نريد الحرية ولكن من يدفع الثمن؟

 


     نريد الحرية ولكن من يدفع الثمن، كم تغنى الشعراء بالحرية وكم كتب الأدباء والمؤلفون ولكن أين هي الحرية ألم يقل شوقي: وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق

   ألم يقال لعنتر كر، فقال العبد لا يحسن الكر ولكن يحسن الحلب والصر، فقيل له كر وأنت حر، ألم يقل عمر بن الخطاب رضي الله عنه لعمرو بن العاص رضي الله عنه :"متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً"

    نحن نريد الحرية ومن لا يريد الحرية، حتى الكلب القابع أمام بيت الإنجليزية التي تسكن بجواري في مدينة اكستر العتيدة يريد الحرية، حتى الديك والدجاجة والحمير والبط والوز والقرود كلها تريد الحرية، وتعرف الحرية التي تريد ونحن نريد الحرية ولكن من المستعد أن يدفع الثمن

     فاتورة الحرية ليست رخيصة ولا بد أن نبدأ جميعاً بالتفكير كيف ندفعها؟ ولنبدأ بالأمور الصغيرة، افرض أن رئيسك في العمل خاطبك بشيء من الجلافة والصلافة والوقاحة، هل تسكت لأنك تخاف أن يغضب منك الرئيس؟ هل تخاف أن لا تحصل على الترقية إن كنت مجتهداً ومستحقاً للترقية؟ هل تسكت لأنك جبان؟ هل تسكت لأن إيمانك بأن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت ليس كما ينبغي؟ هل تبتسم للمدير ليزداد طغياناً وتجبراً وتكبراً وعنجهية؟ ألسنا كلنا ذلك الرجل الذي يسكت ويضرب على وجهه وعلى قفاه ونسكت؟

    افرض أن رئيسك أهانك أمام زملائك وأخطأ عليك وأنت لم ترتكب جرماً ولم تركتب خطأً، هل ترضى أن يستمر الرئيس في هذا المسلسل. لقد قال أحدهم مرة لعميد كليته أنتم تريدون الأستاذ أن يضرب بالشلوت (ضربة بالرجل كما ترمى الكرة، وهي مأخوذة من اللغة الإنجليزية shoot ويسكت أو حتى يقبل الرجل التي ضربته أما أنا فإن امتدت تلك الرجل فسأقطعها قبل أن تمتد، وفي لقاء مع ذلك العميد قال له :لقد رأيت ملفك مليء بالخطابات والمحاضر التي تلصق بك كل أنواع التهم ومع ذلك فأنت مازلت في الكلية فانا قررت أن لا أبارزك. من قال إن قولة الحق أو الجرأة في الحق تقطع الرزق، لو كان الرزق بيد الناس أو الرؤساء لقطعوه وأماتوا الناس جوعاً ولكن الرزق بيد الخالق سبحانه وتعالى.

نريد الحرية ولكن من يدفع الثمن ؟

    لن أطيل في الحديث عن الحرية ولكن لماذا لا يبادر كل واحد منّا ويرفض استبداد رئيسه المباشر ويرفض أن يعيش في جو يفقد فيه حريته، فلا العمر بيد أحد ولا الرزق منّة من بشر، وإنما الأعمار بيد الله والأرزاق كذلك.

    ألا نقول دائماً في أمثالنا الشعبية  قالوا لفرعون مين فرعنك قال ما لقيت اللي يردني) وقال الحق سبحانه وتعالى وهو أصدق القائلين (فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوماً فاسقين(

    وأخيراً لن تتسع السجون وما أكبر السجون في عالمنا العربي الإسلامي!!!!لكل الشعب، أفلا يقوم نفر ولو قليل فيقولوا لا لا وأذكركم أخيراً بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يعجبني الرجل حتى إذا سيم الخسف أو الضيم قال لا بملء فيه) فمن يستحق إعجابك يا عمر في هذه الأيام؟ هل يتقدم أحد؟؟؟؟
 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية