لماذا يستعلن الشيعة بعداوتهم البغيضة؟


قرأت مقالة للشيخ إبراهيم السكران- هذه المرة ليست مطولة- يتساءل عن أسباب جرأة الشيعة بعد خنوسهم عقوداً من الزمن في إظهار حقيقة عقيدتهم في الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، وذكر أمثلة ثلاث لجرأة الشيعة المعاصرين ، ياسر الحبيب والرئيس الإيراني، والأعرجي –عضو مجلس النواب العراقي. والحقيقة أن الأمثلة أكثر من هذه الثلاث ولكنها ربما تكون الأبرز والأوضح والأصرخ.

فلماذا تجرؤوا؟ عاد الشيخ إبراهيم إلى المراجع التي تعرف تاريخ الشيعة والتشيع في القديم والحديث فوجد أنهم إن وجدوا سنداً من النصارى واليهود تجرؤوا على أهل السنة. وهم قد امتلكوا القوة والقنبلة النووية ليست منهم ببعيد وجاهل من قال إن أمريكا تعارضها حتى لو كتب الأمريكان ملايين الصفحات ونشروا آلاف المقالات وآلاف التصريحات لكلينتون وأوباما وغيرهم. ولو هددوا في اليوم ألف مرة أنهم سيضربون إيران ولن يسمحوا لها بامتلاك القوة النووية. ففجأة تطلع علينا الاستخبارات المركزية لتقول لا إيران لن تمتلك القوة النووية وهم بعيدون عن ذلك.

وليكن ما يكون فإن كان عدوناً اقترب من أن يصبح قوياً فإنني أريد أن أعود إلى كلمة سمعتها من دومنيك شوفالييه المستشرق الفرنسي- يرفض تسميته بذلك- في مؤتمر جامعة فيلادلفيا حول ثقافة الخوف 24 - 26 نيسان (إبريل) 2006 م في كلمته الافتتاحية: "أيها العرب إنكم إن لم تمتلكوا القوة فإن عدوكم يزداد قوة، وتزدادون ضعفاً" وأضفت كيف تغمض عيونكم وتنامون، كيف يغمض لكم جفن ويهدأ لكم بال وعدوكم يملك مئات الرؤوس النووية وأنتم لا تملكون من ذلك شيئاً؟ كيف يقابل المسؤولون العرب ربهم وهم يرون شعوبهم في حالة تمزق وضعف وجوع وفقر ويعيشون تحت أقسى أنواع الاستبداد؟

وكيف يثق العرب في المواثيق الدولية والمعاهدات والأمم المتحدة أو اللامتحدة التي يحكمها أصحاب قرار الفيتو، وهذا روبرت فيسك يحذر في مقالة له في الإندبندنت في أواخر ديسمبر عام 2006 من الثقة بالغرب بقوله: "أيها العرب والمسلمون إلى متى تثقون بهذا الغرب الغادر؟ الغرب الذي سرق ثرواتكم ودمر دياركم وقتل رجالكم ونساءكم وأطفالكم؟ إلى متى تثقون فيه وتعقدون معه العهود والمواثيق".

وتذكرت قصيدة ألقاها عمي سالم رحمه الله أمام المندوب –السامي- البريطاني في الأردن (ربما كان جدي حامد رحمه الله هو كاتب القصيدة)

يجن جنوني حين ينتابني الذكر وأفقد لبي شأن من ناله الســــحر

وأبعثها من جانب الصدر أنّـــــــــــة يضيق اكتئاباً عن تحملها الصدر

يقول لك الإفرنج والقول كاذب نريد لكم خيراً وهل يُكرهُ الخير

فما وعدوا والله إلاّ ليخلفوا وما عهدهم إلاّ على وعدهم غدر

والثعلب المكار ..... (لم أحفظ بقية الأبيات)

وتذكرت صيحة الشيخ عايض القرني في واحد من أجمل مقالاته وأصدقها: وعنوانه (صح النوم يا عرب) والذي يقول فيه: "ونصيحتي أن يحوِّل العرب تكاليف القمم ويصرفوها في مجمعات سكنية للفقراء، أو ملاجئ للأيتام، أو حفر آبار للمساكين، أو يجمعوا هذه التكاليف الباهضة التي تُصرف في الفنادق والتشريفات والضيافات فيقيموا بها مفاعلاً نووياٍّ ولو كان في ذلك عقوق للغرب وخروج عن طاعته (لكن ما باليد حيلة)، وأرجو من العرب التخفيف من حسن النية بالجيران والإخوان، فوالله لو حلف الآيات في إيران، بين الركن والمقام في رمضان على القرآن في ساعة الاستجابة أن قصدهم بالمفاعل النووي كمبوديا والخمير الحُمر لما صدّقهم عاقل"

وأنقل بعض الأبيات الشعرية التي استشهد بها الشيخ عايض:

وَمَن عَرَفَ الأَيّامَ مَعرِفَتي بِها وَبِالناسِ رَوّى رُمحَهُ غَيرَ راحِمِ

فَلَيسَ بِمَرحومٍ إِذا ظَفِروا بِهِ وَلا في الرَدى الجاري عَلَيهِم بِآثِمِ

وقول نزار قباني:

يا ابن الوليد ألا سيف تُؤجِّره فإن أسيافنا قد أصبحت خشبا ؟

وقول أحمد التويجري

إذا تفاخرَ بالأهرامِ منهـزمٌ فنحن أهرامنا سلمانُ أو عمـرُ

أهرامنا شادَها طه دعائمُها وحيٌ من الله لا طينٌ ولا حجرُ

وكم شهدت مؤتمراً في الغرب في ألمانيا وبريطانيا وأمريكا وهم يتحدثون عن أمن الخليج وكأننا قُصّر أو قاصرين كلهم يهتمون بأمننا ويريدون أن يسهموا في تحقيق هذا الأمن وحتى اخترعوا أنواعاً للأمن فهذا أمن ناعم وآخر أمن خشن أو صلب، وكلهم يريد قطعة من ثرواتنا ليساعدونا في حراستها وأمنها (وليس أمننا) فكدت أقول بلسان المقال ولماذا لا نكون نحن المسؤولين حقاً عن أمننا بدلاً من القاعدة الفرنسية أو الأمريكية أو بارجات هؤلاء أو أولئك؟

إذا لماذا يستعلن الشيعة بعداوتهم البغيضة؟ وجدت الشيخ السكران يقدم التفسير التالي وأنقله كما هو:" ثمة نظرية تفسيرية طرحها الإمام ابن تيمية -في عدة مواضع من كتبه- لتفسير سلوكيات الطائفة الشيعية، وهي أن ما يظهرونه من عقيدتهم مرتبط بشكل جوهري بمدى النفوذ السياسي الذي يملكونه، مع قدرتهم على إبرام الصفقات مع المستعمر لضمان مصالحهم المذهبية ضد المسلمين، يقول ابن تيمية شارحاً صفقات الشيعة مع المستعمر: (وكذلك إذا صار لليهود دولة بالعراق وغيره تكون الرافضة من أعظم أعوانهم)[منهاج السنة، 3/378] وقال ابن تيمية أيضاً: (قد عرف أهل الخبرة أن الرافضة تكون مع النصارى على المسلمين)[الفتاوى، 28/528.

وأعود للتساؤل لماذا نحن ضعفاء وما أوجه الضعف فينا؟

أول أوجه الضعف غياب العدل والحرية في العالم العربي عموماً ، وقد قيل لعنتر: كُر، فقال: "العبد لا يحسن الكر، وإنما يحسن الحلب والصر" فبدون الحرية الحقيقية لن يكون هناك شعوب تحارب وتدافع عن مبدأ أو دين. والحرية تلك التي جعلت بلال بن رباح رضي الله عنه يتحمل كل آلام التعذيب لأنه عرف أنه عبد لله وليس لأحد من البشر. والحرية التي لمّا ارتعد رجل في حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم قال له: لا ترتعد يا أخي فإنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد" والحرية هي التي جاء الإسلام لتحرير الشعوب التي كان يضطهدهم الفرس والروم بعد أن تحررت الجزيرة العربية تحرراً حقيقياً. والحرية التي قال فيها عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخاطب عمرو بن العاص رضي الله عنه وكل ولاته والعالم أجمع "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتم أحراراً؟"

ونحن نعاني من الضعف العسكري الحقيقي ولو كانت ترسانة الجيوش العربية تملأ عنان السماء والبحر والبر كما افتخر الشاعر الجاهلي: ملأنا البر حتى ضاق عنّا.... والضعف العسكري لأننا لا نصنع سلاحنا، فالسلاح الذي يصنعه العدو ويمنعك أن تطوره أو تصلحه ليس سلاحاً بل هو خردة. والسلاح الذي يمنُّ عليك به عدوك ليس سلاحاً. لقد صدر قرار مجلس الجامعة العربية لتأسيس هيئة التصنيع الحربي العربية، فماذا صنعوا حتى اليوم.

والضعف في كل أوضاعنا من البطالة والفقر والجوع والمرض.

فمتى نصبح أقوياء يهابنا الأعداء ونحقق قول الحق سبحانه وتعالى (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) أليس عدواً من يمنح المستهزئ بالرسول صلى الله عليه وسلم وساماً أو يفتح لغيره من شاتمي أعراضنا أبواب مقر رئيس الوزراء وتمنحه الملكة وساماً وهو ليس بأديب ولا كاتب ولكنه شاتم وبذيء.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية