حضارة الشذوذ والمنكر

      هذا اليوم الأحد السادس من شهر يونيه عام 2008م  خرج الألوف من الشاذين والشاذات في مدينة سولت ليك سيتي بولاية يوتا ليعلنون عن أنفسهم وربما المطالبة بحقوقهم، وقد دار حديث بيني وبين الدكتور قاسم السامرائي الذي يعيش في مدينة ليدن بهولندا ويزعجه ما يحدث من إصرار الشواذ والشاذات على إقامة المهرجانات والاحتفالات عن هذه الثقافة العجيبة التي تصر أن يعلن الشاذون عن أنفسهم، فقال لي: "إن هذه الفاحشة لا تعرف إلاّ العلن" وهنا تذكرت قول الحق سبحانه وتعالى (أ إنكم لتأتون الرجال و تقطعون السبيل و تأتون في ناديكم المنكر). وقد خرجت اليوم وهو الأحد لزيارة متجر يبيع المواد العضوية أو الصحية أو الخالية من الكيماويات وركبت المترو إلى الجهة التي يقع فيها المتجر وفي أثناء رحلة العودة ركب المترو معنا عدد من هؤلاء الشاذين والشاذات، وكان أحدهم سكران أو ثملاً كما يقال فكان يتحدث عن نفسه وممارسته الجنس الشاذ، وكانت بجواره فتاة وربما لا تكون فتاة وإنما ظهرت لي هكذا، وكان هناك عدد من الفتيات يسرن متعانقات. كما رأيت في الشارع عدداً من أشباه الرجال يرتدون ملابس أشبه بالملابس الداخلية للنساء، ويسيرون أحراراً في المدينة.

          تباً لك من حضارة ومدنية وثقافة. هؤلاء الذين تخنثوا من الرجال وتلك النساء السحاقيات أصبحوا يظهرون فعلتهم وميلهم الشاذ والمريض بحرية مطلقة. ما العقل الذي يستخدمه الغربيون وما الحرية التي يزعمونها تباً لهم وتباً. كم ينتقدوننا ولا أحد يستطيع أن يقول كلمة في انتقادهم. لقد كان في القطار شاب هندي ومعه كتاب في الرياضيات أو الهندسة لأني شاهدت معادلات رياضية، فقلت له أهذه ثقافة أمريكا، لو كان هؤلاء عندنا لوجب أن يعاقبوا بالقتل. بل إن قتل الشاذ الذي يقبض عليه في أثناء فعلته أقسى وأعنف من أية عقوبة أخرى. ولقد قرأت أن عرش الرحمن سبحانه وتعالى يهتز لهذه الفعلة؟ أين الدين يا أمريكا وأين العقل وأين وأين؟

        لقد كانت صحيفة في الإنترنت اسمها واتربري الجمهورية-  الأمريكية   Waterbury Republican=American قد نشرت مقالة في الثاني عشر من يونيه عام 2005م ونقلت المقالة وكالة الأنباء المتحدة (أسوشيتد برس) ويتحدث المقال عن شخص اسمه ديفيد جونسون أنه ترك العقيدة المورمنية وخرج من الدولاب (أي أعلن للعالم أنه شاذ) قبل ثلاث سنوات، وجونسون هذا في الرابعة والعشرين من عمره لا يلتزم بتعاليم الكنيسة التي تؤكد على أن الشذوذ الجنسي  ذنب كبير، ويصر جونسون على الاستمرار في الإقامة في ولاية من أشد ولايات أمريكا محافظة ويخفي ذلك بأن هذه الكنيسة لها مراكز في كل أنحاء العالم وتسيطر تقريباً على معظم مناحي الحياة في يوتا، وهذه الكنيسة من أسرع الأديان انتشاراً حيث بلغ عدد المورمن ثلاثة عشر  مليوناً، يعيش في أمريكا منهم ستة ملايين فقط ولن تقبل الشاذين حتى تتم توبتهم روحياً. وهذا المهرجان السنوي أو الاستعراض أو المسيرة التي تستمر أسبوعاً إنما هي للتذكير بالحجم الكبير لهؤلاء الشاذين في هذه الولاية. وتعقد المسيرة هذا العام بإشراف مركز الاعتزاز بولاية يوتا (Utah Pride Center) وهذه منظمة لا تسعى للربح وقد تأسست عام 1992م وهدفها تنظيم النمو والقبول والمساواة للشاذين من الرجال والنساء والذين يعيشون حياة مزدوجة والمخنثين أو الخناثى في يوتا، ومسيرة هذا العام تمتد ثلاثة أيام من السادس إلى الثامن من شهر يونيه 2008م

 

     ويتمسك مهرجان هذا العام بفكرة المجتمع المتحد والخاص بالأنواع التي ذكرت آنفاً والمتعاطفين معهم ويرحب المهرجان بأذرع مفتوحة كل الذين يقفون وراء حصول الجميع على حقوقهم. ويتعهد المركز للم شمل المجتمع بإيجاد أرضية مشتركة لإحداث تغيير حقيقي بتوفير التواصل والاتصال بين المجموعات المختلفة بتقديم أحداث وبرامج تعكس مجتمعهم الرائع المتعدد الاتجاهات.

        ويدعو المركز الجميع لوضع حد للتفرقة والخوف المرضي، ويردد لنجتمع ويساند بعضنا  بعضاً. ويعلن المهرجان أنه بحاجة إلى متطوعين للعمل فيه. كما يرعى المهرجان قائمين من الشركات القائمة البلاتينية والقائمة البرونزية ومن هذه الشركات أمريكان إكسبريس وبنك تشيس Chase وفنادق الهيلتون وفندق أو فنادق جاردن وغيرها من الشركات المحلية والأمريكية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية