تصور مبدئي لوحدة الدراسات الغربية


  بسم الله الرحمن الرحيم

تصور مبدئي لوحدة الدراسات الغربية

منذ أكثر من نصف قرن وجه مستشرق كلامه لباحث مسلم في الباكستان في أثناء انعقاد مؤتمر استشراقي قائلاً:" لماذا لا يكون لديكم دراسات عن الغرب يمكن أن يطلق عليها "الاستغراب"؟ فلم يحر الباحث المسلم جواباً. وها نحن اليوم نبدأ الاستعداد للعمل في وحدة بحوث خاصة بهذا الأمر فماذا يمكن أن نفعل؟

لم يكن المسلمون في تاريخهم بالذين يجهلون غيرهم من الأمم، فإنهم عندما بنوا حضارتهم درسوا ما عند غيرهم فأخذوا ما ناسب شريعتهم وقيمهم فأخذوه وما خالف ذلك تركوه. ونحن في هذه الوحدة نريد أن نقوم بالآتي إن شاء الله

-         رصد الجهود الإسلامية في التراث لمعرفة الشعوب الأخرى من رحلات، وكتابات من مثل كتاب أسامة بن منقذ( الاعتبار) والكتابات الحديثة مثل كتابات الطهطاوي، وخير الدين التونسي وغيرهما.

-                           تقسيم دراسة الغرب إلى قسمين

-         1- دراسة المناطق، بحيث يكون هناك دراسات عن الدول الغربية مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وتضم هذه الدراسات ما يأتي

-         دراسة للفكر السياسي الأمريكي واقع السياسة الأمريكية( هناك رسالة دكتوراه لباحث عربي المنصف السليمي عن حكومة الولايات المتحدة)

-         دراسة الأوضاع الاجتماعية من جميع جوانبها من حيث الفرد والأسرة والمجتمع وأمراض المجتمع ومزايا المجتمع وغير ذلك.

-                           دراسة الأوضاع الاقتصادية في كل دولة.

-         التربية والتعليم في الغرب من أنظمة التعليم العادي والجامعي والدراسات العليا والبحث عن النقاط الإيجابية والسلبية ونقد الغربيين أنفسهم لأنظمتهم.

-         إعداد قواعد معلومات عن أبرز العلماء والمفكرين في كل دولة في المجالات كافة العلمية والسياسية والاقتصادية والثقافية والفكرية

2- الدراسات العامة عن الغرب، وتتضمن ما يأتي

-                           الأوضاع السياسية والاقتصادية في الغرب ومؤسسات الغرب ومنظماته السياسية والاقتصادية.

-                           الأوضاع الاجتماعية في الغرب من حيث الجوانب الإيجابية والسلبية في المجتمعات الغربية عموماً

-                           الأوضاع الثقافية والفكرية في الغرب عموماً

ويمكن تنفيذ هذه النشاطات من خلال عمل ما يأتي:

-         رصد الكتابات الغربية حول الغرب وبخاصة تلك التي تنتقد أوضاعهم من الداخل فالغرب منفتح على نفسه أكثر من غيره من الشعوب

-         المشاركة في المؤتمرات والندوات الغربية حول القضايا التي تمسهم ويمكن تكليف عدد من المسلمين في هذه المجتمعات لرصد هذه النشاطات.

إعداد كتاب سنوي حول نشاطات الوحدة وبحوثها والإعداد لكتابة تقارير عن القضايا العاجلة وتقديمها للمسؤولين في الدولة كدراسة اليمين الأمريكي الجديد  وغير ذلك من القضايا

 

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الطبعة: الرابعة. الناشر: دار المعارف بالقاهرة (تاريخ بدون). عدد صفحات الكتاب: 219 صفحة من القطع المتوسط. إعداد: مازن صلاح المطبقاني في 6 ذو القعدة 1407هـ 2 يوليه 1987م بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة : يتحدث فيها المؤلف عن معنى التاريخ، وهل هو علم أم فن، ثم يوضح أهمية دراسة التاريخ وبعض صفات المؤرخ وملامح منهج البحث التاريخي. معنى التاريخ: يرى بعض الكتاب أن التاريخ يشمل على المعلومات التي يمكن معرفتها عن نشأة الكون بما يحويه من أجرام وكواكب ومنها الأرض، وما جرى على سطحها من حوادث الإنسان. ومثال على هذا ما فعله ويلز في كتابه "موجز تاريخ العالم". وهناك رأي آخر وهو أن التاريخ يقتصر على بحث واستقصاء حوادث الماضي، أي كل ما يتعلق بالإنسان منذ بدأ يترك آثاره على الصخر والأرض.       وكلمة تاريخ أو تأريخ وتوريخ تعنى في اللغة العربية الإعلام بالوقت، وقد يدل تاريخ الشيء على غايته ودقته الذي ينتهي إليه زمنه، ويلتحق به ما يتفق من الحوادث والوقائع الجليلة. وهو فن يبحث عن وقائع الزمن من ناحية التعيين والتوقيت، وموضوعه الإنسان والزمان، ومسائله أحواله المفصلة للجزئيات
قراءة المزيد

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

                  (وَتَحملُ الكَل ،وتُكسِبُ المعدوم، وتُقري الضيفَ ،وتعين على نوائب الحق) يا لها من صفات رائعة ختمت بهن السيدة خديجة رضي الله عنها كلماتها وهي تطمئن زوجها الحبيب صلى الله عليه وسلم بعد عودته من غار حراء في تلك الليلة المباركة التي أنزل فيها القرآن.      نعم، كنت يا سيدي يا رسول الله تحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف قبل أن يوحى إليك والعالم من حولك في جاهلية جهلاء تنتهك فيه الحقوق وتضيّع الحرمات، ويأكل القوي الضعيف. وما أروع كلمات جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه أمام النجاشي يصف خلق الإسلام (كنّا قوماً أهل جاهلية،أو على الشرك)، نعبد الأوثان ، ونأكل الميتة ونسيء الجوار، فبعث الله إلينا نبياً من أنفسنا نعرف وفاءه وصدقه وأمانته، فدعانا إلى أن نعبد الله وحده لا شريك له، ونصل الأرحام ونحسن الجوار ونصلي ونصوم لا نعبد غيره.)    أما تفسير عبارة السيدة خديجة رضي الله عنها فقال فيها الشيخ محمد الصادق عرجون: "فتحمل الكل معناها أي تعين الضعيف الذي أعجزته الأيام والليالي..وتكسب المعدوم أي أنك مفطور على السخاء والجود والكرم، فتعطي ذوي الحاجة المعدمين ما لا يمكن أن
قراءة المزيد

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية

                             يردد الناس دائما الأثر المشهور :(من تعلّمَ لغةَ قوم أمن مكرهم أو أمن شرَّهُم) ويجعلونها مبرراً للدعوة إلى تعلم اللغات الأجنبية أو اللغة الإنجليزية بصفة خاصة. فهل هم على حق في هذه الدعوة؟ نبدأ أولاً بالحديث عن هذا الأثر هل هو حديث صحيح أو لا أصل له؟ فإن كان لا أصل له فهل يعني هذا أن الإسلام لا يشجع على دراسة اللغات الأجنبية وإتقانها؟ وإن كان صحيحاً فهل الإسلام يحث ويشجع على دراسة اللغات الأجنبية وإتقانها؟         لنعرف موقف الإسلام من اللغات الأخرى لا بد أن ندرك أن الإسلام دين عالمي جاء لهداية البشرية جمعاء وهذا ما نصت عليه الآيات الكريمة {وما أرسلناك إلاّ كافة للناس بشيراً ونذيراً } (سبأ آية 28) وقوله تعالى { وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين } (الأنبياء آية 107) وجاء في الحديث الشريف (أوتيت خمساً لم يؤتهن نبي من قبلي، وذكر منها وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة). فهل على العالم كـله أن يعرف اللغة العربية؟ وهل يمكن أن نطالب كلَّ من أسلم أن يعرف اللغة العربية؟ يرى العلماء أن المسلم يكفيه أن يعرف كيف يردد الفاتحة وبعض الآيات في صلواته أم
قراءة المزيد