هل فهم الغرب الإسلام حقاً؟


بسم الله الرحمن الرحيم

 

بدأ الغرب مند قرون عديدة بالتعرف إلى الدين الإسلامي ودلك بعد أن اكتسحت جيوش الفتح ممالك النصارى في الشام، وفي مصر، وفي شمال أفريقيا، وأقبل الناس على الدين الإسلامي يعتنقونه يصبحون من أهله حتى لم تعد البلاد نصرانية كما كانت حتى قال عماد شمعون الباحث الماروني أن الإسلام ارتكب مجازر في حق النصارى حين اعتنقوا الإسلام وتركوا النصرانية.

نعم اهتم الغرب بالإسلام تنفيذاً لقيادة النصرانية في روما التي وجهت رجالها ومن تحت إمرتها بترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة اللاتينية، ثم انطلقت الترجمات بعد قرون إلى اللغات الأوروبية الحديثة من إيطالية وفرنسية وإنجليزية وألمانية وغيرها. وتعددت الترجمات ثم تعددت كراس اللغة العربية في عدد من الجامعات الأوروبية فكان الأمر البابوي بإنشاء ست كراس للغة العربية في روما ونابولي وباريس وسالونيكا وغيرها.

وجاءت الكشوف الجغرافية والأطماع الاستعمارية الإمبريالية فاقترن الهدف الديني بالهدف الاقتصادي الاستعماري السياسي وبدأ النشاط الاستشراقي وتوجهت الحكومات الغربية لدعم الدراسات العربية والإسلامية، فكانت باريس في نهاية القرن الثامن عشر كعبة الاستشراق حين كان سيلفستر دو ساسي يرأس مدرسة اللغات الشرقية الحية بباريس ويرافق نابليون في الهجوم على مصر ثم على الجزائر.

وفي القرن التاسع عشر نشط الاستشراق فتأسست المعاهد والأقسام العلمية وكذلك الهيئات والمؤسسات مثل الجمعية الملكية الأسيوية والجمعية الأسيوية الفرنسية والجمعية الاستشراقية الأمريكية وغيرها.

وحتى وصلنا إلى القرن العشرين فقامت في بريطانيا عدة لجان لدراسة احتياجات بريطانيا من الدراسات الأوروبية الشرقية والسلافية والشرقية والشمال أفريقية فكانت لجنة سكاربور عام 1947م ثم لجنة هايتر 1961 ثم لجنة باركر 1985م وثمة لجنة حالية أحد أعضائها جرقن نيلسون رئيس معهد العلاقات النصرانية الإسلامية بجامعة بيرمنجهام ببريطانيا.

وفي أمريكا مئات الأقسام وآلاف المواد الدراسية التي تتناول الإسلام عقيدة وشريعة واجتماعاً وسياسة وأخلاقاً ونظماً، وتتناول المسلمين تاريخاً وواقعاً اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً.

وما أن سقطت روسيا وسقطت أنظمة أوربا الشرقية الشيوعية حتى بدأ بعض الباحثين والمفكرين والسياسيين والمستشرقين يقدمون الإسلام على أنه الشبح البديل المخيف للحضارة الغربية فظهرت فكرة الخطر الإسلامي العالمي أو الكوني كما أحب كرس كروتهامر أن يطلق عليها ولويس في كتاباته ومحاضراته يصرح بأن الإسلام نقيض للتقدم والرقي وأن المسلمين لن يقبلوا الحضارة الغربية التي يجب أن تؤخذ خيرها وشرها كما قال طه حسين رحمه الله.

 وقد وقعت أحداث الحادي عشر من سبتمبر حتى كأن الغرب لم يدرس الإسلام يوماً فإذ بالإسلام يصبح ضحية هجمة شرسة وأن العالم الإسلامي لا بد من ترويضه ونشر الديموقراطية بين شعوبه- رغم قناعة البعض – بأن الإسلام غير موافق أو مناسب للديموقراطية.

وتتوالى هجمات الغرب على الإسلام والمسلمين لأن فئة من المسلمين قررت حمل السلام واللجوء للأعمال الإرهابية رغم أن ما تقوم به شعوب مسلمة ضد الاحتلال والقتل والإرهاب يسمونه إرهاباً أما دبابات إسرائيل وطائراتها وجدارها العنصري الشاروني العازل ليس إرهاباً

لمادا فشل الغرب حتى اليوم في فهم الإسلام؟ هل المسؤولية مسؤلية الغرب وحده أم نشارك نحن في هده المسؤولية؟ هل ذلك لأننا لم نقم بواجبنا إلاً أقل القليل منه؟ أين علماؤنا وبحاثتنا من دراسة الغرب ومعرفة الغرب من الداخل؟ أين مشاركاتنا في الندوات والمؤتمرات الدولية وهل هي مشاركة فعالة أم مشاركة تخضع للمجاملات؟

أين هي جهودنا في دعم كراسي الدراسات الإسلامية في الجامعات الغربية بأساتده أكفاء؟ لمادا تكون بعض هده الكراسي كارثة حقيقة على تعليم الإسلام؟

أسئلة كثيرة نقدمها في هدا اللقاء نرجو أن تتم الإجابة عنها بقدر المستطاع   

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية