أصول الاقتصاد الإسلامي


 

 

يمكن أن نجمل أصول الاقتصاد الإسلامي في الأمور الآتية:

أولاً : الاستخلاف للعمارة كما جاء في قوله تعالى {هو الذي أنشأكم في الأرض واستعمركم فيها} ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون) ولذلك ما فعلته الحضارة الغربية من تدمير مقدرات الأرض والجو بصناعاتها مخالف لشروط الاستخلاف فليس التدمير كالتعمير يدل على ذلك المعاناة الشديدة التي يواجهها العالم الغربي في تلوث الجو والماء وقطع الغابات.

ثانياً : التسخير : إن الله سبحانه وتعالى  سخر للبشر ما في السموات والأرض لعمارتها {ألم تروا أن الله سخّر لكم ما في السموات وما في الأرض} وقوله تعالى {وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعاً منه}أما الغرب فيرى أنه في صراع مع الطبيعة وما زلت أذكر كتاب القراءة الإضافية في اللغة الإنجليزية الذي درسناه في الثانوية كان عنوانه (الإنسان ضد الطبيعة) ولعلكم تلاحظون بعض الدعايات للمنتوجات الغربية التي تقول هذا من الطبيعة ، أليست كل ما في الكون من مخلوقات الله سبحانه وتعالى؟

ثالثاً: الطيبات والخبائث : فالعمل والإنتاج ينقسم بين الطيبات والخبائث فما تنتجه الحضارة الغربية من خمور ومن منتوجات أخرى من الخبائث في حين أن الإسلام حث على إنتاج الطيبات {هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور} وقوله تعالى { كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده إنه لا يحب المسرفين}

رابعاً: الوفرة حيث إن الله عز وجل حين خلق الأرض قدّر فيها أقواتها وخلق كل شيء بقدر فالاقتصاد الإسلامي قائم على الوفرة وليس على الندرة التي يزعم الغربيون حتى يتنافسوا في السيطرة على مقدرات الكرة الأرضية.

خامساً : العمل ليس غاية ولكنه وسيلة للوصول إلى مرضاة الله سبحانه وتعالى وفي ذلك يقول الحق سبحانه وتعالى{ وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك } ويقول الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه (نعم المال الصالح للعبد الصالح) ويقول في حديث آخر(تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميلة تعس عبد الخميصة ، تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش، طوبى لعبد أخذ بعنان فرسه في سبيل الله ..)الحديث.ولذلك تجد المسلم لا يشقى في طلب الدنيا لأنه يعلم أن له رزقاً سيأتيه فلذلك تجده يجمل في الطلب ، كما إنه يعرف أن لبدنه عليه حقاً ولنفسه عليه حقاً ولأهله عليه حقاً ولزوره (زائره ) عليه حقا، فيعطي كلَّ ذي حق حقه.

        وقد بلغت المادية أو عبادة المادة حداً سيئاً في المجتمعات الغربية حتى إن مجلة النيوزويك الأمريكية نشت تقرياً عن بعض رؤساء بعض الشركات الكبرى قاموا بطرد مئات الألوف من العمل لأسباب تافهة :فشركاتهم لا تحقق الربح الذي يرغبون أو إنهم يريدون خفض التكاليف قليلاً ، وقد سمّتهم المجلة ( المليونيرية القتلة) وكتب الدكتور سالم سحاب يقارن بين هؤلاء والأثرياء البررة من المسلمين.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية