صراع الغرب مع الإسلام: مقدمة الطبعة الثانية


بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة الطبعة الثانية

        عندما قامت حرب الخليج الثانية (احتلال الكويت) تعطل الطيران، وانقطعت سبل المواصلات الجوية ولكن وصلني بالبريد طرد من بريطانيا يحمل  كتاباّ عن العداء التقليدي للإسلام في الغرب ويطلب منّي المؤلف البحث عن مترجم أو أقوم بترجمته، فأبعدت أوراق بحث الدكتوراة وقمت بالترجمة وراجع معي أخ صديق نسيت اسمه لطول العهد وتمت الترجمة ولكنه لم أجد ناشراً إلّا عام 1420 أي بعد إكمال ترجمته بثماني سنوات، وقدمته للمجلس العلمي بجامعة الملك سعود لتحكيم الترجمة طمعاً لاحتساب الترجمة ضمن نقاط الترقية فلم أُفلح في ذلك لأن اللجنة الوقور تلتزم بحرفية النظام والكتاب قد ترجم قبل الحصول على الترقية السابقة.

        كل هذا لايهم ولكن القضية هو عداء الغرب لنا وهل هذه العداوة استمرت بعد عام 1990م السنة التي نشر فيها الكتاب بلغته الأصلية؟ كانت العداوة الأولى غزو العراق بحجة إخراج الجيش العراقي من الكويت، ولم تكن مقالة جيمس إكنز James Akins السفير الأمريكي السابق في السعودية قد ظهرت في 12 سبتمبر 1990م وقد ذكر فيها مسألة التخطيط لتصل قواتهم إلى آبار  البترول حتى إن عنوان مقالته: "الآن وقد أصبحت قواتنا تحتل حقول النفط هل نتخلى عنها؟" وسميت الرغبة والتخطيط لهذا الاحتلال ب "حكة الثلاثين سنة"

ومنذ إنشاء قوة الانتشار السريع في عام 1975م والتخطيط للاحتلال وإعادة الاستعمار لم تتوقف مظاهر عداوة الغرب للإسلام والمسلمين، وقد تنوعت مظاهر هذا العداء للإسلام والمسلمين في الغرب فيظهر في شكل عسكري حربي وقتل وحشي وإبادة كما حصل في البوسنة والهرسك وكما حدث في كوسوفا والشيشان، وكما حدث في غزو أمريكا لكل من العراق وأفغانستان. وكان الهدف المعلن الظاهر هو القضاء على نظام الرئيس صدّام حسين ولكن كانوا يدمرون العراق حتى شهد شهود عيان أن الطائرات الأمريكية لم تكن تضرب وتدمر المواقع العسكرية الحيوية والإستراتيجية بل كانوا يستهدفون الجامعات والمعاهد والمصانع التي لا علاقة لها بالحرب. ويظهر في أشكال فكرية كما حدث في الرسوم المسيئة للرسول صلي الله عليه وسلم لرسام كاريكاتير الدنمركي ثم الفيلم الهولندي الساخر من الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي مئات الكتب وآلاف المقالات والبحوث التي تتعمد تشويه الإسلام والمسلمين. وما يزيد الطين بلّه أن يظهر بابا روما بنديكيت السادس عشر بابا الفاتيكان بعد توليه مقاليد الفاتيكان حيث أساء للإسلام والمسلمين.

وتتوالى مظاهر العداء في الغرب للإسلام فمن قرار السلطات السويسرية منع بناء المآذن إلى قرار الحكومة الفرنسية وغيرها من الحكومات الأوروبية لمنع الحجاب أو أنواع من الحجاب. ومع هذه القرارات انتشر في أوروبا فورة دراسة المسلمين في أوروبا وأمريكا حتى إنهم أوجدوا تخصصاً تمنح فيه درجات الماجستير والدكتوراة وعقدوا عشرات المؤتمرات والندوات وورش العمل حول الإسلام في أوروبا، وفوق ذلك كله أسسوا موقعاً في شبكة المعلومات الدولية تستند إلى مؤسسة علمية بعنوان www.euro-islam.info

وهاهي الطبعة الثانية من الكتاب قدّمت فيها تعريفاً أوسع بالمؤلف وبعض التطورات في الأحداث من حين تأليفه حتى الآن،أرجو أن يكون إضافة حقيقية لما جاء في الكتاب من جهد علمي موثق حول العداء التقليدي للإسلام في الغرب.

 

                                مازن مطبقاني

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية