نحن والغرب حوار أم مواجهة ؟


 

ظهرت موجة من الكتابات تدعو إلى الحوار بين الإسلام والغرب وقد حاول بعض المسؤولين الأمريكيين تزعم هذا التيار بخطب ومحاضرات هنا وهناك. ومن هذه الكلمات محاضرة ادوارد دجيرجيان حينما كان مساعدا لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى.

الديموقراطية ذاتها (وثيقة مرفقة بأحد أعداد مجلة المجال).

وقد أصدر مركز إعلام الولايات المتحدة كتيبا ضم عددا من المحاضرات والخطب والتصريحات لكبار المسؤولين في الحكومة الأمريكية بقصد توضيح علاقة الولايات المتحدة بالإسلام والعالم الإسلامي. ومن الذين تناولوا مسألة نظرة أمريكا للإسلام نائب وزوير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى توني فيرستاندق في محاضرة له في رابطة الأمن القومي الصناعي يوم 22 مارس 1994.

ويمكن أن نضيف أن أكثر من مسؤول منذ دجيرجيان أشار إلى احترام الولايات المتحدة الأمريكية للإسلام وأنه دين عظيم أسهم في تطور البشرية وأن الغرب قد بنى حضارته مستفيداً من منجزات العلماء المسلمين وذكر بللاترو أن الحكومة الأمريكية تشجع المعاهد التي تعمل من أجل تفاهم بين الغرب والإسلام وذكر من هذه المعاهد مكتب التفاهم الإسلامي النصراني في واشنطن، ومركز هارفارد لدراسات الشرق الأوسط وغيرهما.

ولكن هل يمكن للحوار أن ينجح بين المسلمين والغرب ؟

كتب الدكتور عبد القادر طاش حول مسألة التعالي والتعصب عند الغرب في سياق حديثه عن العوامل النمطية في وسائل الإعلام الغربي "يستولي علي الغربيين شعور عميق بالتفوق العنصري على غيرهم من الأجناس البشرية.. أن هذا الشعور بالتفوق العنصري يعد عنصراً هاماً من عناصر التكوين النفسي والفكري للغرب وقد ترسخ هذا الشعور في المجتمع الأمريكي بشكل واضح في نهاية القرن التاسع عشر".

وقد أصدر قدري قلعجي كتابا بعنوان: أمريكا وغطرسة القوة قدم فيه كثيراً من الشواهد والأدلة على نظرة الاستعلاء هذه من خطب ومحاضرات الزعماء والمفكرين الأمريكيين بخاصةوالغربيين بعامة.

ولما كان من دعاوي الغرب أنه يريد الحوار فليكن اتفاق على أسس الحوار. ومن أول أسس الحوار الاتفاق على المصطلحات فإن الإعلام الإسلامي في غالبه يخلو من عبارات التجريح والطعن في الغرب بينما لا يكف الإعلام الغربي وحتى كبار المثقفين والأكاديميين عن استخدام مصطلحات لا حقيقة لها ولا يصح إطلاقها على الحركات الإسلامية أو المسلمين عموما.

وأما الشرط الثاني في الحوار فهو أن عليهم أن يتخذوا موقفا حازما من سفهائهم وسفهائنا الذين بين ظهرانيهم فيضربون على أيديهم وألسنتهم فلا تمتد بالسوء إلى عقيدتنا ونبينا صلى الله عليه وسلم. فلا يزعمون أن ما فعله أمثال سلمان رشدي وتسليمه نسرين وغيرهما إنما هو من باب حرية التعبير.

أما بالنسبة لإعلامهم وأنهم لا يستطعيون السيطرة عليه لأن في ذلك مخالفة للمادة الأولى من الدستور الأمريكي مثلا ومواد مشابهة في الدساتير الأوروبية فليس من شك عندي أن مصلحة الغرب تقدم على هذه المواد إن لزم الأمر ويلاحظ أن الإعلام الغربي كان دائماً وأبداً يتمشى سياسات الحكومات الغربية الإساءة للإسلام والمسلمين.

وعلى الغرب إذا أراد الحوار أن يدرك أن ثمة جهات خارجية لها دور في إثارة العداء وتأجيجه وهذا ما قدمه سالم المراياتي في مقالة له نشرت في مجلة أمريكية أورد يفها نماذج من الجهود التي يبذلها يهود صهاينة لإثارة الغرب ضد الإسلام ومنها كتاب أمريكا هي الهدف تأليف يوسف بودانسكي الذي يثير فيه رعب أمريكا من الحركة الإسلامية المسلحة، ويضيف المراياتي أن ما جاء في كتاب بودانسكي إنما هو صدى لما جاء في كتاب بنيامين نتياهو مكان بين الأمم: إسرائيل والعالم والذي يصرح فيه أن الهدف المنشود للأصولية الإسلامية هو هزيمة العالم الكافر من خلال الجهاد.

 على هامش المحاضرة.

·       اختتمت الندوة كعادتها بتوجيه أسئلة من الحضور حول موضوع الاستشراق.

·       تردد اسم ادوارد سعيد كثيرا في أسئلة الحضور ومداخلاتهم كأبرز ممثل لتيار الاستشراق المضاد.

·       بالرغم من اقتراب موسم الامتحانات إلا أن الوجود كان طيبا، والمتابعة ممتازة من قبل الحضور.

·       كان الدكتور العبد الهادي ينظر في ساعته من وقت لآخر مناشدا المحاضر أن يختصر قليلاً.

·  مداخلة الشيخ أحمد آل مبارك وضعت قضية التأثر بالغرب كموضوع مواز لمسألة الاستشراق وأثره السلبي على العرب وضرب أمثلة بجورجي زيدان، وصروف والبستاني، وتساءل عن دور (مي زيادة) وصالونها الأدبي.

·  كانت مداخلة الدكتور عبد الرحمن العصيل حول نفس الموضوع أقرب إلى كونها محاضرة على محاضرة وقد تتبع عملية الاستشراق وقدم معلومات مدققة حول أبعاد الاستشراق، وركز على أن الاحتجاج على نظرة الغرب العدائية ليست كافية ولابد أن يفعل علماؤنا مثل الغزالي الذي ألف كتابين هامين هما مقاصد الفلاسفة وتهافت الفلاسفة.

وقد أشار الدكتور العصيل إلى وجود 9000 (تسعة آلاف) معهد للبحوث بأمريكا منها خمسون تهتم بأمور الإسلام والمسلمين.

وأوضح كذلك أن المستشرقين قدموا على مدى 150 عاما ما يقرب من 62 ألف مجلد حول عالمنا الإسلامي.

·  رأى الدكتور جابر قميحة أن ادوارد سعيد في كتابه حول الاستشراق من أهم من خدموا قضيتنا بالرغم من اختلافه معنا في الدين. ورأى كذلك أن دراسة الاستشراق يجب أن تكون على مهاد فكري.

·  وقدم هو الآخر معلومات قيمة حول أول مدرسة فتحت لترجمة الكتب العربية بطليطلة عام 1130م ورأى أن هذه هي بداية فكرة الاستشراق.

·  فريق السكرتارية بالنادي. أحمد جمعة، فاخر القباني، سليمان آدم يستحق الشكر على توفير مطبوعات النادي للإعلاميين والمثقفين.

       يعتبر الموسم الثقافي المنصرم إضافة ذات قيمة في مجال التنوع والانفتاح على المدارس النقدية وتعدد الموضوعات المطروحة على المهتمين منبريا

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية