قيام، ونال خطابات شكر من مدير الجامعة الدكتور عبد الله الشبل، وما هي إلاّ أيام بعد تلك الخطابات والإنجازات يطلب منه أن يتحول إلى العمل الإداري وينتقل أو يندب إلى كلية الدعوة للعمل في الامتحانات ويكون دوامه من الساعة الثامنة حتى الواحدة والنصف أو الثانية بعد الظهر.

عندما تسيد هؤلاء عبثوا بالعملية التعليمية فجاءوا إلى المكتبة وقسموها إلى قسم عام وقسم سمّوه محدود الاطلاع، ولو كان الأمر بيدهم لأغلقوا المكتبات كلها، وهذا ذكرني بالصيدليات قديما حيث كان هناك صندوقان أحدهما مكتوب عليه (سموم ثقيلة) والآخر (سموم خفيفة) والأول لونه أحمر والثاني أزرق. وأذكر حين كنت أستاذاً في الكلية أخذت طلابي إلى المكتبة لتكون المحاضرة هناك وأدخلتهم إلى قاعة الكتب المحدودة الاطلاع وقلت لهم بعد انتهاء المحاضرة دونكم ما لا تريد لكم الجامعة أن تعرفوه. 

ماذا أقول لك عن هذه الطائفة التي جعلت همها الأول الزعم بأنها تنادي بطاعة ولي الأمر، وقد صورتها كالرجل الذي اتخذ دباً حيواناً أليفا كما يتخذ الناس الكلب والقط، وفي ذات يوم كان الرجل يقيل تحت ظل شجرة فجاءت ذبابة فوقفت على أنف الرجل، فحمل الدب حجراً ورماه على الذبابة فقتل صاحبه، فقالوا (عدو عاقل خير من صديق جاهل) وذهبت مثلاً.

وأخيراً يا صديقي العزيز الذي تتحدى العالم (تراهم يعرفونك من الأي بي IP) لأن كل جهاز في الدنيا له آي بي خاص به ، أقول لك ألا تعرف قول الشاعر
قالت الضفدع قولاً رددته الحكماء في فمي *** ماء وهل يحكي من في فيه ماء؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية