الاستشراق ومشكلة المجتمع المدني في الإسلام


الاستشراق
 ومشكلة المجتمع المدني في الإسلام
من كتاب (الاستشراق والإسلام والمتخصصين في الإسلام)
Orientalism, Islam and Islamists. Edt. Assaf Hussain and others (Brattlebrough: Amana Books, 1984)
 
تأليف
برايان إس. تيرنر
Brayan S. Turner
 

 

 

ترجمة وتقديم

د. مازن بن صلاح مطبقاني



في الوقت الذي نجد فيه أن مشكلة الفهم والمقارنة والترجمة تثير قضايا حساسة في الفلسفة واللغة والوعي الاجتماعي، فإنها تظهر بوضوح أكثر حدة في علم الاجتماع. فبالإضافة إلى الصعوبات الفنية من تحيّز وتشويه وإساءة تمثيل في المنهجية في العلوم الاجتماعية فهناك أسئلة أكثر عمقاً كالنسبية والتعصب والإيديولوجية تثير الشكوك حول قواعد التحليل المقارن. ذلك أنه من الصعب تخيل ما يمكن عدّه علم اجتماع صحيح دون استخدام المنهج المقارن. بيد أن هناك العديد من الصعوبات المنهجية والفلسفية التي غالباً ما تظهر وتحد من مصداقية علم الاجتماع المقارن. وقد وقع اختلاف كبير حول استخدام الوضع الذي تبناه ماكس وبر Max Weber في علم الاجتماع اللاقيمي هل هو ممكن أو حتى مرغوب فيه.([1])

وفي السنوات القريبة الأخيرة ازدادت الحساسية لدى علماء الاجتماع حول الحقيقة التي مفادها أنه بالإضافة إلى قضية الصعوبات الفنية والفلسفية فإن بناء سياسة القوة ذات تأثير عميق في تشكيل محتوى البحث في العلوم الاجتماعية واتجاهه. وباختصار فوجود العلاقات الاستعمارية الاستغلالية بين المجتمعات كانت ذات أهمية رئيسة للتطوير النظري لعلمي الانثروبولوجيا(علم الإنسان) والاجتماع. وكان دور السياسة الإمبريالية حساماً في تكوين صورة الإسلام في الغرب وفي تخيل المجتمعات الشرقية.([2])

وثمة افتراض من المنظور المعرفي والمتحرر بأن القوة والمعرفة ليستا وحدهما تضاديتان، ولكن المعرفة الصادقة تتطلب كبت القوة. ففي التاريخ المتحرر للأفكار يكون انطلاق العلم من الأيديولوجية والاعتقادات الفطرية مشتركاً مع نمو الحرية الفكرية وانحسار الإرهاب السياسي القهري. هذه النظرة لتنافض السبب والقوة من قبل الفيلسوف الفرنسي مايكال فوكوMichael Foucault الذي يجادل بأن نمو السيطرة البيروقراطية على السكان بعد القرن الثامن عشر تستلزم أشكالاً أكثر انتظاماً من المعرفة في صورة علم الجريمة والعقاب وعلم النفس والطب. فاستخدام القوة في المجتمع يقترح مسبقاً صوراً جديدة من المعرفة العلمية التي يمكن أن نتوصل من خلالها إلى تحديد المجموعات المنحرفة والسيطرة عليها. وفي مقابل التقاليد الليبرالية ومن خلال تحليل التقليد الغربي العقلاني نجد أنفسنا مضطرين للاعتراف ب:

إن القوة والمعرفة يتضمن أحدهما الآخر مباشرة، وأنه ليس ثمة علاقات دون المحتويات المتلازمة للمعرفة الميدانية، وليس فقط أي معرفة لا تفترض مسبقاً وتتضمن في الوقت نفسه علاقات قوة.([3])



[1]
[2] -  
[3] -    

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية