تعريف بمركز المدينة من مطوية لم تنشر

        بدأ البعض منذ بضعة سنوات الادعاء أن الاستشراق قد مات وما تزال مثل هذه المزاعم تجد قبولاً في وسائل الإعلام المختلفة كأنما يريد البعض ليخدعنا أن عداء الغرب للإسلام والمسلمين ليس إلاّ وهماً وأن الاستشراق إنما هو من مخلفات الماضي ، ويزعم البعض أيضاً أن الأمر بيننا وبين الغرب لا يعدو  قضية مصالح متبادلة أو أطماع من الغرب فيما لدينا من ثروات. فهل مات الاستشراق حقاً؟
        وليست الإجابة صعبة على هذا السؤال فلو حاول أحدنا أن يبحث عن الإسلام والمسلمين في شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) باللغة الإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية لوجد مئات الآلاف من المواقع التي تتحدث عن الإسلام والمسلمين مستندة إلى كتابات المستشرقين الأحياء والأموات. ومن أهم هذه المواقع مراكز دراسات الشرق الأوسط أو المعاهد المتخصصة أو المواقع التنصيرية. وفي هذه المواقع نجد أخبار هذه الأقسام من محاضرات وندوات ومؤتمرات وإصدارات علمية ومادة علمية غزيرة حول مختلف قضايا الإسلام والمسلمين.
        وهناك المؤتمرات العلمية التي تعقد في الغرب أو حتى في عالمنا العربي الإسلامي التي  يحضرها الباحثون الغربيون (المستشرقون) فرادى وجماعات يقدمون بحوثهم ويستمعون إلينا في بحوثنا ويناقشوننا في قضايانا، فكأن الاستشراق الذي انطلق منذ مئات السنين مازال شاباً قوياً. وأضرب المثال لبعض هؤلاء فهذا أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة واشنطن بالولايات المتحدة يهتم بالقرآن الكريم والحديث الشريف والتنميط فيهما. وهذه باحثة أخرى تهتم بالصورة النمطية للعرب والمسلمين في السينما المصرية وأخرى تهتم بسينما هوليود وما تبثه من صور مشوهة للإسلام والمسلمين، وماذا تسمى مؤتمراً أطلق عليه (المؤتمر العالمي الأول حول الإسلام في القرن الواحد والعشرين)؟ أليس مؤتمراً استشراقياً؟
        ومن يعتقد أن الاستشراق قد مات فلينظر إلى الحملة الإعلامية الغربية ضد الإسلام والمسلمين التي انطلقت بعد تفجيرات نيويورك في شهر أيلول عام 2001م ألم تنطلق هذه الحملات من حقد أعمى ضد الإسلام والمسلمين؟ ألم تجد معيناً لا ينضب من كتابات المستشرقين تنهل منه وتملأ الصحف والمجلات ووسائل الإعلام الأخرى؟
ولمتابعة الدراسات الاستشراقية فإننا قررنا إنشاء مركز لدراسة الاستشراق ليكون منطلقاً لدراسة الغرب وتحولنا من ذات موضع الدرس إلى ذات دارسة نبحث في ما يكتبونه وخلفيات ما يكتبون لنرد عليه ونحاورهم فيه لأننا مسؤولون عن الدفاع عن هذا الدين العظيم عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم (ما منع أقوام نصروا الله ورسوله بسيوفهم أن ينصرونه بألسنتهم) ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الشعراء أن ينافحوا عن هذا الدين فكان منهم عبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت رضي الله عنهما. وعملاً بقوله تعالى (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعن).
         وانطلق المركز من موقع في شبكة المعلومات الدولية يقدم مجلة شهرية تتناول قضايا الاستشراق والمستشرقين ويرد على استفسارات طلبة العلم في مجال الاستشراق وتلقى العديد من طلبات الالتحاق بالمركز لمواصلة الدراسات العليا في الاستشراق بل إن البعض قدم خطة بحث للدكتوراه.
        ولما شاء الله أن يكون هذا المركز والموقع هو الوحيد في شبكة المعلومات الدولية فقد أفاد منه ما يزيد على المائة ألف في الأعوام الثلاثة الماضية وفيما يأتي نبذة عن أهم أقسام الموقع: 
الاستشراق
        يضم هذا القسم عدداً من البحوث والمقالات من أهمها:
                - ما ذا تعرف عن الاستشراق
                - الاستشراق تعريفه وتاريخه وأهدافه وأعلامه
                - تقرير عن قسم الاستشراق بكلية الدعوة بالمدينة     المنورة
                - أعلام المستشرقين
                - المدارس الاستشراقية
                - المراكز الاستشراقية
        الأسئلة المتداولة
        كثيرة هي الأسئلة التي تمر بالذهن حول الاستشراق والدراسات الاستشراقية وقد تم تقسيم هذه الأسئلة إلى خمسة مجموعات حاول المشرف على المركز الإجابة عنها ومن هذه الأقسام ما يأتي:
                -أهمية دراسة الاستشراق.
                - الدعوة و الاستشراق
                - الاستشراق والغرب
                - جولة في عالم الاستشراق
                - الاستغراب
 
                  
 
               

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية