إنشاء معهد للدراسات الإقليمية


بسم الله الرحمن الرحيم

 

عندما زارت لجنة السير وليام هايتر الولايات المتحدة عام 1961 للاطلاع على الدراسات العربية والإسلامية في الجامعات الأمريكية وجدت أن الجامعات الأمريكية قد أنشأت ما يسمى "دراسات الأقاليم" (Area Studies) وقد أعجبت اللجنة بهذا التطور في مجال دراسات الشعوب والأمم الأخرى. ولعلهم نقلوا هذه الفكرة إلى الجامعات البريطانية.

صحيح أن الغرب قد سبق الأمم الأخرى في الدراسات الإقليمية أو دراسات المناطق، لكن الدول الأخرى أدركت أهمية هذه الدراسات؛ ففي اليابان على سبيل المثال بدأت الدراسات الغربية بعد الحرب العالمية الثانية Occidental Studies ثم تطورت هذه الدراسات لتشمل مناطق العالم جميعها. وها هم الآن في اليابان لديهم رابطة الدراسات الأوروبية، ورابطة دراسات الشرق الأوسط.

وقد حذت الصين والهند حذو اليابان فنشأت الدراسات الأوروبية والأمريكية في هذه الدول، وقد لاحظت أن الاتحاد الأوروبي يقدم دعماً كبيراً لهذه الدراسات من خلال عقد ندوات ومؤتمرات وحلقات بحث، وتوفير أساتذة ومحاضرين في المجالات التي تحتاجها هذه الدراسات.

كما أن الأوروبيين عموماً لديهم دراسات مناطق لغيرهم من الدول فعلى سبيل المثال أنشئ في برلين مركز الدراسات البريطانية منذ عشر سنوات، حيث يقدم المركز برنامج ماجستير في الدراسات البريطانية مع التركيز على القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية والقانونية. كما أن جامعة لندن قد أنشأت منذ سنوات معهداً لدراسات الولايات المتحدة الأمريكية ثم تطور هذا المعهد ليشمل أمريكا الشمالية والجنوبية. وفي ألمانيا أيضاً مركز كبير للدراسات الأمريكية هو مركز كنيدي في برلين ويعد من أكبر المراكز في العالم لدراسة الولايات المتحدة الأمريكية.

ونحن في المملكة العربية السعودية وما لها من أهمية في العالم الإسلامي بخاصة والعالم بعامة أصبحنا في حاجة ماسة لإنشاء هذه الدراسات في أسرع وقت ممكن، ويمكننا في البداية أن برنامج ماجستير في الدراسات الإقليمية تتناول الدول المختلفة من إندونيسيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وهؤلاء الخريجون يمكنهم العمل في القطاع الحكومي مثل وزارة الخارجية أو الداخلية أو غيرها من المؤسسات الحكومية، كما يمكن أن يعمل هؤلاء في القطاع الخاص أو حتى في السفارات الأجنبية أو مؤسساتها المختلفة. كما أن وزارة الإعلام والثقافة بحاجة إلى عدد كبير من المتخصصين في البلدان المختلفة لتغطية أخبارها من ناحية ولتنشيط التبادل الثقافي مع هذه الدول.

ويمكن للمركز بالتعاون مع جامعة .... أن يعد برنامج ماجستير في الدراسات الإقليمية وإما أن نبدأ بدولة معينة أو أن يكون في الدراسات الأوروبية مثلاً أو دراسات جنوب شرق آٍسيا، أو دراسات شمال إفريقيا. وهكذا.

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية