البرامج الإسرائيلية لمحاربة الهوية لدى أبناء القدس وفلسطين

 
 
 
إعداد 
عيسى عنان 
أستاذ في مدارس القدس


تقديم: 
               مركز المدينة المنورة منذ انطلاقة في رمضان 1420هـ (ديسمبر 1999م) وهو دائم الاتصال بإخوانه المسلمين في شتى أرجاء العالم، وكان من بين تلك الدول فلسطين الغالية التي له فيها صلات كبيرة؛ ومن هذه الصلات المراسلات المتبادلة مع الأستاذ عيسى عنان الذي زود المركز بالمعلومات المرفقة حول محاولات إسرائيل تهويد أبناء القدس والتأثير في هويتهم العربية الإسلامية. وفيما يلي التقرير: 
 
          الإخوة الكرام في مركز المدينة المنورة لأبحاث الاستشراق
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          في البداية جزاكم الله عنا كل الخير على هذه الردود على رسائلنا، وسوف أوافيكم بشرحنا عن هذه الهجمة الإجرامية على أطفالنا هنا في القدس من سياسات تهويد
لعقولهم وتغريب لقلوبهم.
          وأشكرك أستاذ مازن المطبقاني على هذا الاهتمام الذي أدعو الله آن يكون في ميزان حسناتك يوم  لا ينفع مال ولا بنون، وأعتبر بأن هذه الأوراق ملك لك تصرف بها كيفما تريد.
          واعذرني آخي على سوء ترتيب الموضوع، لقد حاولت جاهداً أن أطرح ما أملك من معلومات بقدر ما أملكه من صياغة أكاديمية ولك الحق في ترتيبها كما تراه مناسبا.
          موضوعنا هذا إخوتي الكرام أخطر من أن يترك هكذا بدون عمل على إفشاله أو حتى إعلام الخصم الكافر بأن الشارع الفلسطيني المسلم ما زال الخير موجود  فيه والحمد الله، وما زال شباب محمد e يتحسسون الواقع ويعملون على تغييره، على الرغم كل العقبات التي وضعها بعض الخارجين عن صف أمتنا في طريق أبناء أرض فلسطين، واعلموا إخوتي بأنه والحمد لله هنالك أصوات مخلصة ما زالت تعمل ليل نهار، ولكن هذه الأصوات تعوزها المتابعة من إخوانهم في بلاد الإسلام الذي قدموا الكثير عسى ربنا أن يكتب أعمالهم في ميزان حسناتهم.
          إنها أيها الإخوة الأفاضل هجمة صهيونية شرسة تستهدف تمييع هوية أطفالنا الإسلامية وتغريب معتقداتها عبر برامج تربوية لا منهجية تقوم برعايتها جهات صهيونية عالمية تجمع التبرعات من يهود العلم لتوطين القادمين الجدد في أرض فلسطين المسلمة ومن تلك المؤسسات:
أ‌-           مؤسسة: (sactai fundeshen)
ب‌-     الصندوق اليهودي لتنمية القدس
جـ -مؤسسة برامج الطفولة المبكرة في الوسط العربي فرع القدس، ويشرف على هذه المؤسسة ثلة من العلمانيين العرب. وتلك المؤسسات  لها امتداد في جميع أنحاء العالم بالتعاون طبعا مع وزارتي المعارف الإسرائيلية والفلسطينية.
وسأقدم فيما يأتي شرحاً مبسطاً لهذه السياسية الإجرامية الخبيثة وستكون الصياغة بشرح شكلها ومضمونها وما ترمي إليه :
أولاً : البرامج التعليمية من خلال مؤسسات التعليم "المدارس":
1- إصدار أدبيات خاصة بالطفولة من قصص ومجلات ونشرات دورية، وتقوم بإصدارها مؤسسة برامج الطفولة بتمويل من صندوق القدس للتنمية ومقرها القدس الغربية "الجانب الإسرائيلي"، ووزارة الرفاه الاجتماعي الإسرائيلي. ومضمون هذه الأدبيات عبارة عن مجموعة مفاهيم غربية كافرة مثل حرية الاعتقاد، والحرية الشخصية، وفصل الدين عن الحياة، وجعل مفاهيم الإسلام بعيدة عن المعاملات واقتصار إفهام الإسلام لهؤلاء الأطفال على أنّه مجرد مجموعة أحكام كهنوتية مثل أي دين آخر.
2- إقامة بعض المؤسسات التي تعمل في مجال الطفولة في القدس ودعمها، وتشجيعها على الترويج لفكرة التعايش السلمي من خلال الندوات والمحاضرات والرحلات الخارجية، وتشجيع الاختلاط والميوعة بين أبنائنا الطلاب في المرحلة الإعدادية والثانوية تحت غطاء العمل المجتمعي، وإقامة البرامج الاستكمالية للمعلمين لتعزيز مفاهيم السلام على حد زعمهم. ويشرف على هذه المؤسسات ويمولها صندوق سكتا وهو صندوق أوروبي لجمع التبرعات لتوطين القادمين الجدد من أبناء يهود في فلسطين المسلمة.
3- سياسية الفصل المهني لأي شخص يعمل في الإطار التعليمي في وزارتي المعارف الإسرائيلية والفلسطينية إذا ما حاول الوقوف  في وجه هذه الهجمة وقد حرر كتاب فصلي أنا عنان نجيب في تاريخ 18- 10- 1999م، بسبب منعي لبعض الطلاب المسلمين في الخروج إلى نزهة مع طلاب يهود، وكانت حجة الفصل أنني شجعت على إثارة الحقد الطائفي في مدارس وزراه المعارف الإسرائيلية القسم العربي.
4- إقامة المخيمات الصيفية الخارجية بين الطلاب العرب واليهود، وهي عبارة عن تجمعات طلابية يتم فيها وضع الطلاب في مساكن تشبه "الكيبوتس"، وهو المسكن الشعبي لليهود وكل مسكن يتكون من مشرف عربي وآخر يهودي ويجمع بين أطفال عرب ويهود من المرحلة الإعدادية، ويقام في إسرائيل وفي مناطق بعيدة عن الاحتكاك والمصادمات التي تحصل بين المسلمين واليهود، ويقدر عدد الطلاب المشتركين في هذه المخيمات المجانية ما يقارب 150 طلاب عرب من مدينة القدس فقط .
هذه جولة سريعة وتوضيح مختصر جداً عن طبيعة هذه الفعاليات الإجرامية.
آما بالنسبة لأهدافها :
فأنا أتصور بان أي إنسان يستطيع آن يحكم ويفهم ما يدور ويستطيع  آن يخرج بالفهم الآتي:
1- تميع الهوية الإسلامية لطلابنا وشبابنا وتغريب عقولهم.
2-قتل أية بذرة طيبة في مهدها.
3-إبعاد الشباب المسلم المخلصين من مدارس القدس كي يبقى العمل فيها على إطلاقه وبكل حرية لهؤلاء المطبوعين بالنمط الغربي العلماني في الفكر والسلوك.
4-تشويه الحقائق في عقول أطفالنا بزرع فكرة الحق التاريخي لليهود بالعيش لليهود على ارض الإسراء.
هذا على نطاق العمل مع فئات الأطفال العمرية المختلفة
آما بالنسبة للعمل المجتمعي فهو ينقسم إلى قسمين:-
القسم الأول :- العمل في إطار مؤسسات خدمات المجتمع التي تشرف علية وزارة الرفاه الاجتماعي الإسرائيلية، ويتم من خلال هذه المؤسسات الغزو الفكري للمستفيدين من هذه المؤسسات وهو بالشكل الآتي:
أ - إقامة برنامج يسمى ببرنامج الأم الدليل وهو عبارة عن برنامج توعوي للأمهات العربيات يتم من خلاله إقامة الندوات والمحاضرات التي يشرف عليها كم كبير من أساتذة الكليات والجامعات الإسرائيلية والأجنبية لزرع بذور "المحبة على حد زعمهم" في نفوس الأمهات تجاه الأمهات الإسرائيليات ويستخدمون بذلك الرحلات المشتركة، وموائد الطعام مع الجانب الإسرائيلي ويقومون أيضا بإقامة النشاطات المختلفة من تبرعات لبعض دور الأيتام وإقامة الاحتجاجات المفتعلة ضد بعض الممارسات العنصرية الموجهة للعرب ويقوم بالأشراف على هذه المؤسسات لجان مشتركة إسرائيلية - فلسطينية انبثقت أساسا من اتفاقيات أوسلو أي أنها جزء من حالة الاستسلام الذي قاده الثوار "الدينكوشتون" أصحاب الشعارات الرنانة التي لم نرى منها غير الخزي والعار عافانا الله وإياكم.
ب - افتتاح الكثير من دورات تأهيل للعاملين في مجال دور الرعاية المبكرة للأطفال وقد قدمت لي إحدى الأخوات كراس تعليمي حول مضمون هذه الدورات التي تهدف بالدرجة الأولى لترسيخ قيم التواصل مع الجانب الإسرائيلي في هذا المجال، والاعتماد على اللغة العبرية في التعامل مع الأطفال كلغة أم لها أصلها، وحين الانتهاء من تأهيل المنتسبين لهذه الدورات يتم استيعابهم في مراكز الطفولة التي تشرف عليها وزارة العمل الإسرائيلية وهي دور رعاية على طراز فريد من التطور المادي تعتمد على المجانية في التعليم للأطفال ويتم إعطاء العاملين هناك أجوراً خيالية تتراوح للمبتدئ في العمل ما يقارب 1800 دولار أمريكي شهرياً عدى عن الإجازات والهبات، ويتم تمويل هذه المؤسسات من قبل متبرعين أجانب موجودون في النرويج وهؤلاء المتبرعون يضخون أموالاً طائلة سنوياً لدعم برامج التعايش السلمي بين الجاني المسلم ويهود.
          هذا ما يدور عندنا وربما يسأل سائل أي المؤسسات الوطنية والإسلامية العاملة في فلسطين؟ فأقول بالنسبة للمؤسسات الوطنية العاملة على البناء الحضاري للمجتمع فهي
مؤسسات علمانية والعياذ بالله، وهي تعمل أصلا على تكريس طاقتها للعمل على تقارب وجهات النظر بين الجانب العربي والإسرائيلي، وهي امتداد لمؤسسات السلطة الفلسطينية التي أتت هي الأخرى لتكريس هذا الواقع المرير على أبناء أمتنا في فلسطين.
أما بالنسبة للمؤسسات الإسلامية فقد حاولت جاهداً أن أوضح الصورة للكثير من هذه المؤسسات لكن هذه المؤسسات كان يعوزها النظرة المستنيرة لهذه الحرب فقد اكتفى أولئك الإخوة بإقامة الاحتفالات للأنشودة الإسلامية وجمع التبرعات لإقامة المساجد بارك الله بهم وجزاهم عم كل مصلي خير جزاء.
          هذه هي الصورة باختصار شديد وأنا أدعو الله عز وجل أن تنظروا في كتابي
هذا وان تبقوا معي على اتصال وأنا مستعد لتوضيح تصورنا في الوقوف بوجه هذه  الغزوات الفكرية وكيفية الحد من شرها على أطفال فلسطين عامة وأطفال القدس خاصة. 
          وأكرر شكري ودعائي لكم بالتوفيق وأيضا آن مستعد لإطلاعكم على كل التفاصيل الدقيقة بالأسماء والتواريخ والشواهد إذا ما اقتضى الأمر، ولكم منا كل الدعاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
                                                   أخوكم  عيسى عنان -القدس
 
 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية