الاهتمام بالاستشراق في السعودية في العصر الحاضر


بسم الله الرحمن الرحيم


الاهتمام بالاستشراق في السعودية في العصر الحاضر


مجلة عالم الكتب ، مجلد 14، عدد 4، محرم-صفر 1414هـ، يوليو-أغسطس 1993م

الصفحات 422-431                                بقلم :د. قاسم السامرائي

                                               تقديم وترجمة د. مازن مطبقاني

عقدت جامعة ليدن الهولندية ندوة حول الدراسات الاستشراقية في الفترة من 2-5مارس 1991، وكانت الكلمة الافتتاحية من نصيب الدكتور إدوارد سعيد ، وشارك الأستاذ الدكتور قاسم السامرائي بهذا البحث الذي قُدم باللغة الإنجليزية. وهاهي ترجمته.

لا شك أن السامرائي جدير بتناول هذا الموضوع فخبرته بالاستشراق تعود إلى سنوات دراسته في بريطانيا حيث حصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية على يد المستشرق الإنجليزي المشهور آربري ، واستمرت صلة السامرائي بالاستشراق حينما أخذ يهتم بالمخطوطات وتحقيقها ثم انتقاله للعمل في جامعة ليدن بهولندا.

وعمل الدكتور السامرائي في السعودية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في عدة كليات، ثم التحق بمركز البحوث حيث أسس وحدة الاستشراق والتنصير ، وكان من إسهاماته في هذه الوحدة ترجمته للعمل الجليل الذي كتبه عبد اللطيف الطيباوي بعنوان " المستشرقون الناطقون باللغة الإنجليزية."

وهاهو الدكتور السامرائي يسهم من جديد في تناول مسألة الاهتمام بالاستشراق في السعودية بمحاضرة أوجز فيها ملامح هذا الاهتمام ، واضطر لطبيعة المحاضرة والوقت المخصص لها أن يوجز وأن يحذف الكثير. وكان من الممكن أن يتوقف قليلاً عند قسم الاستشراق بكلية الدعوة بالمدينة المنورة فيتحدث بإيجاز عن تأسيس القسم والمناهج التي تدرّس فيه، والعلماء الذين عملوا في القسم والإنجازات العلمية لهذا القسم من رسائل علمية أو مشاركات في مؤتمرات عالمية أو إقليمية وغير ذلك. ولعل باحث آخر يهتم بالاستشراق في السعودية فيعرج على هذه الموضوعات ويوفيها حقها من البحث.

لم يكن عملي في الترجمة صعباً حيث إن معظم النصوص العربية التي استشهد بها المحاضر متوفرة لدي- والحمد لله-وقد عدت إليها ، وما بقي من تعليقات وتحليلات للدكتور السامرائي فإن معرفتي الشخصية به وقراءاتي لكتاباته الأخرى أسهمتا في تسهيل المهمة إلى حد ما. ومع ذلك فلا أدعي الكمال لعملي فأشكر من يقدم إلى تصويباً أو نقداً. وأشكر الدكتور السامرائي على مراجعته للترجمة وموافقته على نشرها .

وثمة ملاحظة أخيرة في هذه المقدمة أن الدكتور السامرائي أعد محاضرة جديدة عام 1999م عن الاهتمام بالاستشراق في السعودية وألقيت في ليدن بهولندا وأرجو أن أتمكن من ترجمتها وعرض النص الإنجليزي في هذا الموقع بإذن الله.

النص المترجَم


لا تكاد توجد جهود أكاديمية (جامعية) في عالم الدراسات الإنسانية أسوأ حظاً في سوابقها من الدراسات الإسلامية في الغرب.([i])بهذه العبارة استهل عبد اللطيف طيباوي المقالة الأولى من مقالتيه في نقد المستشرقين الناطقين باللغة الإنجليزية. وبصفتي أول رئيس لوحدة أنشئت حديثاً (1401هـ/1991م) في مركز البحوث بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية باسم وحدة الاستشراق والتنصير، فقد طُلب منّي أن أترجم مقالتي طيباوي إلى العربية. وقد قال مدير الجامعة في تقديمه للترجمة محدداً دوافع إنشاء الوحدة لتصبح قسماً أكاديمياً في المدينة المنورة ضمن كلية الدعوة:" فقد عُنيت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالدراسات الاستشراقية منطلقة في ذلك من رسالتها العلمية التي توجب عليها رصد البحوث والنشاطات العلمية التي تتخذ من الإسلام ولغته وحضارته وشعوبه مجالاً لبحوثها فكان أن أنشأت وحدة خاصة بتلك الدراسات في مركز البحوث بالرياض وقسماً دراسياً خاصاً بها في المعهد العالي للدعوة الإسلامية (كلية الدعوة حالياً) بالمدينة المنورة."([ii])

وواصل معالي المدير حديثه قائلاً:" ولا أريد في هذه المقدمة القصيرة أن أدخل في تفاصيل قضية الاستراق وموقفنا من المستشرقين ،ولكني أشير إلى حقيقة مهمة وهي أن الخطوة الأولى لمقاومة أي فكر منحرف أو تيار معاد هي التعرف عليه وسبر أغواره،وجمع المعلومات الشاملة عنه ،وتحليل تلك المعلومات ونقدها بدقة وأمانة، ومعرفة الأطوار والمراحل التي مر بها والمنطلقات التي انطلق منها والأهداف التي يسعى إليها."([iii])

وفي الحقيقة فإن كلمات المدير في العبارات المقتبسة أعلاه تعكس جزئياً الأجواء الحالية التي تسيطر على الاتجاهات الأكاديمية والصحافية كذلك في السعودية في الوقت الراهن، وموقف الغالبية العظمى من النخبة الفكرية الإسلامية.

وليست هذه هي الصورة كاملة ، فمن المؤكد أن الساحة الفكرية ليست خالية تماماً من أولئك الذين يدافعون عن نشاطات المستشرقين الإيجابية بحماسة وبدون تحفظ بينما يشيرون في الوقت نفسه إلى سلبياتهم. إن تأثير هؤلاء محدود بشكل يرثى له ، وصوتهم إنما هو صرخة في واد كما سنرى فيما بعد.

وقد لاحظ دونالد ليتل Donald Little بحق عام 1979م أن " ثمة كمية كبيرة من الكتابات حول الاستشراق والمستشرقين كتبت باللغة العربية واللغات الإسلامية الأخرى أعدت خصيصاً للاستهلاك المحلي."([iv]) ولكن ما عدّه ليتل كميّة كبيرة قد أصبح ضخماً جداً بعد ثلاث عشرة سنة من ظهور مقالته، وللدقة نقول بأن هذه الكتابات ليست معدة فقط –كما يقول- للاستهلاك المحلي، ذلك أن معظمها قد كتب أو ترجم إلى إحدى اللغات الغربية.

ولإعطاء فكرة حول أهمية موضوع الاستشراق والمستشرقين في الساحة السعودية المعاصرة فمن الكافي أن نذكر أنه وفقا للمادة الببليوغرافية التي بين يدي فقد صدر أكثر من مئتي كتاب ، وليس أقل من ألفي مقالة في السنوات الأخيرة إما بأقلام سعودية أو عرب آخرين يعملون في السعودية. وحتى إن بعض الدوريات المهمة قد خصصت أعداداً خاصة لهذا الموضوع مثل "عالم الكتب" و" الفيصل" و" المنهل" ضمت مقالات مؤيدة أو معارضة للاستشراق. ([v]) وقد أصدر مكتب التربية لدول الخليج العربي كتاباً من جزأين ضم مجموعة بحوث حول " مناهج المستشرقين في الدراسات العربية والإسلامية.([vi]) وقد أسهم في هذا العمل عشرون متخصصاً تقريباً من جامعات ومؤسسات عليمة مختلفة في العالم العربي بتقديم بحوثهم حول النتائج التي تم التوصل إليها خلال القرنين الأخيرين من الاستشراق.

وبالإضافة إلى ما سبق فإن معظم الجامعات السعودية السبع تنظم سلسة من المحاضرات من حين لآخر يدعى إليها علماء من هيئة التدريس من هذه الجامعات أو من الخارج ( بما في ذلك أوربيين) وبالطبع فمن موضوعات هذه المحاضرات الاستشراق والمستشرقون. وتسجل هذه المحاضرات عادة – على أشرطة كاسيت ، وإما أن توزع مجاناً أو تباع لدى المحلات المتخصصة في بيع أشرطة الكاسيت ، وتوزع هذه التسجيلات على نطاق واسع. والنقطة التي  يجب التأكيد عليها هنا أن كلاً من المثقف والعامي ينجذب بسرعة لدرجة أن عنوان مقالة أو عنوان كتاب يحتوي على مصطلح استشراق أو مستشرقين فإنه يثير حب المعرفة لدى القراء، وذلك ببساطة لأن هذه المصطلحات مرتبطة عادة بسوء تمثيل الإسلام وتشويهه حتى للعداء أو التعصب والتحيز ضده. ومع ذلك فإن تحليل كل العوامل التي ساعدت على إيجاد هذا التصور أو تطويره تقع خارج نطاق البحث. وقد ناقش باحث من السعودية هذا الأمر بقوله:" إن (أزمة) المستشرقين (الفكرية) و(الأخلاقية والمشكلات الناتجة عنهما قد أساء إليهم أيما إساءة ،فيكاد )تشويه) الحقيقة الفكرية دينية أو تاريخية أو لغوية أو عملية يصبح ظاهرة عامة في العمل الاستشراقي المبطن والسافر، المباشر وغير المباشر. والنتيجة بسيطة وواضحة شعور عميق بالنفور مما يخلق موقفاً متسماً بالشك إن لم يكن العداء السافر لأعمال المستشرقين، ونتيجة لذلك فإن ظاهرة الاستشراق كمجال علمي من السهل الشك فيها كما أن مكانة المستشرق تصبح موضع تساؤل."([vii])

ويشرح أحمد عبد الحميد غراب (خريج جامعة أكسفورد) في كتابه( رؤية إسلامية للاستشراق) مصطلح استشراق كما يأتي:" إن الاستشراق دراسات" أكاديمية" يقوم بها غربيون كافرون من أهل الكتاب بوجه خاص –للإسلام والمسلمين عن شتى الجوانب :عقيدة وشريعة وثقافة وحضارة وتاريخاً ونظماً، وثروات وإمكانيات… بهدف تشويه الإسلام ومحاولة تشكيك المسلمين فيه، وتضليلهم عنه، وفرض التبعية للغرب عليهم ،ومحاولة تبرير هذه التبعية بدراسات ونظريات تدّعي العلمية والموضوعية، وتزعم التفوق العنصري والثقافي للغرب المسيحي على الشرق الإسلامي."([viii])

إن الاهتمام الأساسي لدى المؤلف الذي يشترك فيه مع غيره من الكتاب السعوديين لا يكمن في الإنتاج الأكاديمي للمستشرقين ولكن في دورهم الحاسم في التأثير وتوجيه الموقف السياسي في دولهم. وهنا يتهم المؤلف المستشرقين بخيانة مبدأ الأخلاق الأكاديمية الذي يتطلب الحياد على الأقل. فالعالم الأمين يجب أن لا يسمح لتعصباته أن تكون عقبة في الطريقة التي يقدم بها الحقائق والمعرفة والاستنتاجات.([ix])

ويبدي جميل المصري من جامعة أم القرى في مكة عدم رضاه عن الطريقة التي درس بها المستشرقون وحللوا التاريخ الإسلامي لأنهم- المستشرقون- في نظره يميلون إلى النظر إلى التاريخ الإسلامي من خلفية ثقافية  غربية، ووفقاً لمناهج البحث عندهم ومعاييره التي لا تصلح للتطبيق إلاّ على ثقافتهم، وبدلاً من ذلك فهم يلجأون إلى الاقتراحات والتخمينات التي بتكرارها يؤكدون الحقائق المقررة ويطلقون عليها نظريات علمية" وينصبون أنفسهم للحكم على التاريخ الإسلامي."([x]) ويقتبس المؤلف عبارة رودي بارت لتأييد موقفه،وهذه العبارة:" ونحن في هذا نطبق على الإسلام وتاريخه وعلى المؤلفات العربية التي نشتغل بها المعيار النقدي الذي نطبقه على تاريخ الفكر عندنا وعلى المصادر المدونة لعالمنا نحن."([xi]) ولسوء الحظ يظهر أن المؤلف لم يفهم المعنى العميق لعبارة بارت التي أراد أن يؤكد بوضوح صدقية المعايير النقدية غير الملتزمة بأي ميول ثقافية أو دينية.

وفقاً لبعض المؤلفين السعوديين فإن المناهج المطبقة من قبل المستشرقين أدت إلى تشويه التاريخ الإسلامي، وكانت هذه التشوهات هي الفكرة الرئيسية في كتاب نال انتشاراً واسعاً وكتبت حوله عدة عروض وهو كتاب عبد الكريم باز الذي طبع عام 1403هـ/1983م بعنوان (افتراءات فيليب حتّي وكارل بروكلمان على التاريخ الإسلامي)([xii]) وقد حاول المؤلف في كتابه أن يوضح كيف أن المستشرقين غير المؤهلين في علم التاريخ يرتكبون أخطاء فادحة في تفسيراتهم للأحداث التاريخية، وينتقدهم بقسوة لتبنيهم بدون تفكير التشويهات نفسها، ومما يدعو للدهشة أن الإيجابية الوحيدة التي يراها الباز في الاستشراق تعليمه الممتاز للمنهجية ولا يعرف المؤلف سوى عدداً ضئيلاً من المستشرقين الذين قدموا إسهامات إيجابية في دراسة الحضارات القديمة وفي الفهرسة وتحقيق النصوص وتستحق الثناء.([xiii])

ويطرح باحث آخر من السعودية السؤال الآتي: " ما الباعث لكل هذا؟" وبدون التفكير بمعنى أو صفات الاستشراق ينقل الباحث بدون أو بوعي الرأي الذي قال به المؤلف المصري النصراني بأن " البواعث التجارية السياسية قادت المستشرقين بدراسة الإسلام والشعوب الإسلامية من أجل إخضاعهم للسيطرة الإمبريالية ويواصل المؤلف قوله" إنه الباعث الاستعماري المدروس دراسة دقيقة، فهم يقدمون لنا تراثنا محققاً مطبوعاً لقصور باعنا، وبذلك يبسطون نفوذهم الفكري علينا."([xiv])

وهذا هو الموضوع الذي تناوله العديد من الكتاب في عدد من الكتب والمقالات. ففي مقالة نشرت في مجلة "الفيصل" عام 1989م كتب محمد سعيد الفخرو متبنياً موقفاً دفاعياً مشيراً إلى عدد كبير من التشويهات من قبل مستشرقين مثل بروكلمان وكاتياني وجولدزيهر وفلهاوزن وميور وآخرين."([xv])

وقد نشر أستاذ  سعودي بارز في مجال المخطوطات هو الدكتور عباس صالح طاشكندي مقالة بعنوان " المستشرقون ودورهم في تحقيق النصوص العربية."([xvi]) كرر فيها عيوب الاستشراق الذي ذكرها إدوارد سعيد في كتابه "الاستشراق" وربطها بالنقاش التبريري الذي قدّمه نجيب العقيقي في مجلداته الثلاث حول المستشرقين من الاتهامات في محاولة منه لتبرئة المستشرقين من الاتهامات غير المسنودة بالدليل. وبالإضافة إلى ذلك فإن الطاشكندي –المتدرب في مجال الببليوغرافيا- عدّد الفهارس التي يعرف للمخطوطات العربية التي أعدها المستشرقون ونشروها في ألمانيا ، والمملكة المتحدة، والنمسا، وفرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا، وهولندا، والدول الإسكندنافية، وروسيا، والولايات المتحدة. وبالرغم من جهد الكاتب لتزيين الأفكار الشائعة حول الاستشراق وبالرغم من إعجابه العميق بعمل المستشرقين في مجالات فهرسة النصوص العربية وتحقيقها -والتي لو تناولناها في المجال الببيلوغرافي – فإن الطاشكندي يراها قد أنجزت لفائدة المستشرقين. ويستنتج الطاشكندي في نهاية مقالته الأفكار التي نقابلها عادة في عدة مطبوعات وحتى عكسها بأن أكثر الجهود الإيجابية للمستشرقين في عملهم النقدي لتحقيق ونشر المخطوطات العربية كانت من أكثر الخدمات المفيدة التي قدموها للدراسات العربية والإسلامية. وهذه الجهود الإيجابية ساهمت في الوقت نفسه في زيادة معرفتهم بتراثنا. وهذا يعني أن المعرفة التي حققوها من خلال دراسة الجوانب الفكرية والثقافية ونقدها المبنية على اختيارهم للمواد المتوفرة جعلت الاستشراق يقدم خدمة عظيمة في تحقيق أهداف الاستشراق الدينية والعسكرية وكذلك السياسية والأيديولوجية.([xvii])

ومن الواضح أن الطاشكندي وغيره من المؤلفين الذين ذكرنا لم يستطيعوا أن يخفوا إعجابهم المقنع بالمستشرقين في مجال أو آخر. ولا نستطيع مقاومة فكرة أن النقد الذي وجّه للاستشراق قد أسهم في نهاية المطاف في إشاعة كتابات المستشرقين. وقد أشار ناشر سعودي ووزير سابق بارز لهذا الشيوع في تقديمه لكتابي حول الاستشراق بهذه الطريقة:" إن العملية الاستشراقية عملية معقدة جداً…انعكست آثارها على السياسة والاجتماع والحركة الفكرية بل على الحياة العربية الإسلامية كافة….واختلفت فيها الآراء وتباينت حتى لقد اختلط الحق بالباطل  …وكان من نتاج ذلك كله بلبلة فكرية واجتماعية لا تزال الأمة تعاني من آثارها.."([xviii])

وكتابي هذا الذي طبع في الرياض عام 1403هـ/1983م جذب انتباه اثنين من المستشرقين الأوروبيين ودون أن يربطا ما كتبته بالنقاش المعاصر للاستشراق في العالم العربي بعامة وفي السعودية بخاصة فقد وصف أحدهما وهو بروجمان بأنه:" واحد من أكثر الدراسات عداوة سطّره قلم كاتب عربي."([xix]) وبالإضافة إلى ذلك فإن ما كتبه الزميل السابق كان مركزاً على ملاحظاتي النقدية للاستشراق فقط، ولكنه فشل في ملاحظة نقدي للدراسات العربية والإسلامية في الكتاب. وثمة تناول أكثر حيدة لما كتبته في رسالة دكتوراه قدمت لجامعة بون عام 1990م أعدها رودلف بالرغم  من أنه فشل في فهم مكانة الاستشراق ضمن النقاش المعاصر في العالم العربي.([xx])

إن الأعمال التي تم اختيار هنا كان بلا ترتيب ولا يمكن أن يقال بأنها تمثل كل وجهات النظر حول الاستشراق في المملكة العربية السعودية. وقد كتب باحث سعودي قائلاً:" إنه من المستحيل على الجهد البشري حصر ،بله دراسة كل الكتب والمقالات التي كتبت لنقد جانب أو آخر في إنتاج المستشرقين."([xxi]) لقد كتب الدكتور النملة هذه الملاحظة ضمن المناظرة التي نشرتها جريدة الشرق الأوسط السعودية التي تتمتع بتوزيع واسع في السعودية وشمال أفريقيا ومصر وتحت عنوان "قضية الاستشراق " حيث قدمت الصحيفة خمسة أسئلة لعلماء من مختلف التخصصات والقدرات والجنسيات، وهذه الأسئلة هي : (1)هل الاستشراق نعمة أم نقمة ؟ (2)كيف نفرق بين الاستشراق الإيجابي الذي يتوخى الحقيقة والاستشراق السلبي الذي يتلاعب بالحق؟(3) لماذا  لا يتصل الحوار بين المستشرقين  والمسلمين ؟(4) هلي يمكن أن نستفيد من الاستشراق ولاسيما الإيجابي منه ويف؟(5) ما الذي يبج عمله إزاء التراكم الكمي الهائل عبر القرون لأخطاء الاستشراق ومغالطات المستشرقين ؟([xxii]) وقدمت الأسئلة إلى ستة عشر عالماً ثمانية منهم سعوديون ،وسبعة منهم يتسنمون مناصب جامعية بينما يعمل الأخير رئيساً للنادي الأدبي في الرياض. وحيث أن هذا البحث يتعلق بالاهتمام بالاستشراق في السعودية في الوقت الحاضر فسوف أقتصر على اختيار الآراء الممثلة للأشخاص الثمانية الذين عبروا عن آرائهم حول هذه القضية.



1- عبد اللطيف الطيباوي. المستشرقون الناطقون باللغة الإنجليزية .ترجمة قاسم السامرائي (الرياض:جامعة الإمام محمد بن سعود 1411هـ/1991م) ص 8.
2- المرجع نفسه . تقديم مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً ،ص 5.
3- المرجع نفسه والصفحة نفسها.
4-Donald Little.” Istishraq and Mustashrigun” in The Muslim Worlk>Vol.LXIX. No.2, 1979, P110.
5- عالم الكتب،مجلد 5، عدد 1 أبريل 1984م، والمنهل، مجلد 50، عدد 471، رمضان وشوال 1409ـأبريل ومايو 1989م
6- مناهج المستشرقين في الدراسات العربية والإسلامية( الرياض: مكتب التربية العربي 1405) مجلدان.
7-أحمد عبد الحميد غراب. رؤية إسلامية للاستشراق. ط2 ( بيرمنجهام: المنتدى الإسلامي، 1411هـ)ص 7.
8- المرجع نفسه والصفحة  نفسها.
8- المرجع نفسه ص 181.
10- جميل عبد الله المصري. دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين.(دمشق وبيروت: دار القلم والدار الشامية، 1411هـ/1991) ص 7و9.
11- رودي بارت. الدراسات العربية والإسلامية في الجامعات الألمانية. ترجمة مصطفى ماهر( القاهرة بدون تاريخ) ص 10.
12- عبد الكريم علي باز. افتراءات فيليب حتّى وكارل بروكلمان على التاريخ الإسلامي(جدة: تهامة للنشر، 1403-1983م)
13- عبد العزيز محمد اللميلم. "افتراءات فيليب حتّي وكارل بروكلمان على التاريخ الإسلامي" لعبد الكريم باز عرض في مجلة عالم الكتب، عدد 1 مجلد 5،أبريل 1984م ص 208 وما بعدها.
14- محمد عبد الله مليباري .المستشرقون والدراسات الإسلامية. (الرياض :دار الرفاعي، 1410هـ)ص 47.
15- محمد سعيد فخرو. " الاستشراق والإسلام" في الفيصل، عدد 105، ذو الحجة 1409، يوليه 1989م ص 95-98.
16- عباس صالح طاشكندي. " المستشرقون ودورهم في تحقيق المخطوطات العربية " في عالم الكتب، مجلد 5 عدد 1 رجب 1404هـ/ أبريل 1984م ص 5-14.
17- المرجع نفسه.
18- قاسم السامرائي . الاستشراق بين الموضوعية والافتعالية. (الرياض: دار الرفاعي 1403هـ/1983م) ص 6 من تقديم الناشر عبد العزيز الرفاعي رحمه الله.
19- لم يذكر الباحث ( المحاضر) بقية المعلومات المكتبية حول الكتاب الذي هو  Brugman .Manuscripts of the Middle East وقد تعجب المحاضر أن يكون الكتاب حول المخطوطات ويتناول كتاباً موضوعاً لصاحب المحاضرة.
[xx] - Rudolph, Westliche. “ Islam wissenschaft in Speigal Muslimicher Kirtik, Berlin 1991.
21- علي إبراهيم النملة. " قضية الاستشراق في مناظرة الشرق الأوسط. في الشرق الأوسط. عدد 4626في 29/7/ 1991.
22- الشرق الأوسط، عدد 4626في 27/7/1991م ص 22.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية