الأمن الفكري من متطلبات رقي المجتمعات



الأمن الفكري من متطلبات رقي المجتمعات

·       الارتباط بين الأمن الفكري وجميع مناحي الحياة.

·       كيفية اسهام الأمن الفكري في رقي المجتمع.

·       الارتباط بين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأمن الفكري

على الرغم من أن مصطلح الأمن الفكري مصطلح حديث نسبياً لكن كلمة الأمن وردت في كتاب الله عز وجل مرات كثيرة ولعل قمة الأمن ما يناله المؤمنون حين يدخلون الجنة يوم القيامة حيث يعدهم ربهم بالأمن يوم القيامة ذلك اليوم الذي سمّاه يوم الفزع الأكبر ولكن هذا الأمن سبقه أمن في الدنيا وقد وصف الشيخ على حس الحلبي الأمر بقوله:كثيرٌ من النّاس -اليوم- يعيشون صوراً من الرُّعب، والخوف... والإرهاب... والتَّرقُّب... ولا يعرفون (سبباً) ظاهراً لذلك كلِّه، إنَّما هو شعورٌ داخليٌ يُراودهم، سواءٌ في طريقهم وسلوكهم، أم في بيوتهم و(بُروجهم)، أم في حياتهم ورواحهم ومجيئهم ولو نظر هؤلاء نظرة غلويَّة فاحصة... لعلموا أنَّ السَّبب الرئيس في بُعدهم عن الأمن... وإغراقهم في نقيضه هو: تنكُّبهم سبيل الهداية، وتَجنُّبهم طريق الالتزام بأحكام الله جلَّ شأنه، يقول الله سبحانه: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون).فالأمن... والهداية... قرينان... لا يفترقان... إذا زال أحدهما زال الآخر... بل إذا رقَّ أحدهما رقَّ الآخر"

ويرتبط الأمن الفكري بجميع مناخي الحياة فالمسلم يبدأ يومه بالتوجه لله سبحانه وتعالى بالحمد والثناء في دعائه حيث يقول: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور، ويدعو كذلك الحمد لله الذي ردّ علي روحي وعافاني في بدني وأذن لي بعبادته. فإن بدأ نهاره سعياً في الأرض عملا في طلب العلم أو الوظيفة أو التجارة كانت علاقته بالله عزوجل هي الموجه والمدبر لهذه الحياة؛ فيطلب العلم بإخلاص لله سبحانه يعلم أنه تدعو له الملائكة وتحفه السكينة وأنه كلما زاد علما ّ زاد معرفة بالله سبحانه وزاد خشية لله. وإن كان في وظيفته أدى ما عليه من عمل بأمانة وإتقان لا يؤخر ولا يؤجل ولا يماطل. وإن كان في تجارة حرص على الكسب الحلال مدركاً أن التاجر الصدوق مع النبيين والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقاً

أما كيف يسهم الأمن الفكري في رقي المجتمع فهذا أمر أدركه المسلمون من  تعاليم دينهم فالإنسان مع  نفسه يحقق هذا الأمن بالعمل وفق شريعة الله عزوجل بأداء ما عليه من واجبات والتزامات فيشعر بالرضا والطمأنينة، وإن كان سلوكه مع غيره فليس أرقى من الإسلام في  تحقيق هذا الرقي فأولا يشيع الإسلام السلام بين المسلمين (ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم)  وفي موضع آخر يقول عليه الصلاة والسلام (سلّم على من لقيت عرفت أو لم تعرف) ومع السلام أن تقدم لغيرك الابتسامة وطلاقة الوجه وهي بلا شك أعم من الابتسامة، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمسلم الذي يعرف حق إخوانه المسلمين عليه. مثل هذه المجتمع لاشك سيكون راقياً وأضف لذلك أنه نظيف في مسكنه وخارج مسكنه حيث ينظف فناءه فإن اليهود لاينظفون أفنيتهم، والمسلم لا يعلو على جاره في البنيان سواء كان هناك قانون أو لم يكن ولا يرتفع فيحجب عنه الشمس والهواء.

ونأتي إلى جانب مهم تتميز به الأمة الإسلامية وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والذي جعله ربنا عز وجل شرطا للخيرية (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) فأي أمة في الدنيا يزدهر فيها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فلتبشر بالخير ولكن المعروف والمنكر كما يحددها الشرع الكريم، فأمم الغرب أو الشرق لا ترى في كثير من التصرفات منكراً  ولكنها في شرعنا القويم هي المنكر. فإذا اعتمدت الأمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على نطاق واسع أي قام به أفرادها عموماً بحسب علمهم وقدرتهم ارتفع مستوى الأخلاق والسلوك رائدهم في ذلك الآيات الكريمة في وصف خيرية هذه الأمة وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) وقول النبي صلى الله عليه وسلم (الدين النصيحة الدين النصيحة قالها ثلاثاً قلنا لمن يارسول الله قال (لله ولكتابه ولنبيه ولأئمة المسلمين وعامتهم) فهنيئاً لأمة تلتزم هذا المنهج

 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية