خطة أولية لمشروع دراسة الغرب ودراسة العالَم


 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

فإنك كلما حضرت مؤتمراً في الغرب أو الشرق يتناول قضايا الأمة العربية الإسلامية، وكلما اطلعت على كتاب جديد في هذه المجالات تعجبت من شدة حماسة القوم لدراستنا وشدة مراسهم وقوة عزائمهم وصبرهم وجلدهم على البحث والدراسة وسخائهم في إنفاق الأموال في معرفتنا بل معرفة شعوب الأرض قاطبة، حتى لتسمع أحياناً مراسلاً صحفياً لإذاعة من الإذاعات الأوروبية متخصصاً في بلدة صغيرة هنا وهناك.

ويزداد عجبي أننا ونحن أمة الشهادة على البشر (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول شهيداً عليكم) عزفنا عن معرفة الأمم والشعوب الأخرى وتركنا لغيرنا أن يشهد علينا وأن يحكم علينا بل زيادة على ذلك أن يوجهنا وينصح لنا وكنّا نحن الأولى بذلك ننصح أنفسنا ونوجه العالم إلى ما فيه الخير والرشاد والهداية.

ولئن جرت محاولات كثيرة لدراسة الشعوب والأمم الأخرى مثل مركز الدراسات الأسيوية بجامعة القاهرة، ومركز الدراسات الأمريكية في كل من الجامعة الأمريكية في بيروت والقاهرة، ومركز الدراسات الأمريكية في عمّان بالأردن وفي البحرين وفي الشارقة. ولكني أعتقد أن هذه إنما هي جهود محدودة لم تنطلق من الأسس التي ينبغي أن تنطلق منها وهي (الشهادة والقيادة) وإنما هي في الغالب جهود أكاديمية يوجهها ويقودها توجه غربي وربما أضرت أكثر مما نفعت.

واستجابة لدعوة مجلة البيان المباركة فإنني أود التقدم بمشروع لدراسة الغرب يتكون من عدة مراحل يسعى إلى تأسيس دراسات غربية أوروبية وأمريكية ومن ثم الانطلاق لدراسة العالم أجمع وفيما يأتي مراحل هذا المشروع باختصار آملاً أن أتمكن من الكتابة المفصلة إن تمت الموافقة المبدئية على هذا الإيجاز.

المرحلة الأولى : دراسة مسحية للدراسات الأوروبية والأمريكية ودراسات العالم.

وبمكن أن تتم هذه المرحلة وفق الخطوات الآتية:

أ‌-                  الدراسات الأوروبية والأمريكية في اليابان

ب‌-            الدراسات الأوروبية والأمريكية في الصين

ج-    الدراسات الأوروبية والأمريكية في الهند

د-     الدراسات الأوروبية والأمريكية في ماليزيا.

المرحلة الثانية: الدراسات الأمريكية في أوروبا وكندا وفق الخطة الآتية:

أ‌-                  الدراسات الأمريكية في بريطانيا

ب‌-            الدراسات الأمريكية في ألمانيا

ج-    الدراسات الأمريكية في روسيا.

د- الدراسات الأمريكية في كندا.

المرحلة الثالثة: الدراسات الأوروبية الأوربية.

وهذه الدراسات إن لم أتعرف إليها بعمق بعد فهي موجودة وبكثرة ومن ذلك مركز الدراسات البريطانية في برلين الذي يقدم درجة الماجستير ويتقدم إليه حوالي المائة وخمسة وعشرين طالباً يقبل منهم خمساً وعشرين فقط، وينظر المركز في تقديم برنامج دكتوراه في الدراسات البريطانية. كما وجدت مراكز للدراسات الفرنسية في ألمانيا.

المرحلة الرابعة الدراسات الأوروبية والأمريكية في الولايات المتحدة وأمريكا.

لقد تركز اهتمامنا ومعرفتنا حتى الآن على الدراسات العربية والإسلامية في الجامعات الأمريكية أو مراكز البحوث والمعاهد، ولكن الحقيقة أن ثمة اهتمام أمريكي كبير بشعوب الأرض كافة، فهناك الدراسات الهندية والدراسات الصينية (هناك من يعتقد أن الصين هي أكبر خطر يواجه أمريكا) وهذه الدراسات كثيرة جداً ولها جمعياتها وندواتها ومؤتمراتها وإنتاجها العلمي الغزير.


 

خطوات عملية

يمكننا أن نبدأ بالدراسات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية في الدول الغربية وحبذا لو يكون الانطلاق من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، وذلك بالبدء في دراسة مسحية استطلاعية للدراسات الأمريكية من خلال التعرف على كبريات الهيئات والمؤسسات والرابطات التي تهتم بالشأن الأمريكي في النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ومن هذه المؤسسات ما يأتي:

1-              الرابطة القومية للعلوم الاجتماعية



2-              الرابطة الأمريكية للعلوم الاجتماعية

3-              الرابطة الأمريكية للعلوم الاجتماعية والعلوم السلوكية www.aabss.org

4-              الرابطة الأمريكية للعلوم السياسية


5-              الأكاديمية الأمريكية للعلوم السياسية والاجتماعية


6-              الرابطة الدولية للقراءة


7-              الرابطة الأمريكية للباحثين في التعليم www.aera.net

8-              الرابطة القومية للتعليم

9-              الرابطة الأمريكية لمديري المدارس

10-       المتعاونون في التعليم

هذا بإيجاز فكرة المشروع ويمكن مناقشته مع المسؤولين والباحثين لديكم لتحديد الخطوات العملية، ويمكن البدء في المشروع وفق الخطوات المذكورة والمراحل الموضحة بعاليه أو يمكن أن تكون ثمة تزامن في هذه الخطوات.

كما يمكنني أن أقترح الشروع في ترجمة كتاب أو أكثر حول المجتمعات الغربية وبخاصة المجتمع الأمريكي ولدي بعضاً من هذه الكتب وبالإمكان الحصول على كتب أخرى إن أقر مثل هذا الاقتراح.

وتقبلوا أصدق التحية

 

                                                مازن مطبقاني

             

 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية