مؤتمر إسلامي عالمي في عمّان


                            بسم الله الرحمن الرحيم

               

إنه والله لتجمّع يثلج الصدر ويشرح النفس ويفتح أبواب التفاؤل والأمل ذلكم هو المؤتمر العالمي الثامن للندوة العالمية للشباب الإسلامي تحت عنوان ( الشباب المسلم والتحديات المعاصرة) الذي عقد في عماّن بالأردن في الفترة من 30جمادى الآخرة إلى 3رجب 1419الموافق 20 إلى 23أكتوبر 1998م.

كانت تلك الأيام من أسعد أيام العمر للمشاركين في المؤتمر الذي أتاح لهم الفرصة للقاء هذا الجمع الطيب الذي ضم علماء أفاضل من جميع أنحاء العالم الإسلامي ومن أبرزهم الأستاذ كامل الشريف الأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة والشيخ الدكتور عبد الله المصلح والدكتور عمر زبير مدير جامعة الملك عبد العزيز سابقاً والشيخ عبد الله العقل الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي وغيرهم كثير والحمد لله.

وكانت الجلسة الافتتاحية حافلة بالكلمات الجميلة ألقاها الأستاذ كامل الشريف، والدكتور مانع بن حمّاد الجهني رحمه الله . ولم تكن كتلك الكلمات العادية التي تقال في افتتاح المؤتمرات والمهرجانات ولكنها كلمات ملؤها العزيمة والتفاؤل والطموح والرؤية المستنيرة

وذكر الأستاذ كامل الشريف ( رئيس المؤتمر العام لبيت المقدس) أن في الإسلام مزايا كثيرة تجعله قادراً على مواجهة التحديات الصعبة والمواقف العسيرة وأن الندوة العالمية للشباب الإسلامي تحاول أن تملأ الفراغ وتأخذ بيد الشباب في مدارج العمل المنظم من خلال اللقاءات والمؤتمرات والمخيمات التي تضم شباباً من كل البلاد الإسلامية. ويجدر بالذكر أن منظمة المؤتمر العام لبيت المقدس شاركت في تنظيم المؤتمر ورعايته.

وانطلقت فعاليات المؤتمر بندوة حول (الإسلام والعولمة ) وكان الحضور حاشداً ملأ جنبات القاعة وتحدث فيها كل من الدكتور عبد الله التركي والدكتور عبد السلام العبادي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الأردني والأستاذ كامل الشريف وأدارها الدكتور مانع الجهني . وكانت ندوة ناجحة لمكانة المتحدثين العلمية والفكرية في العالم الإسلامي ولما أعقبها من تعقيبات متميزة . فتحدث الدكتور العبادي عن مفهوم هذا المصطلح وذكر أن العولمة التي يمكن تعريفها بأنها تعني فيما تعني " طرح مجموعة من الأفكار والأسس والمنظمات التي تنظر إلى العالم نظرة شمولية وتريد التعامل مع العالم بشكل موحد" هذه الظاهرة ربما لا تكون شيئاً جديداً حيث عاش العالم محاولات عولمة بريطانية  أخرى فرنسية وقبلها رومانية ويونانية . ولعل البعض يبالغ في الحديث عن ظاهرة العولمة فالأمم قادرة على المحافظة على هويتها وشخصيتها.

ولكن الدكتور التركي يرى أن أبرز أخطار العولمة أنها تأتي في وقت أصبح فيه غالب المسلمين في الموقف الأقل أو الأضعف فمن ذلك ما قاله الدكتور غازي الربابعة الأستاذ بالجامعة الأردنية بأن العالم الغربي هو الداعم للعولمة ففي الماضي أرسل جيوشه لمهاجمة العالم الإسلامي والآن يهاجموننا بسلاح العولمة ولن ينجحوا بإذن الله ما دمنا متمسكين بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

        ولمّا عشت أيام هذا المؤتمر ورأيت أبناء بلادي يعملون بجد ونشاط يقودون سفينة الندوة العالمي للشباب الإسلامي في هذا المؤتمر ويعملون في خدمة الأمة الإسلامية خمساً وعشرين سنة هي عمر هذه الندوة المباركة المديد (بإذن الله)، قلت ليت هؤلاء الذين تفيهقوا يوماً ما رأوا حسن الإدارة والتنظيم والعمل الفعال لإنجاح فعاليات هذا المؤتمر الذي زاد عدد حضوره على خمسمائة عالم وباحث وطبيب ومهندس كلهم يعمل في خدمة الدعوة الإسلامية برعاية شباب هذه الأمة. لقد شعرت بالفخر والاعتزاز بانتمائي لهذا البلد المبارك الذي يجمع ولا يفرق يوحد ولا يقسم يهدي ولا يضل.

وكم للدعم المادي من أثر مبارك في مثل هذه النشاطات الإسلامية العظيمة التي بلغت جميع أقطار العالم الإسلامي وحتى الأقليات الإسلامية في جميع أنحاء العالم

وكانت مشاركة الاخوة الأردنيين في فعاليات المؤتمر متميزة فكان الدكتور عزت جرادات نائب رئيس المؤتمر للشؤون التنفيذية يعمل بجد وإخلاص وكان تردد اسمه في جنبات المؤتمر دليلاً على حضور فاعل.  وكان معالي الأستاذ كامل الشريف الذي أمضى في حقل العمل الإسلامي ما يزيد على أربعين سنة ذا حضور فاعل في جميع فعاليات المؤتمر فقد شارك في ندوة العولمة وكانت له كلمة في الجلسة الختامية تعد من أهم ما قيل في الندوة.

وقد اهتمت وسائل الإعلام الأردنية بنقل وقائع المؤتمر كما شاركت قناة اقرأ بتسجيل جميع محاضرات وفعاليات المؤتمر لتبث فيما بعد. كما عقدت ندوتان تلفزيونيتان على هامش المؤتمر حول محاور المؤتمر الأربعة وهي : التحديات العقدية والفكرية ، والتحديات السياسية والاقتصادية والتحديات الاجتماعية والتربوية والتحديات العلمية والحضارية. وهذه التحديات يحتاج كل منها مؤتمر خاص به ولكن الطموحات الكبيرة والعزائم القوية جعلتها تجتمع في مؤتمر واحد.

وكانت رحلة العودة بالطائرة الخاصة أشبه برحلة برية في حافلة حيث أعطي مذياع الطائرة للمشايخ ومنهم الدكتور أحمد التويجري الذي شنّف آذان الحضور بنشيد إسلامي رائع ( الليل ولّى لن يعود       وجاء دورك يا صباح).

لاشك أن التوصيات كانت تستحق الإشارة لما حوته من أفكار عظيمة واقتراحات بناءة،

 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية