تقرير عن المؤتمر الدولي التغيرات الدينية في سياق متعدد معهد ليدن لدراسة الأديان بكلية العقيدة


 
28-30 أغسطس 2003م (3-جمادى الآخرة-2رجب 1424هـ)

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة:

        يعد معهد ليدن لدراسة الأديان جزءاً من كلية العقيدة بجامعة ليدن، ومن أهدافه الاهتمام بدراسة الأديان، والقيام بالنشاطات الأكاديمية المختلفة، وقد سبق أن عقد عدة مؤتمرات حول الأديان منها: مؤتمر حول المقدّس وغير المقدّس في الأديان المختلفة. وها هو يعقد مؤتمره الثالث بعنوان: "التغيرات الدينية في سياق تعددي" وقد حرص المنظمون على أن يبعث المحاضرون نسخاً من بحوثهم قبل موعد المؤتمر حتى يتم طبعها في صورتها الأولية وتوزيعها في أثناء المؤتمر، وهذا ما حدث بالفعل حيث وزعت جميع البحوث على الحاضرين قبل بداية الجلسات.

        وقد بلغت البحوث المقدمة لهذا المؤتمر أكثر من سبعين بحثاً، قدّمت خلال يومين ونصف، وكانت هناك ثلاث جلسات متوازية ليتمكن الباحثون من تقديم بحوثهم في عدة قاعات في وقت واحد.

        ومن الملامح البارزة وجود عدد كبير من البحوث حول اليهودية واليهود قدمها باحثون قادمون من إسرائيل أو باحثون يهود من جامعات أوروبية وأمريكية. أما الحضور الإسلامي فقد كان محدوداً لولا وجود عدد من طلاب الدراسات العليا الذين يدرسون في الجامعة، وبعض الأساتذة المقيمين في هولندا مثل الدكتور واصف شديد والدكتور قاسم السامرائي، ونصر حامد أبو زيد. أما من خارج هولندا فكان هناك باحثان من المغرب، وباحث من المملكة العربية السعودية. ويتساءل المرء عن سر اهتمام اليهود بحضور مثل هذه المؤتمرات لتقديم البحوث والمشاركة في النقاشات بينما يقل الاهتمام في العالم العربي مع العلم أن معهد ليدن لدراسة الأديان مركز علمي مرموق، ويتوقع أن تنشر هذه البحوث في كتاب حيث يجري حالياً(وقت انعقاد المؤتمر) مفاوضات بين المعهد وعدد من دور النشر  أبرزها دار برل المشهورة.

        وتميز المؤتمر بالتنظيم الدقيق في جلساته حيث تم تنفيذ البرنامج وفقاً للجدول المعد سلفاً عدا بعض التغييرات الطارئة، كما كانت رئاسة الجلسات في إحدى القاعات لرئيس المعهد البروفسور كوننجزفيلد الذي تميزت إدارته بالتنظيم الدقيق، وبقدرة مدير الجلسة على حسن إدارة الحوار وحسن الاستماع حتى إنه يطرح الأسئلة على المحاضر حين لا يتقدم أحد للنقاش. وكان الجلسات الأخرى جيدة التنظيم وإن لم تكن بحيوية ونشاط الجلسات التي ترأسها كوننجزفيلد.

        وكانت هناك نقاشات مفيدة ومثمرة منها على سبيل المثال البحث الذي قدّمه الدكتور قاسم السامرائي حول الجذور اليهودية لبعض معتقدات الشيعة فتساءل كوننجزفيلد عن المصادر التي اعتمد عليها السامرائي مشيراً أن السامرائي لم يعتمد سوى على مصدر واحد هو سيف بن عمر الذي حقق السامرائي مروياته في تاريخ الطبري، فرد السامرائي بأنه اعتمد على عدد من المصادر منها مصادر شيعية وذكر المصادر بالتفصيل.

        وفي بحث الصحوة الإسلامية في الحجاز تساءل أحد الحضور هل الصحوة تعد من المعارضة السياسية في المملكة العربية السعودية، فذكرت له أنه ليس لدينا معارضة سياسية بالمعنى الغربي، ولكن لا شك أن بعض الأفكار والطروحات التي تقدمها الصحوة تعد من المعارضة للأوضاع القائمة لأن فيها نقد لهذه الأوضاع، ولا بد من التأكيد على أن الإسلام لا يفصل بين الدين والسياسة والحياة، فلست الصحوة الإسلامية مقتصرة على الشعائر والطقوس، ولكنها صحوة تدعو إلى العودة إلى تطبيق الإسلام في مجالات الحياة كلها؛ في العقيدة وفي السياسة، وفي الاجتماع، وفي الاقتصاد. كما دار نقاش حول بحث كابتان الأستاذ بجامعة ليدن حول الملابس الأوروبية والفتوى التي أصدرها محمد رشيد رضا بأنه لا مانع من ارتداء هذه الملابس، وكان الباحث يشير إلى مسألة اللباس والتأثر بالغرب، وأشار إلى رأي المستشرق الهولندي المشهور سنوك هورخرونيه بأن العالم كله سيرتدي ذات يوم الملابس الغربية. وحتى الحجاب الإسلامي قد يتعرض للتغيير والتأثر بالمرأة الغربية. ونوقش الباحث عن معنى الفتوى ومدى أحقية رشيد رضا في إصدار فتوى، وهل بلغ درجة الاجتهاد أو لا؟ كما أشار أحد المناقشين إلى أن انتشار الأزياء الغربية واللباس الغربي هي أحد مظاهر العولمة الثقافية التي يسعى الغرب إلى نشرها بكل الوسائل ومنها أفلام الكرتون للأطفال حيث يقال في تلك الأفلام أن الملابس الغربية هي الملابس العالمية، وقصة الشعر الغربية هي قصة الشعر العالمية، أمّا ماعدا ذلك فمحلي.

        كما دار نقاش حول البحوث التي يجريها الباحثون الأوروبيون حول الأقليات المسلمة في أوروبا وهل تتبع المنهج العلمي الصحيح؟ ومدى مصداقية نتائجها؟ وبيّن الدكتور واصف شديد – المتخصص في علم الاجتماع- عيوب هذه البحوث وبعد بعضها عن الموضوعية وعن المنهجية العلمية الصحيحة.

        ومن البحوث التي أثارت بعض التساؤلات البحث حول كتاب بيرم التونسي حول مسألة الخلافة والسلطة وكيف أن الباحثة أغفلت دور المحتسب في النظام السياسي والاجتماعي في المجتمع المسلم وان المحتسب كان له دور  مهم وكبير في حياة الأمة الإسلامية، وهو الدور الذي تقوم البلديات في  العصر الحاضر بجوانب منه.

        وأشارت الباحثة إلى أن الحكام المسلمين يحاولون أن يلتمسوا في الشريعة الإسلامية وفي الكتب الخاصة بالفكر السياسي منافذ لهم لإدخال التحديثات في الحياة السياسية، وكأنّ النظام السياسي الإسلامي ليس مرناّ يتقبل التحديث والتطوير.

جلسات المؤتمر

أولاً : القاعة 1170-2

        فيما يأتي عناوين بعض المحاضرات التي قدمت في هذه القاعة أيام المؤتمر:

1-  مجتمعات الإيمان: الصحة العقلية والمرض بين اليهود المحافظين في بريطانيا في بداية القرن الجديد" قدمت البحث البروفيسورة سي إم لونثال C. M. Loewenthal ، حاولت الباحثة أن تؤكد أن التمسك بالتعاليم اليهودية يقلل من نسبة الإصابة بالأمراض العقلية، وأن المستوى الأخلاقي يكون عالياً، ولا شك أن مثل هذا البحث نوع من الدعاية للمعتقدات اليهوديةن فأين باحثونا عن تقديم نماذج من الحياة الإسلامية وعظمة التشريعات الإسلامية؟

2- "الإسلام المهاجر:الاحتفالات الدينية المتغيرة بين النساء المغربيات المهاجرات في هولندا" قدمت البحث كي فان نيوكيرك K. van Niewkerk حيث تناولت الباحثة فقدان كثير من هذه المناسبات أهميتها في غمرة الحياة في الغرب، بل ينسى كثير من المهاجرات موعد تلك المناسبات لاختلاف التقويم ومشاغل الحياة اليومية الكثيرة.

3-   "تصادم الولاءات:موقف الجنود المسلمين الأمريكيين تجاه مهاجمة بلد إسلامي" قدم البحث صالح عبد الرزاق حيث استعرض الفتاوى المختلفة في مسألة مشاركة الجنود المسلمين في الجيش الأمريكي إذا كان يهاجم بلداً مسلماً، وذكر حالة محمد علي (كلاي) الملاكم المسلم وامتناعه عن المشاركة في حرب فيتنام لمناقضتها تعاليم دينه. وإن كان بعض الفتاوى قد سمحت للجنود المسلمين أن يشتركوا شريطة أن لا يكونوا في خط القتال، ولكن في الصفوف الخلفية أو في الأمور الفنية أو غيرها.

4- "الإسلام كظاهرة في هولندا المناظرات العامة والمنهجية البحثية الخاطئة" قدم البحث واصف شديد حيث أوضح أن كيف أن البحث العلمي حول المسلمين في هولندا قد مرّ بعدة مراحل فأولها مرحلة الستينيات والسبعينيات التي أطلق عليها الباحث مرحلة الإهمال، وكانت المرحلة الثانية هي مرحلة ربط الإسلام بالعرق بالرغم من أن المهاجرين المسلمين أتوا من بلاد مختلفة: إندونيسيا والمغرب وتركيا وغيرها. أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة الطعن والإقصاء وبخاصة بعد الثورة الإيرانية وقضية سلمان رشدي وسقوط جدار برلين. وأوضح الباحث أن من عيوب البحث في مجتمع المسلمين في هولندا أن معظم البحوث تجري على نطاق ضيق، وأن معظم البحوث ترتبط بمجال علمي واحد، أما العيب الثالث فهو أن النظرة الخارجية ما تزال لها السيطرة في النظر إلى المسلمين في هولندا.

5-  "الاحتياجات الإسلامية في الشتات وتأسيس الإسلام الأوروبي:دراسة حالة فتوى المجلس الأوروبي للفتوى والبحوث بخصوص القروض العقارية البنكية" قدمها الكسانرو كايرو Alexandro Cairo تناول الباحث فتوى المجلس الأوروبي بالسماح بشراء البيوت عن طريق القروض العقارية مما أدى إلى جدل فقهي حول هذه الفتوى، وانقسم الفقهاء إلى أكثر من رأي. وذكر الباحث قضية الحاجات والضرورات التي يواجهها المسلمون في أوروبا وأثار التساؤل هل يمكن تطبيق مثل هذه الفتوى في البلاد الإسلامية التي يواجه المسلمون فيها ظروفاً متشابهة أحياناً.

6-  "رد المسلمين على الكتابات التنصيرية في مصر:نوعيات الردود الإسلامية في نهاية القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين" قدم البحث عمر رياض وهو طالب في مرحلة الدكتوراه في جامعة ليدن في قسم الأديان، والورقة جزء من بحث الماجستير بعنوان"الإسلام والبعثات التنصيرية:النشاط التنصيري والاستجابة الإسلامية في مصر في الفترة من 1895م حتى عام 1935م" وأشار إلى أن العلماء المسلمين قد أفادوا من الدراسات النقدية لكتب العهد القديم والجديد، وما جاء فيها من نقد لمختلف مظاهر العقيدة النصرانية، وذكر من هذه الردود المناظرة التي تمت بين القس فندر والشيخ رحمة الله الكيرواني في الهند عام 1854م. ومن الموضوعات التي تناولها الباحث كتابات المنصرين حول القرآن الكريم والسنّة النبوية المطهرة ورد العلماء المسلمين على ادعاء التحريف في القرآن الكريم وغير ذلك من الشبهات في السنّة المطهرة وتدوينها وحجيتها.

7- "الملك والقاضي:دور الأعمال الكلاسيكية في القانون في بداية فترة التحديث: رسالة السياسة الشرعية للمفتي التونسي محمد بيرم(1800م) محاولة أولى للتحليل"

تتناول الورقة ما قام به خير الدين التونسي من محاولة الإفادة من معطيات الحضارة الغربية مع المحافظة على القيم الإسلامية والشريعة الإسلامية، وفي مجال الحكم والعلاقة بين الرعية والحاكم، وقد قام الحاكم التونسي بالرجوع إلى مخطوطة رسالة السياسة الشرعية للمفتي محمد بيرم.

8- "ابن سبأ والشيعة" بحث قدّمه الدكتور قاسم السامرائي، من معهد الأديان بجامعة ليدن تناول فيه تعريف الشيعة، والتعريف بابن سبأ، ثم كيف دخلت بعض المعتقدات اليهودية إلى معتقدات الشيعة، وأشار إلى أن الشيعة بدأت كفرقة سياسية ثم تكونت لها معتقدات مختلفة كان لابن سبأ أثر في تأسيسها. وأكد السامرائي حقيقة وجود ابن سبأ من مصادر عدّة منها سيف ابن عمر أحد الرواة الذين اعتمد عليهم الطبري في تاريخه، كما ذكر بعض المراجع الشيعيّة والسنيّة في هذا المجال. أما المعتقدات التي أخذها الشيعة من اليهودية فمنها: عقيدة الإمامية المرتبطة بفكرة الوصي التي يقول بها اليهود وأن لكل نبي وصياً، وأنه كان لموسي عليه السلام وصي ، وكذلك كان علي رضي الله عنه بالنسبة لسيدنا محمد .

9- "الصحوة الإسلامية في الحجاز 1975-1980م" قدم البحث مازن المطبقاني من مركز المدينة المنورة لدراسات وبحوث الاستشراق، حيث تناول الباحث كيف أن الحجاز كان يسير بخطى سريعة نحو التغريب والعلمنة لسبب الأعداد الكبيرة من الطلاب الحجازيين الذين درسوا في أوروبا وأمريكان وكذلك عندما بدأت الطفرة الاقتصادية في السبعينيات ووفد إلى المملكة العربية السعودية عدد كبير من العاملين في شتى المجالات، وكان الحديث عن الصحوة الإسلامية من خلال الحديث عن أبرز الشخصيات التي كان لها أثر مهم في الدعوة ومن هؤلاء الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله، ومحمد قطب وسعيد حوّى رحمه الله ومحمد أحمد جمال ومجلة المجتمع ومجلة البلاغ وعدد كبير من الدعاة والعلماء. وتوقف البحث عند ظهور جهيمان العتيبي وموقف الدولة منه ومن النشاط الإسلامي عموماً وإدخال كثير من الضوابط والتنظيمات للنشاط الدعوي، ولكن في الوقت نفسه كان هناك تطبيق لبعض الأمور التي انتقدها جهيمان.

 

ثانياً: القاعة 1170-004

        قُدّم في هذه القاعة العديد من البحوث منها ما يأتي:

1-"الله واليهود في العصر الفارسي" قدمه إس ديفيد سبرلنج S. David Sperling من كلية الاتحاد العبري بنيويورك  تناول فيه ظهور التوحيد عند اليهود قبل العصر الفارسي، وتطور المعتقدات اليهودية في هذا العصر.

2- "ارتباط السبت والهوية والعالمية بعد العودة من المنفى" قدمه برنارد قوس Bernard Goss تحدث فيه عن العلاقة بين احترام السبت والتمسل بالهوية اليهودية والاختلاط بالأجانب وغير اليهود.

3- "خلق الله الدائم" قدمه إم بيوتنورف فان در مولن M. Buitenwerg van der Molen تناول فيه ظهور جماعة من القساوسة البروتستانتيين في القرن التاسع عشر في هولندا وحاولوا أن يحلوا التصادم بين عالمين مختلفين: عالم الدين وعالم العلم من خلال دمج بعض العناصر من كل عالم، وحاول الباحث أن يعرض لموقف علماء اللاهوت النصارى المعاصرين في حل هذه الإشكالية التي تقدمها نظرية داروين للمعتقدات النصرانية.

4- "المحفل الماسوني الهولندي" قدمه أنات هارل، Anat Harel تناول الباحث المحفل الماسوني في هولندا في بداية القرن العشرين وتساءل هل الماسونية دين أو حزب سياسي، أو جمعية خيرية أو ناد للرجال المحترمين؟ وأكد صعوبة تعريف الماسونية.

5- "لأننا كاثوليك فنحن متمدنون: ملائكة الكثلكة الهولندية للمجمع الهولندي الحديث 1920-1960م" قدمه إي سنجرز E. Sengers تناول فيه العلاقة بين الكنيسة الكاثوليكية الهولندية والتحديث، وكيف أن التحديث أو التمدن أتى بكثير من الكوارث الاجتماعية، ولكن كان على الكنيسة أن تتلاءم مع الواقع.

6-"التصوف والشرق في العالم الغربي: رسالة الحب الصوفية والانسجام والجمال" للباحثة كارين جيرونت Karin Jeronet تناولت الباحثة دخول التصوف إلى العالم الغربي، واهتمام التصوف بالربط بين الشرق والغرب، وكان الشيخ عناية خان (1882-1927م) وصل إلى أعلى درجات التصوف أو ما يطلق عليه الصمدية، وجاء إلى الغرب عام 1920م وتتابع الباحثة خطواته منذئذ وكيف كان قبول الغرب فكرة التصوف.

 

ثالثاً: القاعة 1173-008

        قُدّم في هذه القاعة العديد من البحوث وفيما يأتي بعضها:

1- "الثقافة الحديثة في مرحلة تحول" قدمه تي إل هتيماT. L. Hettema  تناول فيه مسألة تقسيم العصور إلى عصر حديث، والعصر القديم وأشار إلى أن عام 1800م يمكن أن يكون انطلاقة التحديث، ولكن لهذا التحديث جذور في كتابات ديكارت وفولتير وروسو وكانت وغيرهم. وتناول البحث أيضا الحديث عن كتابات شليماخر عالم اللاهوت الهولندي الذي حاول أن يربط بين التحديث والروح.

2- "عودة الاستشهاد: الشرف والموت والخلود" قدمه بنيامين بيت هللاميBenjamin Beit-Hellahmi من جامعة حيفا حيث تناول فيه قضية مهمة في العصر الحاضر وهي الاستشهاد حيث أشار  إلى أهمية التساؤل بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م عن متى وكيف تكون المخيّلة الدينية والممارسات تهديداً للديموقراطية الليبرالية؟ وتناول في بحثه موقف الأصولية من الديموقراطية ومن التحديث ويرى فيها أنها فاشية القرن العشرين، وأن الأنظمة الأصولية أنظمة ديكتاتورية، وأشار إلى أن الاستشهادية تُعدّ تحد للتحديث والديموقراطية الليبرالية، وأن النصر النهائي سيكون للنظم الديموقراطية الليبرالية ضد الحركات المحاربة لها.

3- "سيف عبد الحق المسلول" تقديم بي إس فان كوننجزفيلد P.S. van Koningsveld رئيس معهد ليدن لدراسة الأديان، وتناول في بحثه نصين كتبهما مسلمان كانا على الديانة اليهودية ولمّا أسلما كتبا يردان على اليهودية، فكان أحد النصين بعنوان "السيف الممدود في الرد على اليهود" وتحدث الباحث عن الظروف التي ظهرت فيها مثل هذه الكتابات ودورها في الجدال الذي كان يدور بين المسلمين واليهود.

4- "النمل والمعجزات والمخلوقات الضخمة:دراسة أدبية في رواية النملة بين الجو الجاحظي ومناجاة موسى"

5-  "تحديات يوحنا الدمشقي وظهور علم الكلام" بحث لنصر حامد أبو زيد

6- "الأطراف الحادة للهندوسية: استكشاف معاداة الإسلام في جميع أنحاء العالم" بحث قدّمته ألبيرتا نوقترينAlberta Nugteren من جامعة تلبورج بهولندا تناولت فيه ازدياد موجة الكراهية للإسلام والمسلمين بين الهندوس، وتحولهما من حركة هندية داخلية إلى حركة عالمية.

7-  "تغير مواقف النصارى العرب تجاه الإسلام" بحث قدمه ديفيد توماسDavid Thomas تناول فيه موقف النصارى من الإسلام منذ انطلاقة الفتوحات الإسلامي إلى الحروب الصليبية إلى العصر الحاضر، وكيف تعايش العرب النصارى مع الإسلام من عدم الاعتراف به كدين إلى القبول به وحتى النظر إليه بطريقة إيجابية.
 

التوصيات

        إن أهم توصية أود تقديمها هي أن يحرص الباحثون العرب والمسلمون على حضور مثل هذه الندوات والمؤتمرات، وأن يكون ثمة تنسيق في الجامعات العربية والإسلامية لتقديم صورة الإسلام الصحيحة للعالم من خلال الدراسات العلمية والميدانية لحياة المسلمين.

        كما ينبغي على الجامعات أن تحرص على تشجيع الباحثين فيها على الحضور بكثافة، ففي مؤتمر وصلت بحوثه السبعين يكون أكثر من ثلثها حول اليهود واليهودية لأمر يدعو إلى العجب، وأن لا يحضر من العالم العربي الإسلامي  أكثر من أربعة أو خمسة باحثين لأمر يدعو إلى الحزن والكآبة والغيظ.

        كما أوصي بأن تتم ترجمة بعض هذه البحوث وبخاصة تلك التي قدّمت نقداً للدراسات الغربية حول الأقليات الإسلامية في الغرب لأن هذه الأقليات أصبحت تقلق المجتمعات الغربية أو على الأقل تثير الاهتمام. كما أن الدراسات الغربية تشير إلى بعد الأجيال الجديدة من المسلمين في الغرب عن الشعائر الإسلامية ومن جهة أخرى بعدهم عن كثير من التقاليد التي لا تستند إلى الشريعة.

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية