مدراء الجامعة بالانتخاب فقد كان عمدة الحي في المدينة منتخباً يوماً ما

قبل سنوات أعلن في المغرب العربي عن مشروع اختيار مدراء الجامعات بالانتخاب على أن يقدم كل مرشح مشروعاً للطريقة التي سيدير بها الجامعة والبرامج والأهداف ويكون التصويت في مجلس أمناء الجامعة بعد دراسة كل مشروع وهل يستحق أن يكون مرشحاً، وأخبر مدراء الجامعات الحالية أن يحزموا أمتعتهم ويستعدوا للمغادرة ما لم يرغبوا في ترشيح أنفسهم بناء على الخطة الإبداعية والكفاءة. ولو بحثنا في سيرة مدراء الجامعات في العالم العربي عموماً وفي السعودية بخاصة فمن منهم قدم رؤية حقيقية وكم منهم من أنجز ما يستحق معه أن يستمر. أترك هذا الموضوع بين أيديكم للنقاش.
وللأسف فإن المغرب العربي تراجع عن تلك الخطة العظيمة الطموحة وما أن جاءت نهاية العام حتى قيل للمدراء المستعدين للمغادرة ابقوا في أماكنكم لم نجد أفضل منكم أو إننا لن نغامر أن يكون الأمر بالانتخاب. والسبب أن الذي يعين يطيع أوامر من عينه وليس هدفه الإنجاز بقدر ما يكون هدفه إرضاء رؤساؤه.
وقفت أمام شرطة قباء قبل خمسين سنة تقريباً وكان هناك ازدحاماً فسألت والدي رحمه الله قال يوجد انتخاب عمدة جديد لحي قباء، وكان أساتذة الجامعات ينتخبون رؤساء الأقسام وعمداء الكليات وكان أداؤهم أفضل حيث جاء التعيين أحياناً برؤساء جهال. فلماذا تراجعنا وكانت إحدى الصحف قبل سنتين قد وضعت في مانشت عريض تصريحا لوزير التعليم العالي أن رؤساء الأقسام سيكونون بالانتخاب ولم يحدث شيء فهل كان التصريح للاستهلاك أو الترضية أو الإسكات لا ادري؟ وقصة جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالمدينة المنورة قصة مثيرة حيث ألغى أمير المدينة الانتخاب وقدم من عنده أسماء أعضاء مجلس الإدارة والرئيس واعترض أعضاء الجمعية لأن قانونها الأساسي ينص على الانتخاب ولم يستطيعوا فعل شيء.
 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية