الغرب من الداخل الأسرة في بعض المجتمعات الغربية المعاصرة


   
O
تقديم:
        الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين  وبعد:
فقد وقف طالب عربي مسلم يتحدث عن الأسرة في بلده أمام طلاب مدرسة ثانوية في الولايات المتحدة الأمريكية قائلاً:" وصلني اليوم خبر من بلادي أن أبي باع إحدى أخواتي" وكان يقصد أن أخته خُطبت ووافق الأب . وكان في هذا ينتقد نظام الأسرة في بلاده ويميل إلى أسلوب الغربيين والأمريكيين في الزواج واختيار الزوجة. ولكن مثل هذا الطالب قد يقضي سنوات وسنوات في الغرب ثم يعود وهو يرى أن نظام الإسلام في الأسرة لا يرقى إلى ما وصل إليه الغرب في نظام أسرته.
وهناك من الطلاب العرب المسلمين من يعيشون في الغرب بوعي وإدراك فيطلعون عن قرب على حياة الأسرة ونظامها ويقرؤون ما كتبه حكماء وفلاسفة الغرب فيدركون أن الحضارة المعاصرة قد خطت خطوات كبيرة في مجال المادة والمدنية وعمرت الأرض عمارة لم تصل إليها حضارة أو مدنية سابقة. ولكنها قدمت الجانب المادي على الجانب الروحاني النفسي. حتى ظهر من عقلاء الغرب من كتب كثيراً في التحذير من هذا الأمر.
وقد تأثرت الحياة الاجتماعية في الغرب وكان من أشدها تأثراً الأسرة في الغرب التي أخذت في التفكك حتى إنها تكاد تندثر في زمننا هذا، بل إن مصطلح الأسرة بدأ يتغير، فلم تعد الأسرة هي الأب والأم والأولاد والجد والجدة وغيرهم، ولكن الأسرة هي لقاء بين اثنين من بني البشر حتى أصبحت الأسرة من الممكن أن تتكون من رجل ورجل، أوامرأة وامرأة. أما الأولاد فيمكن إضافتهم بالتبني

وفي هذا البحث الموجز نتناول في المبحث الأول جذور نظرة الغرب إلى المرأة وكيف تطورت إلى الوضع الحالي من استهانة بها وبكرامتها، وفي المبحث الثاني بعنوان الأسرة في الغرب تكونها وتفككها حيث يتناول البحث جوانب من نظام الأسرة في الغرب من حيث تكوين هذه الأسرة ومدى قوة أو ضعف العلاقات بين أفرادها،  وارتفاع نسبة الطلاق ومكانة الأب والأم في حياتها، نزن كل ذلك بميزان الإسلام. ونؤكد على هذا الميزان لأن الإسلام جاء مهيمناً على ما قبله من الأديان، وأنه الدين الذي ارتضاه الله عز وجل للبشرية. نسأل الله عز وجل أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علماً والحمد لله رب العالمين.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية