أقسمت أن أقاطع السياحة الداخلية

يا من تنادون بالسياحة الداخلية يا من أنفقتم الأموال الطائلة على ما يسمى بالسياحة الداخلية أين هي السياحة الداخلية. لقد أردت أن أسافر من مكة المكرمة إلى الطائف فأمضيت ساعتين كاملتين لا أعرف طريقة الخروج من مكة، ولو كنت أمياً لا أقرأ ولا أكتب لهان علي الأمر ولكني أقرأ اللوحات وأقرأها على بعد طيب فبالنظارات أرى ستة على ستة أو عشرين على عشرين ربما أقل بقليل،
لقد خرجت من جدة ووجهتي الطائف وفي أول منعطف رأيت لوحة الطائف وسرت طويلاً حتى صدمتني تحويلة لم أنج منها ومن  آثارها، كم قلت من كلام قاس ودعاء على أمين مكة أو من يقال له أمين مكة وتمنيت لو ضاع ضياعي. وبعد التحويلة عدت أدراجي أبحث عن طريق الطائف، وبالفعل بعد مدة وقفت عند إشارة وسألت عن الطائف فكان صاحب الجيمس متجهاً مثلي إلى الطائف وقال لي الطريق على طول (سيدا) أو نيشان على قول المغاربة، وبالفعل سرت على طول أو طوالي وانقطعت بي السبل وضاعت الطائف مني مرة أخرى، ولمت نفسي أنني لم أتريث قليلاً وأتبع الرجل بدلاً من الاجتهاد الذي لا محل له.
وفي مرة من المرات كان طريق الطائف قريباً مني قاب فوسين أو أدني ولكن المخرج طريق شبه ترابي وسيئ فقلت في نفسي لا يمكن أن يكون هذا مخرخ، وسرت في طريق الجادة، وقلت في نفسي لقد أردت الجادة وأراد أمين مكة أن أسير في الطريق الأعوج وما تعلمته أنه عليك بالجادة وإن طالت قول لا صحة له مع مشروعات أمانة مكة العظيمة.
وكنت قد تعلمت من أبي رحمه الله (السؤال مذلة ولو عن جادة الطريق) فقد اذللت نفسي ألف مرة وتمنيت ان يكون أمين مكة في مكي فيتوه ويتوه ويسأل ويسأل. والسؤال مذلة لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله أحدهم النصيحة قال له (لا تسأل الناس شيئاً) ويقول راوي الحديث كان يقع محجن أحدنا وهو على جمله فينزل فيأخذه حتى لا يسأل الناس، والسؤال مذلة وتكملة عبارة والدي رحمه الله ( الدين همُّ ولو درهم، والسؤال مذلة ولو عن جادة الطريق)
ووصلت الطائف وتوقعت أن أرى اللوحات أو الكتيبات الإرشادية أو مكتب سياحة أو مكاتب سياحة في المدينة تدلني أين أذهب وأين أستأجر شقة أو منزلاً فلم أجد ولهذا فقد أقسمت أن أقاطع السياحة الداخلية حتى إشعار آخر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية