الفائزون بجوائز الغرب


الفائزون بجوائز الغرب
 
يظهر –بين حين وآخر- كاتب عربيّ مسلم على المسرح الأدبي في الغرب، وينال حظاً من الشهرة والجوائز الأدبية اللامعة.
قد يدلُّ هذا على فطنة العرب وذكائهم؛ بمنافستهم أبناء الأمم الغربية في لغاتهم؛ فالاستشراق قد مضى عليه قرون طويلة، فكم عدد الذين أتقنوا لغات الشعوب الإسلامية، وكتبوا فيها؛ نثراً  أو شعراً، لا شك أنهم قليل؛ إذا ما قورنوا بأبناء العرب المسلمين الذين تمكنوا من لغات الغرب.
هذه مسألة، أما المسألة الثانية فهي: ما المعايير التي يتخذها الغربيون في إعطاء الجوائز لأبناء المسلمين، ويحرمون منها أبناء جلدتهم وعقيدتهم؟
        من المعلوم أن فرنسا من أكثر البلاد الأوروبية اهتماماً بصبغ مستعمراتها السابقات واللاحقات بصيغتها الثقافية: فهي حتى في برامج تعليم اللغة الفرنسية في المراكز التابعة لسفاراتها تطلق على هذه البرامج تعليم اللغة الفرنسية والحضارة.
لذلك لا عجب أن تعطى مثل هذه الجوائز لأبناء مستعمراتها السابقات؛ حرصاً على استمرار حبّهم وولائهم وعشقهم لفرنسا الأم!
وإذا ما عدنا إلى المعايير التي يستخدمونها في تقديم مثل هذه الجوائز؛ فإننا نقول إنها تعطى لمن يكتب عن المجتمعات الإسلامية موضحاً أسرارها وخصائصها وخصوصياتها بالمنظار الغربي
ومن الكتّاب الذين نالوا جوائز فرنسية الكاتب الجزائري اليساري المنحرف الذي هلك قريباً "كاتب ياسين" ويؤكد هذا أن كاتب زاوية في الشرق الأوسط كتب يقول :إنّ كاتبة جزائرية هي فاطمة جالير (هل "جالير" اسم جزائري أو هي متزوجة من فرنسي؟) تكتب بالفرنسية وتقيم بين البلدين.
أما الموضوعات التي اختارت الكتابة فيها: فهي "تقاليد المغرب بكل قيودها ومحرّماتها" (انظر إليه لم يقل بكل ميزاتها وعظمتها، أما السلبيات في بعض المجتمعات المغربية بخاصة والإسلامية بعامة فلم تحدث إلّا لبعد هذه المجتمعات عن فهم الإسلام الفهم الصحيح ، والأسلوب الخاطئ في التطبيق.
ثم بماذا تهتم هذه الكاتبة؟؟!
يقول كاتب الشرق الأوسط إنها جذبت اهتمام النقّاد عندما قدّمت مسرحيتها "آه !!!لقد جئت" (ولا داعي لتفسير العنوان) والتي يدور موضوعها حول التطرف الديني.
نعم هذا هو الموضوع الجذاب فعلاً عند الغربيين، إنّه الأمر الذي يقلقه ويقض مضجعه. هم يطلقون عليه "التطرف الديني" وهو –في الحقيقة- منهج الإسلام الصحيح حيث الطهارة، والنقاء، والصفاء، واتباع ما كان عليه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وأصحابه. إن "التطرف الديني" –عندهم- هو :اعتزاز المسلم بدينه، والعمل الجاد القوي القائم على الشخصية الذاتية لا اللاهث خلف صرخات الموضات الفكرية والصرعات العقدية التي يطلقها الغرب في كل حين.
لا ندري أنبارك للفائزين بجوائزهم أم نعزيهم بفقدهم لأعظم وأعز ما يملكه إنسان "الانتماء لأمته ولعقيدتها"؟ وأرجو أن يكون لنا عودة مع أفكار هؤلاء الفائزين.
ملحوظة: نشرت في ملحق التراث عدد 16 السنة الرابعة عشرة، بجريدة المدينة المنورة عدد(8644)في 28 جمادى الآخرة، 1411هـ الموافق 7 يناير 1991م 
 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية